إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة موجزة حول سيد الكائنات وخير البريه صاحب هذه الذكرى العطره صاحب العصر الزمان:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة موجزة حول سيد الكائنات وخير البريه صاحب هذه الذكرى العطره صاحب العصر الزمان:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية وآله في الورى سجية المصطفين الابرار الأئمة الاطهار محمد وآل محمد

    نرفع اسمى آيات التهاني والتبريك الى الأمة الإسلامية ومراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام بمناسبة مولد الإمام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف .
    وفي هذا اليوم المبارك نطلب من الله ان يرزقنا وجميع المؤمنين والعاملين في منتدانا منتدى مدرسة الامام الحسين عليه السلام الدينية وعلى رأسها سماحة الشيخ الأستاذ احمد الصافي آدامه الله لنا ذخرا وذخيره ونفع الله به وبنا جميع العباد والبلاد ورزقنا شفاعة المولى صاحب العصر والزمان وآبائه الاخيار الأطهار في يوم المحشر يوم لا ينفع مال ولابنين الا من اتى الله بقلب سليم.
    اما بعد فبخصوص هذه المناسبة العطرة وددت ان اقدم هذا البحث بدلاً من التبريكات الاسمية التي نشرها الاعم الاغلب راجين من المولى العلي القدير ان يتقبل منا ومن الجميع والله ولي التوفيق.


    أن الاعتقاد بالمهدي عليه السلام و ظهوره في آخر الزمان و كونه من ولد الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ليس منحصرا بالفرقة الإمامية فحسب و لا هو فكرة مستحدثة عندهم بل دفعهم إليها شدة الظلم و الجور عليهم من الحكومات الجائرة كما ظنه بعض الحدثاء المغفلين أو الناكبين عن الحق بل هي فكرة إسلامية اعتقدها جميع المسلمين لأخبار ثابتة عندهم عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و عترته عليهم السلام كما ستعرفها غير أن الإمامية مع زمرة كبيرة من أهل السنة و الجماعة معتقدون بأن هذا المصلح العالمي المسمى في الروايات بالمهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256 و هو ابن الامام الحسن بن علي العسكري بلا واسطة و لا يزال حيا مخفيا إلى أن أذن الله تعالى لظهوره في يوم موعود به من الله عز و جل ، و أما الآخرون فيقولون لم يولد فيغيب إنما سيولد في آخر الزمان فإن أردت أن تحيط بذلك خبرا فاستمع لما يتلى : قال الأستاذ المحقق و العالم البارع المدقق الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني- مد ظله العالي- فيما كتبه في الرد على مخاريق بعض المعاندين و افتراءاته و تحامله على الفرقة الإمامية الناجية تحت عنوان «الايمان بالمهدي عليه السلام فكرة إسلامية»«1» ما هو نصه: قال: «مما اتفق عليه المسلمون خلفا عن سلف و تواترت فيه الأخبار عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: أنه لا بد من إمام يخرج في آخر الزّمان من‏ نسل علي و فاطمة يسمى باسم الرسول و يلقب بالمهدي و يستولى على الأرض و يملك الشرق و الغرب و يتبعه المسلمون و يهزم جنود الكفر و يملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا و ينزل عيسى و يصلى خلفه ...).


    1-المصدر: كتاب الغيبة/ تأليف الشيخ النعماني.

    وللحديث تتمه انشاء الله
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد العرداوي ; الساعة 03-06-2015, 06:58 AM. سبب آخر:


  • #2

    كافة العقائد والديانات السماوي قد أجمعت على حتمية المنقذ والمخلص من الجور والطغيان وأن الجميع قد لمهم العهد الزاهر أمؤمل الموعود!! ولكن غموض في فكرة المنقذ والمخلص ا لديهم والفكرة الشائعة عند الجميع هو إنقاذ المجتمع مبدئياً...بينما يرى الشيعة الأمامية هو المنقذ والمخلص والمفرج و ألموئل لإنقاذ العالم وإقامة دولة عالمية وبناء ألبشريته وهذه الدولة العالمية تحقق العدل ومن هذا ابتداء الفكر الإسلام الحقيقي في تحقق الوحدة بين أصناف البشر لا ضير أن في الأديان أو المذاهب من لم ينتمي إلى عدم الفكرة ألمهدية ويحارب العقيدة التي هي شعارها المنقذ للوحدة العالمية
    .

    الأخ الفاضل المشرف المبدع
    (العرداوي)
    سلمتم على طرحكم,دمتم ودام مواضيعكم
    لكم خالص احترامي.



    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية وآله في الورى سجية المصطفين الابرار الأئمة الاطهار محمد وآل محمد

      اليكم تتمة البحث:
      و أخرج جمع من أعلام السنيين روايات كثيرة في أنه من عترة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و من ولد فاطمة و من ولد الحسين و أنه يملأ الأرض عدلا و أن له غيبتين إحداهما تطول و أنه الخليفة الثاني عشر من الخلفاء الذين أخبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بأنهم يملكون أمر هذه الامة و أنه لا يزال هذا الدين منيعا إلى اثني عشر و في شمائله و خلقه و خلقه و سيرته بين الناس و شدته على العمال وجوده بالمال و رحمته بالمساكين و في اسم صاحب رايته و ما كتب فيها و كيفية المبايعة معه بين الركن و المقام و ما يقع قبل ظهوره من الفتن و ذهاب ثلثي الناس بالقتل و الموت و خروج السفياني و اليماني و الدجال و وقوع الخسف بالبيداء و قتل النفس الزكية و في علائم ظهوره و أنه ينادى ملك فوق رأسه: «هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه» و أن شيعته يسيرون إليه من أطراف الأرض و تطوى لهم طيا حتى يبايعوه و أنه يستولى على الممالك و البلدان و أن الامة ينعمون في زمنه نعمة لم ينعموا مثلها و غيرها من العلائم و الأوصاف التي اقتطفناها من روايات أهل السنة.
      فراجع كتبهم المفردة في ذلك كأربعين الحافظ أبي نعيم الأصبهاني و البيان في أخبار صاحب الزمان لأبي عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى س 658 و البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للعلامة المتقي صاحب منتخب كنز العمال المتوفي س 975 و العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي المتوفى س 911 و القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر المتوفى س 974 و عقد الدرر في أخبار المنتظر للشيخ جمال الدين يوسف الدمشقي من أعلام القرن‏ السابع و التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر و الدجال و المسيح للشوكاني المتوفى 1250 أضف إلى ذلك روايات أخرجها أكابر المحدثين منهم في كتبهم و صحاحهم و مسانيدهم كأحمد و أبي داود و ابن ماجة و الترمذي و مسلم و البخاري و النسائي و البيهقي و الماوردي و الطبراني و السمعاني و الروياني و العبدري و ابن عساكر و الدارقطني و أبي عمرو الداني و ابن حبان و البغوي و ابن الأثير و ابن الديبع و الحاكم النيشابوري و السهيلي و ابن عبد البر و الشبلنجي و الصبان و الشيخ منصور علي ناصف و غيرهم ممن يطول الكلام بذكر أسمائهم.
      ثم أضف إليها تصريحات جماعة من علمائهم بتواتر الأحاديث الواردة في المهديّ عليه السلام‏«1» فلا خلاف بين المسلمين في ظهور المهدي الذي يملأ الأرض عدلا و إنما الخلاف وقع بينهم في أنه ولد أو سيولد فالشيعة الإمامية يقولون بولادته و بوجوده و حياته و غيبته و أنه سيظهر بإذن الله تعالى و أنه الإمام الثاني عشر و هو ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام و رواياتهم في ذلك تجاوز حد التواتر معتبرة في غاية الاعتبار مؤيدة بعضها ببعض و كثير منها من الصحاح بل مقطوع الصدور...).

      ______________________________
      (1). راجع في ذلك: غاية المأمول ج 5 ص 362 و 381 و 382- و الصواعق ص 99 ط المطبعة الميمنية بمصر- و حاشية الترمذي ص 46 ط دهلى س 1342- و اسعاف الراغبين ب 2 ص 140 ط مصر س 1312- و نور الابصار ص 155 ط مصر س 1312 و الفتوحات الإسلامية ج 2 ص 200 ط 1323- و سبائك الذهب ص 78- و البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ب 13- و مقاليد الكنوز المطبوع بذيل مسند أحمد ج 5 ح 3571- و الإذاعة لما كان و ما يكون بين يدي الساعة- و الاشاعة لاشراط الساعة- و ابراز الوهم المكنون- و غيرها.
      رووها في جميع الطبقات الأثبات الثقات من الأجلاء الذين لا طريق للغمز فيهم و إن شئت أن تعرف مقدار ذلك فراجع ما ألفه الحافظ الجليل الثقة أبو عبد الله النعماني [يعني هذا الكتاب‏] بأسانيده العالية و ما ألفه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الامام في جميع العلوم الاسلامية و كتاب كمال الدين و تمام النعمة تأليف الشيخ المحدث الكبير محمد بن علي بن الحسين الصدوق المتوفى س 381 و كتابنا منتخب الأثر و مئات من الكتب المصنفة في ذلك.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية وآله في الورى سجية المصطفين الابرار الأئمة الاطهار محمد وآل محمد

        اليكم تتمة البحث:
        رووها في جميع الطبقات الأثبات الثقات من الأجلاء الذين لا طريق للغمز فيهم و إن شئت أن تعرف مقدار ذلك فراجع ما ألفه الحافظ الجليل الثقة أبو عبد الله النعماني [يعني هذا الكتاب‏] بأسانيده العالية و ما ألفه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الامام في جميع العلوم الاسلامية و كتاب كمال الدين و تمام النعمة تأليف الشيخ المحدث الكبير محمد بن علي بن الحسين الصدوق المتوفى س 381 و كتابنا منتخب الأثر و مئات من الكتب المصنفة في ذلك و هذه الروايات مخرجة في أصول الشيعة و كتبهم المؤلفة قبل ولادة الإمام الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام بل قبل ولادة أبيه و جده منها كتاب المشيخة لإمام أهل الحديث الشيخ الثقة الثبت الحسن بن محبوب السراد الذي كتابه هذا في كتب الشيعة أشهر من كتاب المزني و نظرائه و صنفه قبل ولادة المهدي بأكثر من مائة سنة و ذكر فيه أخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر و حصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف.

        و أما ولادته عليه السلام:
        فقد ثبت بأوكد ما يثبت به أنساب الجمهور من الناس إذ كان النسب يثبت بقول القابلة و مثلها من النساء اللاتي جرت عادتهن بحضور ولادة النساء و تولى معونتهن عليه و باعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون من سواه و بشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب الابن منه و قد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الدّيانة و الفضل و الورع و الزهد و العبادة و الفقه عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام أنّه اعترف بولادة المهديّ عليه السّلام، و آذنهم بوجوده و نص لهم على إمامته من بعده و بمشاهدة بعضهم له طفلا و بعضهم له يافعا و شابا كاملا«1».
        و هذا فضل بن شاذان العالم المحدث المتوفى قبل وفاة الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام روى عنه في كتابه في الغيبة خبر ولادة ابنه المهدي و كيفيتها...).

        ______________________________
        (1). الفصول العشرة في الغيبة للمفيد (ره).
        و تاريخها و كانت ولادته عليه السلام بين الشيعة و خواص أبيه من الأمور المعلومة المعروفة و قد أمر أبوه عليه السلام أن يعق عنه و عرضه على أصحابه يوم الثالث من ولادته و الأخبار الصحيحة الواردة بأسانيد عالية في ذلك كثيرة متواترة جدا و قد أحصى بعض العلماء أسماء جماعة ممن فازوا بلقائه في حياة أبيه و بعدها كما قد نقل عن بعض أهل السنة الاجتماع به عليه السلام بل أخرج بعض من حفاظهم مثل حافظ زمانه أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري الحديث عنه عليه السلام و لقد كان أبوه و شيعته يحفظون ولادته عن أعدائه من بني العباس و غيرهم.
        و كان السر في ذلك أن بني العباس لما علموا من الأخبار المروية عن النبي و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أن المهدي هو الثاني عشر من الأئمة و هو الذي يملأ الأرض عدلا و يفتح حصون الضلالة و يزيل دولة الجبابرة أرادوا إطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون و الجواسيس للتفتيش عن بيت أبيه و لكن أبى الله إلا أن يجري في حجته المهدي سنة نبيه موسى عليهما السلام و قد ورد في الروايات الكثيرة عن آبائه عليهم السلام خفاء ولادته عليه السلام و شباهته في ذلك بموسى عليه السّلام‏«1».
        فعلى هذا لم ينبعث الايمان بظهور المهدي عليه السلام إلا من الإيمان بنبوة جده محمد صلى الله عليه و آله و سلم و ليس في الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله في هذه الامة أو الأمم السالفة فلا بد لمن يؤمن بالله و بالنبي الصادق المصدق بعد العلم بهذه الأخبار الكثيرة الايمان بظهور المهدي المنتظر صاحب هذا النسب المعلوم و السمات و النعوت المشهورة و لا يجوز مؤاخذة الشيعي بانتظار هذا الظهور و لا يصح دفع ذلك بمجرد الاستبعاد«2».
        و وافق الإمامية من أعلام السنيين في أن المهدي هو ابن الحسن العسكري عليهما السلام جمع كثير كصاحب روضة الأحباب و ابن صباغ مؤلف «الفصول المهمة» و سبط ابن الجوزي مؤلف «تذكرة الخواص» و الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي الحنفي في كتاب «شواهد النبوة» و الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي مؤلف «البيان في أخبار صاحب الزمان» و الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الفقيه في «شعب الايمان» فإنه يظهر منه على ما حكي عنه الميل إلى موافقة الشيعة بل اختيار قولهم و ذلك لأنه نقل عقيدة الشيعة و لم ينكرها و كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 صرح بذلك في كتابيه «الدر المنظم» و «مطالب السؤل» و له في مدحه عليه السلام أبيات و القاضي فضل بن روزبهان شارح الشمائل للترمذي و مؤلف «إبطال نهج الباطل» و ابن الخشاب و الشيخ محيي الدّين‏ «3» و الشعراني و الخواجة محمد پارسا و ملك العلماء القاضي‏ شهاب الدين دولت‏آبادي في «هداية السعداء» و الشيخ سليمان المعروف بخواجه كلان البلخي القندوزي في «ينابيع المودة» و الشيخ عامر بن عامر البصري صاحب القصيدة التائية المسماة بذات الأنوار و غيرهم من العلماء ممن يطول بذكرهم الكلام.

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية وآله في الورى سجية المصطفين الابرار الأئمة الاطهار محمد وآل محمد
          اليكم نهاية بحثنا ونسأل من الله ان يزقنا شفاعته واياكم وآله الكرام البرره آمين:
          ______________________________
          (1). الفصول العشرة في الغيبة للمفيد (ره).


          و تاريخها و كانت ولادته عليه السلام بين الشيعة و خواص أبيه من الأمور المعلومة المعروفة و قد أمر أبوه عليه السلام أن يعق عنه و عرضه على أصحابه يوم الثالث من ولادته و الأخبار الصحيحة الواردة بأسانيد عالية في ذلك كثيرة متواترة جدا و قد أحصى بعض العلماء أسماء جماعة ممن فازوا بلقائه في حياة أبيه و بعدها كما قد نقل عن بعض أهل السنة الاجتماع به عليه السلام بل أخرج بعض من حفاظهم مثل حافظ زمانه أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذري الحديث عنه عليه السلام و لقد كان أبوه و شيعته يحفظون ولادته عن أعدائه من بني العباس و غيرهم.
          و كان السر في ذلك أن بني العباس لما علموا من الأخبار المروية عن النبي و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أن المهدي هو الثاني عشر من الأئمة و هو الذي يملأ الأرض عدلا و يفتح حصون الضلالة و يزيل دولة الجبابرة أرادوا إطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون و الجواسيس للتفتيش عن بيت أبيه و لكن أبى الله إلا أن يجري في حجته المهدي سنة نبيه موسى عليهما السلام و قد ورد في الروايات الكثيرة عن آبائه عليهم السلام خفاء ولادته عليه السلام و شباهته في ذلك بموسى عليه السّلام‏«1».
          فعلى هذا لم ينبعث الايمان بظهور المهدي عليه السلام إلا من الإيمان بنبوة جده محمد صلى الله عليه و آله و سلم و ليس في الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله في هذه الامة أو الأمم السالفة فلا بد لمن يؤمن بالله و بالنبي الصادق المصدق بعد العلم بهذه الأخبار الكثيرة الايمان بظهور المهديالمنتظر صاحب هذا النسب المعلوم و السمات و النعوت المشهورة و لا يجوز مؤاخذة الشيعي بانتظار هذا الظهور و لا يصح دفع ذلك بمجرد الاستبعاد«2».
          و وافق الإمامية من أعلام السنيين في أن المهدي هو ابن الحسن العسكري عليهما السلام جمع كثير كصاحب روضة الأحباب و ابن صباغ مؤلف «الفصول المهمة» و سبط ابن الجوزي مؤلف «تذكرة الخواص» و الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي الحنفي في كتاب «شواهد النبوة» و الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي مؤلف «البيان في أخبار صاحب الزمان» و الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي الفقيه في «شعب الايمان» فإنه يظهر منه على ما حكي عنه الميل إلى موافقة الشيعة بل اختيار قولهم و ذلك لأنه نقل عقيدة الشيعة و لم ينكرها و كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 صرح بذلك في كتابيه «الدر المنظم» و «مطالب السؤل» و له في مدحه عليه السلام أبيات و القاضي فضل بن روزبهان شارح الشمائل للترمذي و مؤلف «إبطال نهج الباطل» و ابن الخشاب و الشيخ محيي الدّين‏ «3» و الشعراني و الخواجة محمد پارسا و ملك العلماء القاضي‏شهاب الدين دولت‏آبادي في «هداية السعداء» و الشيخ سليمان المعروف بخواجه كلان البلخي القندوزي في «ينابيع المودة» و الشيخ عامر بن عامر البصري صاحب القصيدة التائية المسماة بذات الأنوار و غيرهم من العلماء ممن يطول بذكرهم الكلام.
          و قد صرح بولادته جماعة من علماء أهل السنة الأساتذة في النسب و التاريخ و الحديث كابن خلكان في «الوفيات» و ابن الأرزق في «تاريخ ميافارقين» على ما حكى عنه ابن خلكان- و ابن طولون‏في‏ «الشذرات‏الذّهبيّة» وابن‏الوردي على مانقل عنه في نور الأبصار- و السويدي مؤلف «سبائك الذّهب» و ابن الأثير في «الكامل» و أبي الفداء في «المختصر» و حمد الله المستوفي في «تاريخ گزيده» و الشبراوي الشافعي شيخ الأزهر في عصره في «الاتحاف» و الشبلنجي في «نور الابصار» بل يظهر منه اعتقاده بإمامته، و أنّه المهديّ المبشّر بظهوره، و إن شئت أن تقف على أكثر من ذلك فراجع كتابنا «منتخب الأثر» الباب الأول من الفصل الثالث منه- الخ»
          أقول: قد ظهر لك من مقالة الأستاذ مد ظله- أنّ حديث المهديّ المنتظر عليه السّلام و غيبته و ظهوره في آخر الزمان ليس من مختصّات الإمامية بل هو متواتر عند جميع فرق المسلمين و الحمد للّه رب العالمين‏ «4».

          ______________________________
          (1). راجع الباب الثاني و الثلاثين من الفصل الثاني من كتابنا منتخب الاثر.
          (2). فالمسلم الذي يؤمن بحياة عيسى بل و حياة الدجال الكافر، و خروجه في آخر الزمان، و بحياة خضر و إدريس و يروى عن نبيه (ص) في أصح كتبه في الحديث كصحيح مسلم-و ترمذي و سنن أبي داود و ابن ماجه باب ذكر ابن صياد و خروج الدجال و احتمالهم كون ابن صياد هو الدجال- و يروى عن تميم الدارى ما هو صريح في أن الدجال كان حيا في عصر النبي صلى اللّه عليه و آله.
          و أنه يخرج في آخر الزمان و يؤمن بطول عمر نوح و يقرأ في القرآن: «فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً» و قوله تعالى: «فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» و أمثال هذه الأمور ممّا يستغربه بعض الاذهان لقلة الانس به كيف يعيب الشيعة على قولهم ببقاء الامام المنتظر و ينسبهم الى الجهل و عدم العقل و مفاسد هذه الاستبعادات في المسائل الدينية كثيرة و لو فتح هذا الباب لامكن انكار كثير من المسائل الاعتقادية و غيرها مما دل عليه صحيح النقل بالاستبعاد و يلزم من ذلك طرح ظواهر الاخبار و الآيات بل و صريحها و لا أظن بمسلم أن يرضى بذلك و ان كان الخطيب ربما لا يأبى عن ذلك و يريه نوعا من الثقافة.
          (3). أقول و أنا مصحح الكتاب: يعجبنى أن أنقل هاهنا ملخص ما ذكره ابن العربى المغربى في الفتوحات على ما نقله الشعرانى في اليواقيت و الجواهر في موضوع الصاحب عليه السّلام ليكون القارئ على بصيرة من الامر:قال الشيخ الأكبر محي الدين العربي المتوفى 638 في الباب السادس و الستين و ثلاثمائة- من كتابه المعروف بالفتوحات: «و اعلموا أنه لا بد من خروج المهدى عليه السلام لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا و ظلما فيملؤها قسطا و عدلا و لو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد يطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة و هو من عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من فاطمة- رضى اللّه عنها(عليها السلام)- جده الحسين بن علي بن أبي طالب و والده حسن العسكري ابن الامام على النقى- بالنون- ابن محمد التقى- بالتاء- ابن الامام على الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الامام زين العابدين على ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب- رضى اللّه عنهم(عليهم السلام)- يواطئ اسمه اسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يبايعه المسلمون بين الركن و المقام يشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في الخلق- بفتح الخاء- و ينزل عنه في الخلق- بضمها- اذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في أخلاقه و اللّه تعالى يقول: «وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ» هو أجلى الجبهة أقنى الانف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم بالسوية و يعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول: يا مهدي أعطنى- و بين يديه المال- فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدين يزع اللّه به ما لا يزع بالقرآن يمسى الرجل جاهلا و جبانا و بخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشى النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو اثر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل (كذا) و يعين الضعيف و يساعد على نوائب الحق- الى أن قال: يبيد الظلم و أهله و يقيم الدين و ينفخ الروح في الإسلام يعز اللّه به الإسلام بعد ذله و يحييه بعد موته يضع الجزية و يدعو إلى اللّه بالسيف فمن أبى قتل و من نازعه خذل يظهر من الدين ما هو عليه الدين في نفسه حتى لو كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حيا- لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأى يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم أن الله تعالى ما بقى يحدث بعد ائمتهم مجتهدا- و أطال في ذكر وقائعه معهم، ثم قال: و اعلم أن المهدى إذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم و عامتهم و له رجال الهيون يقيمون دعوته و ينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة و يعينونه على ما قلده الله تعالى ينزل عليه عيسى بن مريم (ع) بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على ملكين ملك عن يمينه و ملك عن يساره و الناس في صلاة العصر فيتنحى له الامام عن مكانه فيتقدم فيصلى بالناس يأمر الناس بسنة محمد (ص) يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يقبض الله المهدى إليه طاهرا مطهرا و في زمانه يقتل السفيانى عند شجرة بغوطة دمشق و يخسف بجيشه في البيداء فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته و قد جاءكم زمانه و أظلكم أوانه و قد ظهر القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول اللّه صلى الله عليه و آله و هو قرن الصحابة ثم قرن الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بينهما فترات و حدثت امور و انتشرت أهواء و سفكت دماء فاختفى الى أن يجى‏ء الوقت الموعود- و أطال الشيخ الكلام نحو اثنتى عشرة ورقات الى أن قال: و اعلم أن ظهور المهدى عليه السلام من أشراط الساعة كذلك خروج الدجال فيخرج من خراسان من أرض الشرق موضع الفتن يتبعه الاتراك و اليهود و يخرج إليه من اصبهان وحدها سبعون ألفا مطيلسين و هو رجل كهل أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه كاف فارا- الى آخر ما قال».
          راجع الجواهر و اليواقيت ج 2 ص 142 لعبد الوهاب الشعرانى الفقيه الشافعى المتوفى بالقاهرة سنة 973.
          (4). أقول: راجع بقية كلام الأستاذ رسالته «مع الخطيب».

          تعليق

          يعمل...
          X