**بسم الله الرحمن الرحيم **
عبد المنعم الفرطو سي :
ولقد قال حين قام خطيبا * * بين جمع الأصحاب في كربلاء
لا أرى الموت حين أمضي محقا * فيه إلاسعادة السعداء
وحياة الإنسان في الظلم إلا * برماً بين طغمة الجهلاء
أفلا تبصرون ما حل فينا * فاستعينوا بالله رب القضاء
وزهير أدلى بما أبلى * قائلاً يا ابن خاتم الأ نبياء
فلو ان الدنيا لنا قد تبقت * وخلدنا فيها بغير فناء
لنهضنا لنصركم واصطفينا * معك الموت بعد هجرة البقاء .
وبرير قد قال من علينا * بك ياسيدي إله العطاء
فيك أعضاؤنا تقطع صبرا * وأذى في مصارع الشهداء
ولنا في غد إلى الله يغدو * * جدك المصطفى من الشفعاء
ولقد قال نافع ابن هلال * * ماكرهنا الله يوم اللقاء
سر بنا راشدا معافي فشرق * * او فغرب في منهج الاهتداء
فعلى تلكم البصائر إنا * * والنوايا نفديك خير افتداء
ونوالي الذي يواليك نصرا * * ونعادي عداك أي عداء
هذه ليلة الوداع وهذا اَخر العهدمنهم باللقاء
عمرها من التقى فأماتوا * * شهوات النفوس با لإحياء
يوم باتوا على هدى صلوات * * بين خوف من ربهم ورجاء
كدوي النحل ابتهالا ونجوى * * لهم في غياهب الظلماء
وهم بين راكع وبخضوع * * وخشوع وضارع في الدعاء
يتهادون والهدايا تحايا * * * بشريات بغبطة وهناء
هذه الجنة التي قد اعدت * * * تترءى لأعين الشهداء
لم تكن غير ساعة هي فصل * بين أخرى الهنا ودنيا الشقاء
ثم تحظى بخير فوز * * ونعمى تعد مآوى جنة لاتقياء
وبنو هاشم نطاق عيون * * مستدير على خيام النساء
وابو الفضل فارس الجميع ترنو * * * مقالاته لمقالة الحوراء
ولقد قاربو الخيام جميعا * * * دون بعد ما بينهما وتناء
واحيطت في خندق ملأوء * حطبا حولها بخير امتلاء
ليثبوا يوم القيامة الوغى فيه نارا * فيكون القتال عند اللقاء
حينما يحملون فيه لوجه * واحد دون سائر ا لأ نحاء
كل هذا قد كان منهم بأمر * اتخذوه عن سيد الشهداء
وتهدى سبط النبوة ليلا * لاختيار الربى بظل الخفاء
حذرا ان تكون دون اختيار مكمنا للعدا وخير وقاء
وراى نافع امام البريا * خارج في غياهب الظلماء
تعليق