إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شجاعة عمر بن الخطاب ....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شجاعة عمر بن الخطاب ....



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين :
    قرأتُ في بعض المواقع الوهابية عن شجاعة عمر بن الخطاب فوجدت هذه الدعوى :

    كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً شجاعاً لا يخشى الموت أو يهابه ، و كان أول من يتقدم الصفوف في ساحات المعارك و الوغى ، و قد تحدى عمر بن الخطاب قريشاً بإسلامه دون أن يخشى في ذلك بطش أحد ، و قد ناله ما ناله من الأذى و التنكيل إلا أنه ما نالت منه قناة أو وهنت له عزيمة ،
    و عندما أذن الرسول صلى الله عليه و سلم بالهجرة إلى المدينة المنورة ، هاجر كل المسلمين سراً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد أعلن عن هجرته و جهر بها و هاجر جهاراً في النهار ،
    عن علي بن أبي طالب :ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهما واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها فطاف بالبيت سبعا متمكنا ثم أتى المقام فصلى متمكنا ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم : شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده ويرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي . قال علي : فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.
    بعد الهجرة إلى المدينة المنورة ، صحب عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في كل غزواته ، و لم يتخلف أو يتوانى عن غزوة واحدة ، و قد أرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم اميراً على بعض السرايا و سلمه الراية في غزوة خيبر ، و قد قاتل قتال الأبطال هو و كل من معه ، إلا ان حكمة الله تعالى لم تشأ أن يفتح ذلك الحصن على يده
    أخي القارئ المنصف ان هذا الكلام مجرد دعوى مخالفة لما وصل الينا من خلال التاريخ والسير لحياة عمر بن الخطاب
    ، بل ان هذا الكلام هو مجرد خيال ليس له واقع ، والدليل هو ،
    لم تذكر الكتب الإسلامية جميعها ان عمر قتل رجلا واحدا من المشركين في أي غزوة من الغزوات والمذكور في المصادر المختلفة ان عمر كان كثير الفرار من الحروب فالله عز وجل يقول عن الذي يولي دبره من المعارك ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ* وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُالأنفال 15 , 16
    وقال عز وجل ) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً* قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً ( الأحزاب 15 , 16
    فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه قال : وقال الليث حدثني يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة قال لما كان حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له ما شأن الناس ؟ قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )[1]
    وعمر بن الخطاب فر من غزوة الخندق فقد اخرج عدد من الحفاظ منهم:
    حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص قال أخبرتني عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس قالت فسمعت وئيد الأرض ورائي يعني حس الأرض قالت فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه قالت فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد قالت وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت فمر وهو يرتجز ويقول ليت قليلا يدرك الهيجا جمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا فيهم عمر بن الخطاب ...) [2]
    وقد بعثه باللواء لفتح خيبر فرجع فارا يجبنه أصحابه ويجبنهم فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم في مستدركه قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه : قال ( سار النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلى خيبر فلما أتاها بعث عمرو عنه و بعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر و أصحابه فجاءوا يجبنونه و يجبنهم ... )
    هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
    قال الذهبي في" التلخيص " المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 40 ح 4340:
    واخرج الإمام احمد في مسنده قال : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب حدثني الحسين بن واقد حدثني عبد الله بن بريدة حدثـني أبي بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انى دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له فبتنا طيبة أنفسنا ان الفتح غدا فلما ان أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة وأنا فيمن تطاول لها .
    تعليق شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي مسند الإمام احمد ج5 ص353 ح23043 .
    لا يوجد له أثر من شجاعة اطلاقا بل بالعكس حينما سلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراية في ذلك الموقف رجع يجبن أصحابه ويجبنونه كما يذكرون هم في مصادرهم , فمن أين هبطت هذه الشجاعة الفجائية على عمر ؟ ولو كان عمر بالحق وبالفعل بهذه الدرجة من الشجاعة فعلى الأقل كنا نجد في التاريخ ملامح لهذه الشجاعة , مآثر لهذه الشجاعة أو آثار لهذه الشجاعة , الحقيقة أنه ليس له أي دور اطلاقا بل بالعكس كان دائما فرارا , كان أول من يفر من المعركة , فعمر ما كانت عنده تلك الجرأة ولم تكن عنده تلك القوة , ولو كان عمر شجاعا والى هذه الدرجة من القوة والبطولة فلماذا لم يحتمي به رسول الله ص في مكة قبل أن يهاجر .
    وقد فر عمر من غزوة احد والمصادر كثيرة في ذكرها .
    فأين الأحاديث التي تقول ان عمر بدخوله الإسلام أصبحوا أقوياء بالرغم من ان عمر لم يقتل أي مشرك في المعارك .
    ففي التاريخ الاسلامي لم يذكر اطلاقا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احتمى بعمر أو كلفه بمهمة من مهمات حمايته بل بالعكس دائما الحامي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أخوه علي ع , دائما قائد الفتوحات علي بن أبي طالب , دائما قاتل قريش والأبطال منهم من زعماء المشركين هو علي بن أبي طالب فأين دور عمر ؟
    لو كان شجاعا لثبت ذلك في التاريخ ولوجدنا له خطا في التاريخ ولكن ليس له خط فبالتالي هو رجل جبان ويشهد لذلك أيضا أن عمر حينما أسلم لاذ ببيته, يعني هذا الذي يدعون أنه جاهر باسلامه وأعلنه وأشهره أمام القوم ولم يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا تنقضه هذه الرواية الصحيحة عندهم والواردة في البخاري وهو أصح الكتب عندهم بعد كتاب الله عز وجل.
    حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر بن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال...
    ... بينما هو في الدار خائفا ...
    ... إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال له ما بالك ؟ ..
    ... قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمّنت ..
    أصبح في مأمنه بعد خوف وجبن
    ... فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون ؟ فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه .) [3]
    هذه الرواية تنقض أكذوبة أنه جاهر باسلامه وكان شجاعا في مكة وهاجر علنا , لأنه بهذه الرواية الصحيحة عندهم يثبت أن عمر بمجرد أن أسلم ذهب الى بيته وأغلق على نفسه الباب وهو مرعوب خائف فلما جاءه أحد أصدقائه وهو العاص بن وائل والد عمرو بن العاص هذا الذي عير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنته الزهراء عليها السلام حينما قال له انك أبتر فأنزل الله عز وجل فيه " انا شانئك هو الأبتر " هذا هو العاص بن وائل اللعين والد عمرو بن العاص , هذا كان يحامي عن عمر وهو كان فعلا من زعماء قريس وكانت له هيبته في المجتمع الشركي وعمر كان خائفا , فلما جاء اليه قال ما بالك ؟ قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني ان أسلمت فقال لا سبيل اليك , يعني أنت في حمايتي , فلما قالها أمنت , من هنا أنا أمنت وعجبت من مدى قوته في ذلك المجتمع.
    هذا اعتراف عمر نفسه , كان في الدار خائفا , فمن أين يقال أنه كان شجاعا ؟


    [1] - صحيح البخاري ج4 ص1750 ح4067

    [2] - اسلسلة الصحيحة ج1 ص143 ح67 قال الألباني حسن , مجمع الزوائد ج6 ص198 قال الهيثمي رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات , مسند احمد بن حنبل ج6 ص141 ح25140 , صحيح ابن حبان ج15 ص498 ح7028 قال شعيب الأرناؤوط حسن .

    [3] - كتاب مناقب الأنصار باب إسلام عمر , سنن البيهقي / ج: 6 ص : 205
    وأضاف الذهبي قول عمر ": فعجبتُ من عزّه :".. تاريخ الإسلام لذهبي ج2ص102
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد الاسدي ; الساعة 07-06-2015, 06:21 AM. سبب آخر:
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله)
    {
    من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }

يعمل...
X