بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
القران لا يعارض بعضه بعضاً
قال تعالى (وقفوهم انهم مسؤلون) كيف يجمع مع (يوم لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جانٌّ) ؟
الكل يُسئل يوم القيامة ففي حرامها عقاب وفي حلالها حساب .
يذكر صاحب مجمع البيان عدة وجوه الى قوله تعالى (يوم لايسئل ...)
اولاً: لايسئل المجرمون عن ذنبهم في ذلك الموطن ,لما تحار له العقول في ذلك الموطن والموقف ويدل عليه (وقفوهم انهم مسؤلون ) فليس السؤال في كل المواطن .
ثانيا: وقيل لا يسئل سؤال استفهام ,لان الله تعالى قد احاط بها علما ولا داعي للسؤال عنها بـ ماذا فعلت ؟ وانما يسألون سؤال توبيخ وتقريع ومعاتبه .
ثالثا : وقيل ان اهل الجنة واهل النار كلا معروف بسيماهم فلا يُسألون من اي الحزبين هم ؟
لكن يسالون سوال تقريع ,والتقريع (كلمة تَقْرِيع ( اسم :تَأْنِيب , تَبْكيت , تَبْكِيت , تَعْنِيف , تَقْبيح , تَنْدِيد , تَوْبِيخ , عَذْل , لَوْم , مَلاَمَة , مُعَاتَبَة .
رابعا:وقال الامام الرضا (فيومئِذٍلا يسئل) منكم (عن ذنبه إنس ولا جان )والمعنى : إن من اعتقد الحق ثم اذنب ولم يتب في الدنيا عُذبَ عليه في البرزخ , ويخرج يوم القيامة , وليس عليه ذنب يسأل عنه .
وفي تفسير اخر قيل: لايسأل عن ولاية الامامة التي اخذها الله تعالى من الموالي .
تحقيق لطيف : ان النفوس المظلمة دائما ماترى ماهو منير من دون ان تنوره النفس ذاتها ,كما لو دخل الانسان الى داره المظلم فلا يرى شيء الا ماينيره المصباح ,لكن لو تنورة قلبه بالهدى لشاهد الحقيقة الواقعية من دون الوسائط المادية .
اذا اتضح هذا فنقول :ان النظر الى القران الكريم دائما ما يكون عبر الحواس الظاهرية من خلال المشاهدة بالحواس ويبداء التحليل ,الذي يعجز الانسان ان يصل الى حقيقته الواقعية فتراه يقع في وسط هذه الاشكالات متحيرا من النتيجة ,وبالتالي يلتجأ الى حلول ظاهرية او اقناعية ,لكن لو تسامت نفوسنا بتزكية الباطن لراينا الحقيقة من الاسلوب القراني ,بل تنتابنا الدهشة لعلو مقامه وبعده المعرفي ,فمادام النظر لا يطل الا على الظاهر ,فلا سبيل الى المعرفة الحقة ,امثال لماذا لم يذكر الله تعالى اسماء الائمة في القران ؟
والحمد لله رب العالمين
تعليق