بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
فتى يستحق الكتابة عنه .. الكثير من الطلبة وأهلهم يعتبر أن العطلة الصيفية فرصة للراحة بعد عناء دراسة وجهد وامتحانات ودراسة مضنية متعبة ولسنة كاملة ، فيحاول أن يترك ابنائه يلعبون ويلهون ويمرحون لأنهم كانوا في تعب لفترة طويلة وأن من حقهم أن يريحوا اجسادهم وعقولهم من هذا العناء والتعب . فلا يأتي ليسجل في الدورات الصيفية التي تقام في العتبات المقدسة وبالذات في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية .
ولكن أستوقفني فتى وحفزني للكتابة عنه ، أنه ( أمير عبد العباس كامل ) الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً . كان هذا البرعم قد اشترك في الدورة الصيفية الفقهية التي تقام في الصحن الحسيني الشريف والتي تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الساعة العاشرة ، يرجع بعدها إلى البيت لغرض الراحة ، ثم يعود ليدرس في الدورة التي تقام في المدرسة الحسنية التي تقع بجوار الإمام العباس عليه السلام ليدرس ايضاً من الساعة الثانية بعد الظهر ولغاية الساعة السادسة عصراً .
قلت له : إلا تتعب ؟ أليس من حقك أن ترتاح وخصوصاً أنك كنت ولسنة كاملة مشغول بالقراءة والدراسة وقد بذلت جهداً كبيرا يوجب عليك الراحة بعده ؟ إلا تكون دورة واحدة أخف إليك من دورتين ؟ ولا سيما وأن المواضيع تتشابه في الدورتين وأن المنهاج يكاد يكون واحداً ؟ .
فأجابني : بأن هذه فرصة لنا وأن جيلنا عليه أن يستغلها لأن جيلكم والأجيال السابقة - وكما يحدثني والدي - لم يمنح مثل هكذا فرصة وأن مجرد التحدث بالدين في زمن الطاغية المقبور كان يعد جرماً وأن صاحبه ينتمي لأحد الأحزاب الدينية المعارضة ، ولأنني أيضاً في عطلة وفسحة وعلي أن أقضي وقتي بشيء نافع ومفيد ، وليس هناك أفضل من قضاء الوقت في تعلم مسائل الدين وتعلم أحكامه وتعلم القرآن الكريم ، وتعلم سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرة اهل بيته المعصومين عليهم السلام ، وكذلك تعلم جملة من الأخلاق الكريمة لغرض العمل بها والتحلي بها ، وكذلك تعلم جملة من الصفات والأخلاق المذمومة لغرض التنزه عنها وتجنبها وتركها .
دعوت الله أن يوفق ( أمير ) في مسعاه وأن يحبب إليه العلم والعلماء وأن يرزقه طلب العلوم النافعة وأن يوفقه الله للتخلق بالأخلاق الفاضلة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وأخلاق الأئمة من أهل البيت عليهم السلام . وتمنيت أن يقتدي به الكثيرين من ابنائنا وأن يعرفوا قيمة الوقت وأن عليهم أن يحترموا هذا الوقت وأن لا يضيع هذا الوقت في أمور لا تنفعهم .
دعائي أن يوفق الله كل ابنائنا المؤمنين في حياتهم وأن يرزقهم الله العلم النافع وأن يعطوا العلم حقه وأن يعرفوا مكانة العلم والعلماء .
دعائنا أن يحفظ الله القائمين على هذه الدورات والاساتذة وان يوفقهم الله لما فيه خير الدين والمذهب وأن يوفق الله كل الطلبة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأكرم وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق