بماذا تنعقد الامامة عند اهل السنة ؟
ان الامامة عند اهل السنة اشبه بسياسة وقتية زمنية يقودها الحاكم العادي مع كفاءات وموهلات تطابق شأنه وعلى هذا الاساس يرجع تعيين الامام الى نفس الامة لا الى الله سبحانه ولا الى رسوله وقد اختلفوا على اقوال شتى بشأن الامامة وكيف تنعقد وهذه بعض اقوالهم في هذا المجال
1.قال الاسفرائيني في كتاب الجنايات ((وتنعقد الامامة بالقهر والاستيلاء ولو كان فاسقا او جاهلا اوعجميا
2.قال الماوردي ((اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الامامة فقالت طائفة لاتنعقد الا بجمهور اهل العقد والحل من كل بلد ليكون الرضا به عاما والتسليم لامامتة اجتماعا وهذا مذهب موافق لبيعة ابي بكر بأختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعتة قدوم من غاب عنها .وقالت طائفة اخرى اقل ماتنعقد الامامة به خمسة يجتمعون على عقدها او يعقدها احدهم برضا الاربعة وهذا الرأي يستند على امرين .
الاول .ان بيعة ابي بكر انعقدت بخمسة عليها ثم بايعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وابو عبيدة الجراح واسيد بن حضير وبشر بن سعد وسالم مولى ابي حذيفة .
والرأي الثاني .ان عمر جعل الشورى في ستة ليعقد احدهم برضا الخمسة وهذا قول اكثر الفقهاء والمتكلمين من اهل البصرة .
وقال اخرون من من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها احدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكما وشاهدين كما يجوز عقد النكاح بولي وشاهدين .
وقالت طائفة اخرى تنعقد بواحد وقد استدلوا بأن العباس قال لعلي بن ابي طالب عليه السلام امد يدك ابايعك فيقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع ابن عمة فلا يختلف عليه اثنان ولانة حكم وحكم واحد نافذ هذا في كتاب الاحكام السلطانية طبقة الحلبي بمصر.
3.قال امام الحرمين الجويني .ان الامامة تنعقد بواحد من اهل الحل والعقد وان ولم تجتمع الامة على عقدها
4.وقال القرطبي. نفس القول السابق تنعقد الامامة بواحد من اهل الحل والعقد فهذا القول ثابت ويلزم الغير فعلة .والدليل ان عمر عقد البيعة لابي بكر ولم ينكر احد من الصحابة ذلك. ولعل القرطبي لم يقرأ مأساة السقيفة بين المهاجرين والانصار .
5.السيد شريف الجرجاني في شرح المواقف يبين نفس الاقوال السابقة .
6.وقال التفتازاني .تنعقد الامامة بما يلي
احدهما .بيعة اهل الحل والعقد من العلماء والروساء ووجوه الناس الذين يتيسر حضورهم .
الثاني. استخلاف الامام وعهدة الى احدهم واذا خلع الامام نفسة كان كموته فينتقل الامر الى ولي العهد.
الثالث .القهر والاستيلاء فأذا مات الامام وتصدى للامامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكته انعقدت الخلافة له وكذا اذا كان فاسقا او جاهلا .
يلاحظ على هذة الاقوال والنظريات ::
اولا. ان موقف اصحاب هذة الاقوال موقف من اعتقد بصحة خلافة الخلفاء والعجب من هولاء الاعلام كيف سكتوا على الاعتراضات الهائلة للصحابة من المهاجرين والانصار حتى ان الزبير وقف في السقيفة امام المبايعين وقد اخترط سيفة وقال لا اغمدة حتى يبايع علي عليه السلام فقال عمر ((عليكم الكلب)) واخذ سيفه من يدة وضرب بة الحجر وكسره.
وقول الطبري ان الحباب ابن المنذر انتضى سيفه وقال ((انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ،انا ابو شبل في عرينه الاسد يعزى الى الاسد فحامله عمر فضرب يده فنذر السيف فاخذة .
وفي رواية الطبري ان عبادة بن سعد وهو سيد الخزرجيين قال((لو ان الجن اجتمعت مع الانس مابايعتكم حتى اعرض على ربي .
هذة نبذة يسيرة من الاصوات المدوية التي عارضت الخلافة والخليفة المنتخب وكم لها من نظير في السقيفة والشورى .
فيصح بعد ذلك قول القرطبي ((ولم ينكر احد من الصحابة ذلك)) وكأن الحباب وابن سعد وابن قيس وعامة الخزرجيين وبني هاشم والزبير لم يكونو من الصحابة .
ثانيا :ان هذا الاختلاف الفاحش في كيفية عقد الامامة يعرب عن بطلان نفس الاصل لانه اذا كانت الامامة مفوضة الى الامة كان على النبي محمد صلى الله عليه واله بيان تفاصيلها وخصوصياتها وخطوطها العريضة .
وليس عند الامامة لرجل اقل من عقد النكاح بين الزوجين الذي اهتم القرأن والسنة ببيانه وتحديدة.
والعجب ان عقد الامامة الذي تتوقف علي حياة الامة لم يطرح في النصوص لاكتابا ولا سنة على زعم القوم ولم تبين حدودة ولا شرائطة ولا سائر مسائلة التي كان يواجهها المسلمون بعد وفاة النبي الاكرم صلى الله عليه واله مباشرة.
ونختم بحثنا في حديث لرسول الله صلى الله عليه واله ((يكون بعدي ائمة لايهدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس ))
المصدر: كتاب الالهيات الجزء الرابع
ان الامامة عند اهل السنة اشبه بسياسة وقتية زمنية يقودها الحاكم العادي مع كفاءات وموهلات تطابق شأنه وعلى هذا الاساس يرجع تعيين الامام الى نفس الامة لا الى الله سبحانه ولا الى رسوله وقد اختلفوا على اقوال شتى بشأن الامامة وكيف تنعقد وهذه بعض اقوالهم في هذا المجال
1.قال الاسفرائيني في كتاب الجنايات ((وتنعقد الامامة بالقهر والاستيلاء ولو كان فاسقا او جاهلا اوعجميا
2.قال الماوردي ((اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الامامة فقالت طائفة لاتنعقد الا بجمهور اهل العقد والحل من كل بلد ليكون الرضا به عاما والتسليم لامامتة اجتماعا وهذا مذهب موافق لبيعة ابي بكر بأختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعتة قدوم من غاب عنها .وقالت طائفة اخرى اقل ماتنعقد الامامة به خمسة يجتمعون على عقدها او يعقدها احدهم برضا الاربعة وهذا الرأي يستند على امرين .
الاول .ان بيعة ابي بكر انعقدت بخمسة عليها ثم بايعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وابو عبيدة الجراح واسيد بن حضير وبشر بن سعد وسالم مولى ابي حذيفة .
والرأي الثاني .ان عمر جعل الشورى في ستة ليعقد احدهم برضا الخمسة وهذا قول اكثر الفقهاء والمتكلمين من اهل البصرة .
وقال اخرون من من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها احدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكما وشاهدين كما يجوز عقد النكاح بولي وشاهدين .
وقالت طائفة اخرى تنعقد بواحد وقد استدلوا بأن العباس قال لعلي بن ابي طالب عليه السلام امد يدك ابايعك فيقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع ابن عمة فلا يختلف عليه اثنان ولانة حكم وحكم واحد نافذ هذا في كتاب الاحكام السلطانية طبقة الحلبي بمصر.
3.قال امام الحرمين الجويني .ان الامامة تنعقد بواحد من اهل الحل والعقد وان ولم تجتمع الامة على عقدها
4.وقال القرطبي. نفس القول السابق تنعقد الامامة بواحد من اهل الحل والعقد فهذا القول ثابت ويلزم الغير فعلة .والدليل ان عمر عقد البيعة لابي بكر ولم ينكر احد من الصحابة ذلك. ولعل القرطبي لم يقرأ مأساة السقيفة بين المهاجرين والانصار .
5.السيد شريف الجرجاني في شرح المواقف يبين نفس الاقوال السابقة .
6.وقال التفتازاني .تنعقد الامامة بما يلي
احدهما .بيعة اهل الحل والعقد من العلماء والروساء ووجوه الناس الذين يتيسر حضورهم .
الثاني. استخلاف الامام وعهدة الى احدهم واذا خلع الامام نفسة كان كموته فينتقل الامر الى ولي العهد.
الثالث .القهر والاستيلاء فأذا مات الامام وتصدى للامامة من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكته انعقدت الخلافة له وكذا اذا كان فاسقا او جاهلا .
يلاحظ على هذة الاقوال والنظريات ::
اولا. ان موقف اصحاب هذة الاقوال موقف من اعتقد بصحة خلافة الخلفاء والعجب من هولاء الاعلام كيف سكتوا على الاعتراضات الهائلة للصحابة من المهاجرين والانصار حتى ان الزبير وقف في السقيفة امام المبايعين وقد اخترط سيفة وقال لا اغمدة حتى يبايع علي عليه السلام فقال عمر ((عليكم الكلب)) واخذ سيفه من يدة وضرب بة الحجر وكسره.
وقول الطبري ان الحباب ابن المنذر انتضى سيفه وقال ((انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ،انا ابو شبل في عرينه الاسد يعزى الى الاسد فحامله عمر فضرب يده فنذر السيف فاخذة .
وفي رواية الطبري ان عبادة بن سعد وهو سيد الخزرجيين قال((لو ان الجن اجتمعت مع الانس مابايعتكم حتى اعرض على ربي .
هذة نبذة يسيرة من الاصوات المدوية التي عارضت الخلافة والخليفة المنتخب وكم لها من نظير في السقيفة والشورى .
فيصح بعد ذلك قول القرطبي ((ولم ينكر احد من الصحابة ذلك)) وكأن الحباب وابن سعد وابن قيس وعامة الخزرجيين وبني هاشم والزبير لم يكونو من الصحابة .
ثانيا :ان هذا الاختلاف الفاحش في كيفية عقد الامامة يعرب عن بطلان نفس الاصل لانه اذا كانت الامامة مفوضة الى الامة كان على النبي محمد صلى الله عليه واله بيان تفاصيلها وخصوصياتها وخطوطها العريضة .
وليس عند الامامة لرجل اقل من عقد النكاح بين الزوجين الذي اهتم القرأن والسنة ببيانه وتحديدة.
والعجب ان عقد الامامة الذي تتوقف علي حياة الامة لم يطرح في النصوص لاكتابا ولا سنة على زعم القوم ولم تبين حدودة ولا شرائطة ولا سائر مسائلة التي كان يواجهها المسلمون بعد وفاة النبي الاكرم صلى الله عليه واله مباشرة.
ونختم بحثنا في حديث لرسول الله صلى الله عليه واله ((يكون بعدي ائمة لايهدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس ))
المصدر: كتاب الالهيات الجزء الرابع
تعليق