رواية في عظمة علم الامام الصادق عليه السلام

[الشيخ قتيبه المطوري]

بسم الله الرحمن الرحيم
رويه عن الربيع صاحب المنصوري انه قال
حضر ابو عبد الله جعفر ابن محمد الصادق عليهم السلام مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقراء كتب الطب فجعل ابو عبد الله الصادق عليه السلام ينصت له فلما فرغ الهندي قال له يا ابا عبد الله اتريد مما معي شيئا

قال عليه السلام لا فان ما معي خير مما معك قال الهندي وما عندك فقال له اداوي الحار بالبارد والبارد بالحار والرطب باليابس واليابس بالرطب وارد الامر كله الى الله عز وجل واستعمل ما قاله رسوله صلى الله عليه واله وسلم واعلم ان المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء واعود البدن مااعتاده

فقال: الهندي وهل الطب الا هذا فقال عليه السلام افتراني عن كتب الطب اخذت؟

قال الهندي: نعم

قال عليه السلام: والله ما اخذت الا عن الله سبحانه فاخبرني انا اعلم بالطب ام انت

فقال الهندي بل انا
فقال عليه السلام فاسالك شيئا
قال الهندي سل
قال عليه السلام: اخبرني ياهندي لم كان في الراس شؤون قال الهندي لا اعلم
قال عليه السلام فلم جعل الشعر عليه من فوقه ؟
قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم خلت الجبهه من الشعر قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم كان لها تخطيط واسارير قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم كان الحاجبان فوق العينين فقال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم جعل العينان كاللوزتين قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم جعل الانف فيما بينهما قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام ولم كان ثقب الانف في اسفله قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم جعل الشفه والشارب من فوق الفم قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم احتد السن وعرض الضرس وطال الناب قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم جعل اللحية للرجال قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم خلت الكفان من الشعر قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم خلا الظفر والشعر من الحياة قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم كان القلب كحبه الصنوبر قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم كانت الرية قطعتان وجعل حركتهما في موضعهما قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم كانت الكبد حدباء قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم كانت الكلية كحب اللوبيا قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام فلم جعل طي الركبتين الى الخلف قال الهندي لااعلم قال عليه السلام فلم تخصرت القدمان قال الهندي لا اعلم قال عليه السلام لكني اعلم قال الهندي فاجب قال الامام الصادق عليه السلام كان في الراس شؤون لانه المجوف اذا كان بلا فصل اسرع اليه الصداع فاذا جعله ذا شؤون كان الصداع منه ابعد وجعل فوقه الشعر ليوصل بوصوله الادهان الى الدماغ ويخرج با طراف البخار منه ويرد الحر والبرد الواردين عليه وخلت الجبه من الشعر لانها مصب النور الى العينين وجعل فيها التخطيط والاسارير ليحتبس العرق الوارد من الراس عن العين قدر مايميطه الانسان عن نفسه كالانهار في الارض التي تحبس المياه وجعل الحاجبان من فوق العينين ليرد عليهما من النور قدر الكفايه الاترى ياهندي ان من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه وجعل الانف فيما بينهما ليقسم النور الى قسمين الى كل عين سواء وكانت العين كالوزه ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء وجعل ثقب الانف في اسفله لتنزل منه الادواء المنحدرة من الدماغ ويصعد فيه الارياح الى المشام ولو كان على اعلاه لما انزل داء ولا وجد راحه وجعل الشارب والشفه فوق الفم ليحتبس ماينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص على الانسان طعامه وشرابه فيميطه على نفسه وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الانثى وجعل السن حادا لان به يقع المضغ وجعل الضرس عريضا لان به يقع الطحن والمضغ وكان الناب طويلا ليسند الاضراس وخلا الكفان من الشعر لان بهما يقع المس فلو كان فيهما شعر مادرى الانسان مايقابله ويلمسه وخلا الضفر والشعر من الحياة لان طولهما سمج وقصهما حسن فلو كان فيهما حياة لتالم الانسان بقصهما وكان القلب كحب الصنوبر لانه منكس فجعل راسه دقيقا ليدخل في الرية فتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره وجعلت الرية قطعتان ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها وكان الكبد حدباء ليثقل المعدة ويقع جميعا عليها فيعصرها فيخرج مافيها من البخار وجعلت الكلية كحب اللوبيا لان عليها مصب المني نقطه بعد نقطه وجعل طي الركبة الى الخلف لان الانسان يمشي بين يديه فيعتدل الحركات ولولا ذلك لسقط في المشي وجعلت القدم مخصرةلان المشي اذا وقع على الارض جميعه ثقله كثقل حجر الرحى فاذا كان على حرفه رفعه الصبي واذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل

فقال له الهندي من اين لك هذا العلم ؟؟؟؟

فقال عليه السلام اخذته عن ابائي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن جبرائيل عليه السلام
عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الارواح والاجساد
فقال الهندي صدقت وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
وعبده وانك اعلم اهل زمانك
والحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد تم بعون الله

[همسات علي]

شيخنا الكريم وفقكم الله لكل خير
ان العلم الذي عند اهل البت عليهم السلام مأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه واله عن الله عزوجل ومع ذلك فهناك الكثير من الروايات تدل على ان الائمة عليهم السلام عندهم العلم بكل شيء وهذه بعض الروايات الدالة على ذلك
في رواية رواها الصفار في (البصائر) عن أبي الحسن الأول (عليهم السلام) فيها وراثة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للأنبياء, وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلمهم إلى أن يقول: وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله, مما كتبه الماضون جعله الله في أم الكتاب أن الله يقول: في كتابه (( ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين )) ثم قال (( ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا )), فنحن الذين أصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء. ( بصائر الدرجات: 68 ـ 135, الكافي ج1 : 226).


وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام ) من كلام لأبيه الباقر (عليه السلام ) عن هشام عن عبد الملك,
قال: أن الله جل ذكره أنزل على نبيه (صلى الله عليه واله وسلم ) كتاباً بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله:
(( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشر المسلمين ))
وفي قوله: (( وكل شيء أحصيناه في أمام مبين ))
وفي قوله: (( ما فرطنا في الكتاب من شيء ))
وفي قوله: (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )).. وأوحى الله تعالى إلى نبيه (صلى الله عليه واله وسلم ) أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئاً, إلا يناجيه علياً, وأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه... الخ (نوادر المعجزات: 132).



وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أيضاً: أن الله تبارك وتعالى قال لموسى: (( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة )) ولم يقل كل شيء موعظة, وقال لعيسى: (( وليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه )) ولم يقل كل شيء, وقال لصاحبكم أمير المؤمنين(عليه السلام ):
(( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ))
وقال الله عز وجل (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) وعلم هذا الكتاب عنده
( الاحتجاج ج2: 133).

وفي رواية عن الصادق (عليه السلام ) أيضاً وهو يخبر المفضل: بحقيقة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(ع) يا مفضل, تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وإنهم كلمة التقوى وخزناء السموات والأرضين والجبال والرمال والبحار وعرفوا كم في السماء من نجم وملك وعلموا وزن الجبال وكيل ماء ما البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا علموها (( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) وهو في علمهم وقد علموا ذلك… الخ ( مدينة المعاجز 2: 130).
وغيرها من الروايات تركناها للأختصار. ولكن اخي الكريم حبذا لو ذكرتم لنا المصدر للفائدة
لاني قرات الرواية على عدة مواقع والجميع لم يذكروا المصدر
بنتظاره منكم ان شاء الله

[الشيخ قتيبه المطوري]

نحن نعلم أن علم الإمام الصادق وعلم جميع الأئمة الأطهار عظيم وانا وأعوذ بالله من كلمة انا كتبت هذه الرواية لا لإثبات علم الإمام الصادق لأننا متيقن أن علمهم عظيم بل كتبتها للاطلاع عليها والاستفادة منها لأنها تحمل معلومات جيدة جدا من الصعب علينا تحصيلها وانا آسف أن لم يكن الموضوع وعنوانه ممن نال اعجابكم وقد وجدت هذه الرواية في كتاب الخصال للشيخ الصدوق ص 514

[همسات علي]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
وفقكم الله اخي الكريم

على هذا الموضوع فهو مهم جداً ولايخلو من الفائدة ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام و معاجزهم التي لا يمكن ان ينكرها أحد من الذين لم يؤمنوا بولايتهم وأنهم حجج الله في الأرض فهي التي لازال المئات من الناس يهتدون بها الى الاسلام على مر العصور
وشكراً لكم على ذكر المصدر لأننا بحاجة لذكر المصادر التي نستخرج منها الروايات كي لا يتهمنا أحد بالغلو فنحن ابناء الدليل
جزاكم الله خير الجزاء