بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد
..لاريب ان هدف الانسانية الذي تشتاق اليه وتحاول التحرك تجاهه هو نيل السعادة الحقيقية في النشأتين والهناء في الدارين ، دار الدنيا ودار الاخرة والتنعم بالقرب من المولى الجليل تعالى شأنه والتمتع في ساحة رحمته وقدسه ، واي هدف انبل واسمى من هذا ؟ .
ولكن هذا الهدف لا يتحقق الا بإكتساب الكلمات اللائقة بها والمؤهلات المناسبة الموجبة للوصول
الى الامل والمنى ، فكيف يمكن السير في طريق الاستكمال المادي والمعنوي العالمي ، طريق الدنيا واللآخرة؟
ويجيب الفلاسفة والحكماء : ان اكتساب الكمالات انما يكون بصدور الافعال الاختيارية الصالحة
وهجران الافعال الفاسدة بحيث يكون الانسان معتادا لها زمنا كافيا وهذا الاعتياد لا يستقيم للانسان الا
اذا كانت هذه الافعال صادرة عن ملكات نفسانية ثابتة وراسخة في عمق النفس الانسانية وشعور
كامن في الانسان انه يسعى للكمال وان له رباََ قيوما يفيض عليه بما يليق به من الكمال .
ولا يدفع هذا الشعور النفسي الكامن ولا تتمكن الملكات الصالحة من النفس بثبات ورسوخ الا باعتقاد الصلاح في هذه الملكات والصفات وهذه الافعال ، وهذا لا يكون الا يكون بتثبيت المعرفه الحقيقية في النفس بعد التعرف عليها وتمييز ما ينفعه مما يضره ووفق النظام الاحسن الموصل للمطلوب.
فمن يقوم بهذا الدورالخطر الذي يمثل الانعطافة التاريخية الكبرى في حياة الانسان ونقطة
التحول المصيرية بين السعادة والتعاسة بين الهناء والشقاء؟؟؟
.. النبوة بوصفها ظاهرة ربانية في حياة الانسان هي التي تلعب هذا الدور الخطر ، هذه العناية الالهية هي الوحيدة القادرة على انقاد الانسانيه من سوء المصير والمال بعد فساد الحال فانها اهم وسيلة لتربية الانسان وفق النظام الاحسن واعظم سبيل لتثبيت المعارف والاحكام في النفس الانسانية ، ثم يبدا الترقي والسير في طريق الاستكمال نحو الغاية الكبرى ، ربما يقال ان : العقل الذي اودعه الله في الانسان بإنفراده يكون كافيا لاداء هذا الدور فلا يحتاج الى النبوة ؟ ولكن هذا الاداء باطل لان العقل كان بمفرده ربما امكن له ذلك فانه نورإلهي ولكن انّى له ذلك وهو مشوب بالافكار المادية والحساسات الناشئة من القوى الشهوية والغضبية انّى له ذلك والنفس مجبولة على العواطف والغرائزمن حب النفس والهوى والاثرة واطاعة الشهوات مفطورة على حب التغلب والاستيلاء على ما سواه والتكالب على الحياة الدنيا وزخارفها ومتاعها كما قال تعالى :
(زُيّن للناسِ حب الشهوات من النساء والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )
و (ان النفس لأمارة بالسوء) و (وان الانسان ليطغى ان رآه استغنى)
وبالتالي فلا يمكن للعقل النهوض للاستكمال مسقلا الا بتأييد غيبي وامداد الهي ، ويدلنا على ذلك الاقوام الهمجية البربرية فان فيهم العقل ومع ذلك هم اقرب الى الحيوان في تصرفاتهم .
هذا مع ان شواهد الحياة الحاضرة تؤكد قصورالعقل الانساني عن ادراك الكثير من الاسرارالمحيطة به بل ان نفسه التي بين جنبيه اكثرها خفاء عليه فكيف يدرك جميع ماينفعه ومايضره وكل ما يسعده وما يشقيه فيما يتعلق بخاصة نفسه وفيما يتعلق بالنوع الانساني ومجتمعه ومحيطه ثم ان هناك شيئا اخر وهو : ان
المطلوب ليس هو الكمال الدنيوي فقط حتى يقال بكفاية لو سلمنا بامكانه بل المطلوب هو الكمال الدنيوي والاخروي الذي في الدنيا والذي يوجب سعادة الدارين وهذا هو الكمال الحقيقي (الدنيا والاخرة) فان الكمال المعنوي الاخروي غير معلوم للانسانية لانه من عالم الغيب الذي لايعلمه الا رب العالمين وبالتالي فلا بد من الامداد الالهي الغيبي بواسطة (النبوة) من هنا نعرف لماذا بعث الله الانبياء ولماذا وضع
نظام وضع للناس حياتهم ، ولم يتركهم يختارون نظامهم ؟ .. وخلاصه الجواب على ذلك بناء على ماتقدم
قصور عقل الانسان عن ادراك جميع المصالح والمفاسد لاسيّما على المدى البعيد من الحياة الاخرة
التي تحكم الاهواء والرغبات الشخصية الباعثة على ايثارها والحرص عليها وان نشأَ من ذلك انقلاب القيم والمثل راسا على عقب .
ان الحاكمية العليا لله جل وعلا ، فحق التشريع له وحده بما انه رب العالمين وخالقهم وهذا ما لا يمكن رفضه من قبل كل العقلاء وجميع الشعوب ، اما لو كا ن التشريع موضوعا من قبل الخلق فبأي خلقاََ يمكن فرض سيرانه على الجميع وهم على حد سواء لاميزة لاحدهم على اخر ، ويدلنا على ذلك ما نشاهده اليوم من محاولة توحيد الانظمة والقوانين بين الشعوب بدعوة توقف الصلاح على وحدة القوانين وتأسيس المنظمات العالمية والتجمعات الدولية للتوصل الى صيغة وفاق مشتركة بين البلدان ولكن دون جدوى ، اما كان الاجدر بهم اتخاذ شريعة الله
وقانون السماء حتى لا يدعي احد بان هذا النظام انما هو لمصلحة طائفة على حساب اخرى كما هو الحال الان بالنسبة للقوانين الوضعية وما تعانيه الانسانية من نزاع وخصام بهذا الشأن . والذي لاينتهي ولن ينتهي طالما تجنبوا النظام الرباني الحكيم العادل الله جل وعلا فحق التشريع له وحده بما انه رب العالمين وخالقهم ، وهذا ما لا يمكن رفضه من قبل كل العقلاء وجميع الشعوب .
والصلاة والسلام على محمد وال محمد
..لاريب ان هدف الانسانية الذي تشتاق اليه وتحاول التحرك تجاهه هو نيل السعادة الحقيقية في النشأتين والهناء في الدارين ، دار الدنيا ودار الاخرة والتنعم بالقرب من المولى الجليل تعالى شأنه والتمتع في ساحة رحمته وقدسه ، واي هدف انبل واسمى من هذا ؟ .
ولكن هذا الهدف لا يتحقق الا بإكتساب الكلمات اللائقة بها والمؤهلات المناسبة الموجبة للوصول
الى الامل والمنى ، فكيف يمكن السير في طريق الاستكمال المادي والمعنوي العالمي ، طريق الدنيا واللآخرة؟
ويجيب الفلاسفة والحكماء : ان اكتساب الكمالات انما يكون بصدور الافعال الاختيارية الصالحة
وهجران الافعال الفاسدة بحيث يكون الانسان معتادا لها زمنا كافيا وهذا الاعتياد لا يستقيم للانسان الا
اذا كانت هذه الافعال صادرة عن ملكات نفسانية ثابتة وراسخة في عمق النفس الانسانية وشعور
كامن في الانسان انه يسعى للكمال وان له رباََ قيوما يفيض عليه بما يليق به من الكمال .
ولا يدفع هذا الشعور النفسي الكامن ولا تتمكن الملكات الصالحة من النفس بثبات ورسوخ الا باعتقاد الصلاح في هذه الملكات والصفات وهذه الافعال ، وهذا لا يكون الا يكون بتثبيت المعرفه الحقيقية في النفس بعد التعرف عليها وتمييز ما ينفعه مما يضره ووفق النظام الاحسن الموصل للمطلوب.
فمن يقوم بهذا الدورالخطر الذي يمثل الانعطافة التاريخية الكبرى في حياة الانسان ونقطة
التحول المصيرية بين السعادة والتعاسة بين الهناء والشقاء؟؟؟
.. النبوة بوصفها ظاهرة ربانية في حياة الانسان هي التي تلعب هذا الدور الخطر ، هذه العناية الالهية هي الوحيدة القادرة على انقاد الانسانيه من سوء المصير والمال بعد فساد الحال فانها اهم وسيلة لتربية الانسان وفق النظام الاحسن واعظم سبيل لتثبيت المعارف والاحكام في النفس الانسانية ، ثم يبدا الترقي والسير في طريق الاستكمال نحو الغاية الكبرى ، ربما يقال ان : العقل الذي اودعه الله في الانسان بإنفراده يكون كافيا لاداء هذا الدور فلا يحتاج الى النبوة ؟ ولكن هذا الاداء باطل لان العقل كان بمفرده ربما امكن له ذلك فانه نورإلهي ولكن انّى له ذلك وهو مشوب بالافكار المادية والحساسات الناشئة من القوى الشهوية والغضبية انّى له ذلك والنفس مجبولة على العواطف والغرائزمن حب النفس والهوى والاثرة واطاعة الشهوات مفطورة على حب التغلب والاستيلاء على ما سواه والتكالب على الحياة الدنيا وزخارفها ومتاعها كما قال تعالى :
(زُيّن للناسِ حب الشهوات من النساء والبنين والقناطيرالمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا )
و (ان النفس لأمارة بالسوء) و (وان الانسان ليطغى ان رآه استغنى)
وبالتالي فلا يمكن للعقل النهوض للاستكمال مسقلا الا بتأييد غيبي وامداد الهي ، ويدلنا على ذلك الاقوام الهمجية البربرية فان فيهم العقل ومع ذلك هم اقرب الى الحيوان في تصرفاتهم .
هذا مع ان شواهد الحياة الحاضرة تؤكد قصورالعقل الانساني عن ادراك الكثير من الاسرارالمحيطة به بل ان نفسه التي بين جنبيه اكثرها خفاء عليه فكيف يدرك جميع ماينفعه ومايضره وكل ما يسعده وما يشقيه فيما يتعلق بخاصة نفسه وفيما يتعلق بالنوع الانساني ومجتمعه ومحيطه ثم ان هناك شيئا اخر وهو : ان
المطلوب ليس هو الكمال الدنيوي فقط حتى يقال بكفاية لو سلمنا بامكانه بل المطلوب هو الكمال الدنيوي والاخروي الذي في الدنيا والذي يوجب سعادة الدارين وهذا هو الكمال الحقيقي (الدنيا والاخرة) فان الكمال المعنوي الاخروي غير معلوم للانسانية لانه من عالم الغيب الذي لايعلمه الا رب العالمين وبالتالي فلا بد من الامداد الالهي الغيبي بواسطة (النبوة) من هنا نعرف لماذا بعث الله الانبياء ولماذا وضع
نظام وضع للناس حياتهم ، ولم يتركهم يختارون نظامهم ؟ .. وخلاصه الجواب على ذلك بناء على ماتقدم
قصور عقل الانسان عن ادراك جميع المصالح والمفاسد لاسيّما على المدى البعيد من الحياة الاخرة
التي تحكم الاهواء والرغبات الشخصية الباعثة على ايثارها والحرص عليها وان نشأَ من ذلك انقلاب القيم والمثل راسا على عقب .
ان الحاكمية العليا لله جل وعلا ، فحق التشريع له وحده بما انه رب العالمين وخالقهم وهذا ما لا يمكن رفضه من قبل كل العقلاء وجميع الشعوب ، اما لو كا ن التشريع موضوعا من قبل الخلق فبأي خلقاََ يمكن فرض سيرانه على الجميع وهم على حد سواء لاميزة لاحدهم على اخر ، ويدلنا على ذلك ما نشاهده اليوم من محاولة توحيد الانظمة والقوانين بين الشعوب بدعوة توقف الصلاح على وحدة القوانين وتأسيس المنظمات العالمية والتجمعات الدولية للتوصل الى صيغة وفاق مشتركة بين البلدان ولكن دون جدوى ، اما كان الاجدر بهم اتخاذ شريعة الله
وقانون السماء حتى لا يدعي احد بان هذا النظام انما هو لمصلحة طائفة على حساب اخرى كما هو الحال الان بالنسبة للقوانين الوضعية وما تعانيه الانسانية من نزاع وخصام بهذا الشأن . والذي لاينتهي ولن ينتهي طالما تجنبوا النظام الرباني الحكيم العادل الله جل وعلا فحق التشريع له وحده بما انه رب العالمين وخالقهم ، وهذا ما لا يمكن رفضه من قبل كل العقلاء وجميع الشعوب .
تعليق