هل لله جسم

[احمدال دينار]

بسم الله الرحمن الرحيم
أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد الحمد لله
على ما أنعم وله الشكر بما ألهم..
وبعد
أدعى أهل العامة أن الله جسم وتمسكوا بالمتشابه من القران وتركوا المحكم وأخذوا يضعون و يقولون أن لله يد ورجل استناداً على بعض الآيات التي فسروها بما تهوى أنفسهم
كقوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )) الفتح - الآية 10
وقوله تعالى ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ((القلم - الآية 42
وتركوا قوله تعالى (( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) الشورى - الآية 11
فينطبق عليهم
قوله تعالى (((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ))) آل عمران الآية 7
قال السعدي في تفسير
الآية الثانية . يوم القيامة يشتد الأمر ويصعب هوله، ويأتي الله تعالى لفصل القضاء بين الخلائق، فيكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء، قال صلى الله عليه وسلم: "يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى مَن كان يسجد في الدنيا؛ رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا" رواه البخاري ومسلم.
فقد أخرج البخاري ما ينص على ذلك
كتاب البخاري
باب: {يوم يكشف عن ساق} /42/.
4635 - حدثنا آدم: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد رضي الله
عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا).

وأخرج ذلك الدار قطني في سنن الدار قطني
باب في سجود المؤمنين يوم القيامة
أخبرنا محمد بن يزيد البزاز عن يونس بن بكير قال : أخبرني ابن إسحاق قال : أخبرني سعيد بن يسار قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا وأنتم هاهنا فيقولون ننتظر إلهنا فيقول هل تعرفونه فيقولون إذا تعرف إلينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ويبقى كل منافق فلا يستطيع ان يسجد ثم يقودهم إلى الجنة .

فعلى هذا يتبين أن أهل العامة يتفقون على أن لله يد ورجل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
لأنه ليس كمثله شيء لأننا إذا قلنا بأن لله جسم يلزم منه لله مكان وجهه وهذا باطل لأن الله سبحانه في كل مكان موجود وهو أقرب من حبل الوريد

[الرحى]

ﺃﺧﺮج ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻧﺮﻯ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻮﻡﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺗﻀﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺻَﺤْﻮﺍً ؟ﻗﻠﻨﺎ : ﻻ.ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻀﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔرﺑﻜﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺇﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﻀﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲرﺅﻳﺘﻬﻤﺎ

[عدنان الشمري]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

لقد اعتاد العامة الاكتفاء بظاهر النص ألقراني حيث قالوا بالتجسيم وأثبتوا الرؤية له تعالى فرأوا أن الله تعالى له يد حقيقية ووجه وعينان وقالوا أن له تعالى جسما وهو يجلس على العرش ورفضوا تأويل هذه الآيات الكريمة بالمجاز في حين نرى أن الشيعة قد نزهوا الله تعالى عن التجسيم الذي ينافي الوحدة والقدم الإلهيين فالجسم محدد بالطول والعرض والعمق فهو محدود ويقتضي أن يكون للجسم بداية ونهاية وأنه مركب والتركيب متفاوت في الزمان وينتفي بالتجسيم أيضا كونه تعالى واجبا لأن المركب لا يكتمل إلا بأجزائه فهو محتاج إلى أجزائه والمحتاج هو الممكن لا الواجب كما أن الجسم له جهة فإذا وجد في جهة لا يوجد في جهة أخرى فيستحيل وجوده في كل مكان فلو كان الله في السماء لخلت منه الأرض ولو كان في الأرض لخلت منه السماء . هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي تناقض التجسيم منها :

قوله تعالى في سورة الحديد الآية 4 (وهو معكم أينما كنتم والله بما تعلمون بصير)

وقوله تعالى في سورة البقرة الآية 115 (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)

وقوله تعالى في سورة الشورى الآية 11 (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)

وفقكم الله