تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
( التعليم بالنمذجة ) .. إذا كان رب البيت بالدف ناقراً ..
كثيرة هي المناظر المؤلمة التي نشاهدها هذه الأيام للأسف وهذا هو آخر الزمان وهو شر الأزمنة كما ورد . فعندما ترتدي الأم بنطلوناً ضيقاً ومعها أبنتها البالغة من العمر 18 سنة فماذا ننتظر من هذه البنت أن تلبس من ملابس . وهنا يتبادر إلى ذهني قول الشاعر : ( إذا كان رب البيت بالدف ناقراً ...... ) .
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : ( كن مؤدباً بسيرتك لا بلسانك ) ، أي أن ما تعلمه لأبنائك يجب أن يكون من خلال سيرتك المشرفة وسيرتك الجيدة لا من خلال أقوال وكلام كثير يخالف الواقع ويخالف ما أنت عليه .
وبالنسبة لهذه الأم التي ترتدي البنطلون وتجعل من أبنتها ترتدي بنطلون ضيق ايضاً ولا تمنعها ولا تردعها ، عليها أن لا تلوم أبنتها إذا صدر منها أي فعل مخل بالأدب وفعل لا تراعى فيه الأخلاق في الحاضر وفي المستقبل لأنه قيل : ( أزرع تحصد ) .
وكذلك قد شاع في العصر الحديث وفي علم النفس الحديث أسلوب ( التعليم بالنمذجة ) وهو تعليم الغير وإيصال ما يراد منهم من خلال النموذج الجيد الذي يرونه أمام أعينهم من اب أو أم أو معلم وأستاذ .
ولكن هذه الصور الشاذة التي نراها ونلاحظها لبعض الأمهات هذه الأيام أبعدت الأم عن وظيفتها من كونها مربية وحجر طيب وطاهر ، ولأن الأب دائما ما يكون مشغول في العمل أو خارج المنزل ، وكذلك عندما يتم شراء ملابس للبنات فبطبيعة الحال من يشتري لهن هي الأم وليس الأب .
فعلى الأم أن تراقب جيداً ملابس أبنتها وعليها أيضاً أن لا تبذر بذرة الحرام والرذيلة بنفسها من خلال تشجيعها لأبنتها على ارتداء الملابس التي تخرجها عن عفتها وحيائها وتجعلها عرضة للتفرج عليها وعرضة للعيون السيئة ، وكذلك على الأب أن يراقب ما تلبس ابنته وزوجته ..
وعلى الأم أن ترى أن ابنتها في الغد ستكون أماً وستكون مربية لجيل أيضاً ، ولكن ما نراه لا ينبأ بخير ابداً ، وربما نتهم بأن نظرتنا للمستقبل سوداء أو قاتمة ولكن ما نراه على أرض الواقع يشير إلى نماذج سيئة ستبرز في مجتمعنا مستقبلاً .
نصيحتي لكل أم أن تراقب ما تلبس هي أولاً ، وأن تراقب ملابس ابنتها جيدا ثانياً ، وعليها أن لا تتركها تلبس ما تشتهي وما تريد لأنها بعمر لا يسمح لها أن تميز بين الجيد والرديء الذي يسيء لها ولدينها ، وحتى تكون بحق تلك الأم التي وصفت بأن الجنة تحت أقدامها .
كوني نموذجاً جيداً يقتدى به ، كوني مؤدبة بسيرتك الحسنة الجيدة ، ولا تتكلمين بكلام يخالف واقعك ويخالف ما أنتِ عليه من حقيقة .
دعائنا للمؤمنات بأن يكون قدوة لبناتهن وأن يوفقن لتربيتهن تربية صالحة ترضي الله ورسوله والأئمة الأطهار عليهم افضل الصلاة والسلام .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على قدوتنا رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق