بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
((محبة الله ولأوليائه))
الحب الواقع على مستويين الأول الطاعة المطلقة والثاني الشوق فا مسانخة الواقع بصفات من المحبوب تكن ملكة في صفة المحب فإذا العبد أحب مولاه يتصف بصفاته وهذا الميل هو الدافع إلى التشبه بالمحبوب وهذه التمسك العبد لحب مولاه ما هو إلا من اندفاع نحو الفعل الذي يوجب الرضا وكرم المحبوب ،وانقياد العبد إلى العمل الذي يكون الدافع لتحقق جميع الصفات الحميدة وترك الصفات الذميمة .
وان كان القول؛ أن الحب يقع من غير عمل اجبنا بأن العمل من دوافع الحب ولهذا ترى كثير من العباد في قيامهم للعبادة في منتصف الليل ومناجاتهم في السراء والضراء والشدة والرخاء وفي ساعات القَرُّ والحر الدافع حبهم للمولى ولتمكنهم القرب ولعلو الدرجات .
إن مسألة الحب للذوات المقدسة ثم لأوليائه الصالحين المتفق عليها عامة الناس تبدأ من معرفتهم وان كان شي يسير ثم يكبر إلى إن يصل ما لا حد له وهذا الانقياد من القلب والجوارح مع لا ينفصلان ونظر إلى الناسك كيف يلفه الشوق أذا ابتعد عن عبادته ليس أنه معتاد عليها ولكنه من القرب ولذيذ المناجاة التي تولد الراحة والاطمئنان في القلب فهذا الرقي في المراحل لاعتقاده بكمال المحبوب ولهذا نرى المعرفة أساس الحب فان لأولياء الله سبحانه محبة في قلوب المؤمنين وهذا أحد مفاهيم الحب الحقيقي لله لقوله ؛
"أحب الله من أحب حسيناً"
وهذا موجب من موجبات الحب الإلهي وقوله سبحانه في كتابه العزيز لنبيه الكريم
"ِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ"
فهذا الإتباع مصدره الحب وانقياد لمن يحب وفق ما يرضي المولى سبحانه
"ما أََسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر إلاّ مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً"
فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً..
والمحب تكون من ملكاتها الكتمان الذي لا يضر من المحبوب وهذه أحد درجات التي يصل أليها وهو الإخلاص بالعمل والكتمان قال "أبو عبد الله جعفر بن محمد(عليهماالسلام) يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، أقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً(1 اجتر مودة النّاس ألينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون"
وأيضاً هذا الكتمان يكون عن غير أهله الذي أن علموا لم يضعونه في محله لعدم ادركه والأيمان بالقضية لها أثر على وجه التعبير ومن له قلب سليم يدرك بوضوح طريق ولهذا يتطلب العمق في فهم حديث أهل البيت (عليهم السلام ) لألى يتسرع في نقل وإذاعة بين العوام من غير مفهوم المقصد بشكل لا يرضى الله تعالى ورسوله كما أكدوا (عليهم السلام) على كتمان السر وصونه عمن لا يستحقه وأمر و شيعتهم أن يكونوا دعاة لهم بغير ألسنتهم بأن يكونوا زيناً لهم لا شيناً عليهم وألزموهم التطبيق الصحيح لقول الرسول (صلى الله عليه واله) وفعله وتقريره والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)
وروي في الكافي قال: خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) الى أصحابه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فاسلوا ربكم العافية، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة، وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم، وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، وإياكم و مرضاتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام، فإنه لابد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم بالتقيِّة التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم، فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر، ولولا أن الله تعالى يدفعهم عنكم، لسطوا بكم، وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدو لكم، مجالسكم ومجالسهم واحدة، وأرواحكم وأرواحهم مختلفة ولا تأتلف، لا تحبوهم أبداً ولا يحبونكم، غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركم ولم يجعلهم من أهله، فتجاملونهم وتصبرون عليهم، وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء، وحيلهم وسواس بعضهم إلى بعض، فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق، فيعصمكم الله من ذلك، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير"(2)...
1-في أمالي الصدوق : مدرك بن الهزهاز..
2-بحار الأنوار : 74 : 269 .
تعليق