تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
مما لا شك فيه ان ما بات يعرف اليوم بـ(علم التنمية البشرية) قد دخل في مختلف مفاصل حياتنا الإجتماعية منها والفردية ايضاً, بل احسسنا بالأهمية الفعلية لإشتراكنا في دورات تنمية بشرية وما نستفيده في مثل هكذا دورات وورش تدريبية على صعيد تنمية المهارات الفردية, والتي من خلالها نستطيع بكل بساطة أن نفهم الأشخاص من حولنا وأن نميز طريقة التعامل الصحيحة معهم كلٌ حسب طريقة فهمة وقابلياته.
بعد هذه المقدمة التي كتبتها وانا احس ان كتابتي لها بمثابة الضحك على الذقون! من حقك عزيزي القارئ أن تستغرب من رأيي هذا, ولست احاول هنا أن اسفه وأقلل من الإمكانية والقدرة البشرية العظيمة التي أودعت فينا كمخلوقات مسلحة بذاك السلاح الغريب الذي نعرفه بالعقل؛ ولكن هناك بعض الإضاءات التي اريد منك ان تنتبه لها بحذر وان تفسرها وتحللها بدقة:
أولاً أليس هذا الكلام هو ما يُقال لنا أثناء إشتراكنا في أي دورة تحت مسمى علم التنمية البشرية مدتها أساساً لا تتجاوز الساعات؛ فكيف ستستطيع ان تملكّني مثل هذه الإمكانات خلال هذه المدة القليلة؟
ثانياً من الذي قال أساساً إن التنمية البشرية هي "علم" فكلمة علم عندما تطلق على مفهوم من المفاهيم يتبادر للأذهان فوراً أن هناك مجموعة كبيرة ودقيقة من القوانين الثابتة التي تحكم وتسيطر على هذا المفهوم كما الحال في علم الهندسة والفلك والطب والفلسفة وما شاكل من هذه العلوم العريقة والأصيلة, وسؤالي هل أن "علم التنمية البشرية" –كما يحلو للبعض أن يدعونه- يمتلك هذه الرصانة التي نسبت له عرَضاً من قبل البعض؟
هنا إضاءة ثالثة فهل فعلاً رأيت أو قرات يوماً كتاباً يحوي قوانينَ او نظرياتٍ تؤصل بطريقة منهجية للتنمية البشرية وتجعلها بمصافي العلوم العريقة الأخرى؟ فلو بحثت بدقة وقرأت كتب التنمية البشرية بشيء من التحليلية ستجدها كتيبات لا تعدو عن كونها تحكي عن تجارب شخصية للمؤلف نجح من خلالها في الوصول إلى أهداف مادية فقط.
رابعاً لو لاحظت على مر العصور والأزمنة أن العظماء من البشر ذوي الرسالات والأهداف السامية والمؤثرين في العالم لم يصرحوا يوماً انهم اعلم وافضل البشر بين قومهم –طبعاً عدا عن بعض الموارد الضرورية الخاصة- بل أن قوتهم وسلطتهم المعنوية بين الناس جاءت من تواضعهم ومن شهادة الأخرين لهم بذلك؛ شاهدنا هنا هو العبارات التي يستخدمها مستغلي مجال التنمية البشرية فب الترويج لأنفسهم ولتجارتهم كالمدرب الدولي والعالمي والخبير المتقدم في مجال التنمية البشرية وغيرها من العبارات التي لو سمعت يوماً شخصا يصف نفسه بها فإعلم إنه واحدٌ من اثنين اما مخادع أو ابله بسيط العقل وفي كلتا الحالتين فإنك لن تقبل لنفسك أن تتعامل معه أو ان تدعه يملي عليك من تفاهاته ابسطها.
خامساً ثم هل انتبهت لتكلفة إشتراكك في مثل هذه الدورات التي أشرنا لها سلفاً التي قد يصل بعضها إلى مئات الألاف من الدنانير بل أكثر, وهل ان اصحاب الرسالات والأهداف تهمهم الأموال أكثر ن فرصة تعليم وتربية الأخرين! سيقول البعض ومن أين إذا سيعيشون؟ صحيح ولكن هل رأيت يوماً مدرب تنمية بشرية شحاذ! أليسوا غالباً من الطبقة المترفة.
من كل ما تقدم ألا نفهم أن التنمية البشرية هي تجارة ليس إلا أو بالأحرى قد حولها البعض جهلاً أو عمداً إلى مهنة تكسبيه حالها كحال من إمتهن الحدادة والنجارة والقصابة....! على الرغم من الأهمية الكبيرة التي نفهمها من عبارة (تنمية الموارد البشرية) التي إن أردت تشبيهها فلن أجد تشبيها أقرب إلى وظيفة المصلحين وربما المرسلين.
هنا عودٌ على بدء فأرجو ان لا يفهم من كلامي اني ضد التنمية البشرية وما يحمله هذا الفن الجميل من إبداعات رسمتها انامل بعض الصادقين في هذا المجال؛ بل إني اهدف بكل صدق أن تصحح سفينة التنمية البشرية مسارها الذي نشاهدها اليوم تنحدر إليه.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
مما لا شك فيه ان ما بات يعرف اليوم بـ(علم التنمية البشرية) قد دخل في مختلف مفاصل حياتنا الإجتماعية منها والفردية ايضاً, بل احسسنا بالأهمية الفعلية لإشتراكنا في دورات تنمية بشرية وما نستفيده في مثل هكذا دورات وورش تدريبية على صعيد تنمية المهارات الفردية, والتي من خلالها نستطيع بكل بساطة أن نفهم الأشخاص من حولنا وأن نميز طريقة التعامل الصحيحة معهم كلٌ حسب طريقة فهمة وقابلياته.
بعد هذه المقدمة التي كتبتها وانا احس ان كتابتي لها بمثابة الضحك على الذقون! من حقك عزيزي القارئ أن تستغرب من رأيي هذا, ولست احاول هنا أن اسفه وأقلل من الإمكانية والقدرة البشرية العظيمة التي أودعت فينا كمخلوقات مسلحة بذاك السلاح الغريب الذي نعرفه بالعقل؛ ولكن هناك بعض الإضاءات التي اريد منك ان تنتبه لها بحذر وان تفسرها وتحللها بدقة:
أولاً أليس هذا الكلام هو ما يُقال لنا أثناء إشتراكنا في أي دورة تحت مسمى علم التنمية البشرية مدتها أساساً لا تتجاوز الساعات؛ فكيف ستستطيع ان تملكّني مثل هذه الإمكانات خلال هذه المدة القليلة؟
ثانياً من الذي قال أساساً إن التنمية البشرية هي "علم" فكلمة علم عندما تطلق على مفهوم من المفاهيم يتبادر للأذهان فوراً أن هناك مجموعة كبيرة ودقيقة من القوانين الثابتة التي تحكم وتسيطر على هذا المفهوم كما الحال في علم الهندسة والفلك والطب والفلسفة وما شاكل من هذه العلوم العريقة والأصيلة, وسؤالي هل أن "علم التنمية البشرية" –كما يحلو للبعض أن يدعونه- يمتلك هذه الرصانة التي نسبت له عرَضاً من قبل البعض؟
هنا إضاءة ثالثة فهل فعلاً رأيت أو قرات يوماً كتاباً يحوي قوانينَ او نظرياتٍ تؤصل بطريقة منهجية للتنمية البشرية وتجعلها بمصافي العلوم العريقة الأخرى؟ فلو بحثت بدقة وقرأت كتب التنمية البشرية بشيء من التحليلية ستجدها كتيبات لا تعدو عن كونها تحكي عن تجارب شخصية للمؤلف نجح من خلالها في الوصول إلى أهداف مادية فقط.
رابعاً لو لاحظت على مر العصور والأزمنة أن العظماء من البشر ذوي الرسالات والأهداف السامية والمؤثرين في العالم لم يصرحوا يوماً انهم اعلم وافضل البشر بين قومهم –طبعاً عدا عن بعض الموارد الضرورية الخاصة- بل أن قوتهم وسلطتهم المعنوية بين الناس جاءت من تواضعهم ومن شهادة الأخرين لهم بذلك؛ شاهدنا هنا هو العبارات التي يستخدمها مستغلي مجال التنمية البشرية فب الترويج لأنفسهم ولتجارتهم كالمدرب الدولي والعالمي والخبير المتقدم في مجال التنمية البشرية وغيرها من العبارات التي لو سمعت يوماً شخصا يصف نفسه بها فإعلم إنه واحدٌ من اثنين اما مخادع أو ابله بسيط العقل وفي كلتا الحالتين فإنك لن تقبل لنفسك أن تتعامل معه أو ان تدعه يملي عليك من تفاهاته ابسطها.
خامساً ثم هل انتبهت لتكلفة إشتراكك في مثل هذه الدورات التي أشرنا لها سلفاً التي قد يصل بعضها إلى مئات الألاف من الدنانير بل أكثر, وهل ان اصحاب الرسالات والأهداف تهمهم الأموال أكثر ن فرصة تعليم وتربية الأخرين! سيقول البعض ومن أين إذا سيعيشون؟ صحيح ولكن هل رأيت يوماً مدرب تنمية بشرية شحاذ! أليسوا غالباً من الطبقة المترفة.
من كل ما تقدم ألا نفهم أن التنمية البشرية هي تجارة ليس إلا أو بالأحرى قد حولها البعض جهلاً أو عمداً إلى مهنة تكسبيه حالها كحال من إمتهن الحدادة والنجارة والقصابة....! على الرغم من الأهمية الكبيرة التي نفهمها من عبارة (تنمية الموارد البشرية) التي إن أردت تشبيهها فلن أجد تشبيها أقرب إلى وظيفة المصلحين وربما المرسلين.
هنا عودٌ على بدء فأرجو ان لا يفهم من كلامي اني ضد التنمية البشرية وما يحمله هذا الفن الجميل من إبداعات رسمتها انامل بعض الصادقين في هذا المجال؛ بل إني اهدف بكل صدق أن تصحح سفينة التنمية البشرية مسارها الذي نشاهدها اليوم تنحدر إليه.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
تعليق