بسم الله الرحمن الرحيم
من الآية السادسة والسبعون الى آخرسورة النمل
الحمدُ لله ربَ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه الغرالميامين
قال سبحانه وتعالى
انَّ هذاَ القُرانَ يَقُّصُّ عَلى بَنى اسرءيل اكثَرَ الَّذي هُم فيه يَختَلفُونَ * واَنَّهُ لَهُدىً وَرَحمَةٌ للُؤمنينَ * انَّ رَبَكَ يَقضى بَينَهُم بحُكمه وَهُوَ العَزيزُالعَليمُ *فَتَوَكل عَلَى الله انَّكَ عَلى الحَق المُبين *
المعنى العام
في هذه الآية تختص
في هذه الآية تختص
النقطة الأولى : ان هذا الكتاب الذي أُنزل على محمد (صل الله عليه وآله وسلم )
يبينُ لبني اسراءيل ما جاء في في التوراة من عقائدَ وأحكام ، ويوضحُ لهم وجه الصواب فيما اختلفوا
فيه . وان هذا الكتاب لهدايةٌ من الضلال ، ورحمةٌ لجميع من آمن به وان ربَّك _ ايها الرسول _
يفصلُ بين الناس جميعاً يوم القيامة بعدله ، وهو الغالبُ الذي لايُرد قضاؤه ، العليمُ الذي لا يلتبسُ لديه حقٌّ بباطل . ففوضُ أمرك _ أيها الرسول _ الى الله ، وثابر على دعوتك ، لأنك على الحق الواضح ويضرك إعراضُ الكافرين عنك .
النقطة الثانية : إن الكفار _ أيها الرسول _ كالموتى لا يعون الحق ، وكالصم لايسمعون دعائك ، و من كان ميت القلب أصم ، فانك لا تستطيعُ هدايته . ولست _أيها _ الرسولُ بمستطيع ان تهدي الى الحق من عميت ابصارهُم وبصائرهُم ولا تستطيعُ ان تسمع إلا من شرح الله صدورهم للايمان ، وأقبلوا على الايمان بآياتنا مطيعين منقادين .
النقطه الثالثه:واذا جاء يوم القيامة ، وحقت كلمةُ العذاب على الكافرين اخرج اللهُ للناس دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانو بآياتنا لايوقنون .
النقطه الرابعة: وذكر_ أيها الرسول _ يوم نجمع من كل طائفة من المكذبين بآياتنا ، وهم زعماء الكفار ، فيساقون في مقدمة أتباعهم الى الحساب والجزاء . وحينما يقفون بين يدي الله للحساب يقول سبحانه موبخاً لهم على التكذيب قد كذبتم بكل آياتي وأنكرتموها دون ان تنظروا فيها نظرا فهم وتدبر بل ماذا كنتم تفعلون ، وانتم لم تخلقوا عبثا ؟ أما كان جديرا بكم ان تفكرو ا فيما انزلنا من آيات وتتجهوا نحو الهدى والايمان ، بدل الاعراض والاصرار على الكفر. وحل بهم العذاب بسبب ظلمهم انفسهم بالكفر، فهم سكوت عاجزون عن الدفاع والاعتذار .
النقطة الخامسة : ألم ينظرو ان الله جعل الليل مظلماً لتستريح فيه أبصارهم وأعصابهم وأجسامهم ويسكنوا فيه من عناء الحركة ومشقة السعي والعمل ، وجعل النهار مضيئا ليتصرفوا فيه ، ويسعوا الى معايشهم ، ان في خلق الكون على هذا النظام المحكم ، والوضع الثابت ، الذي يلائمُ مصلحة الناس ، لدليلًا واضحاً على ألوهية الله ووحدانيته ، لقوم يتدبرون فيؤمنون .
النقطة السادسة : _ واذكر _ أيها الرسولُ _ يوم ينفخ في البوق بإذن الله ، فيرتعبُ من في
السماوات ومن في الأرض من هول النفخه إلا من اطمأ نه الله ، وأعفاه من الفزع . وكل هؤلاء وهؤلاء يأتون الى ربّهم صاغرين .
النقطة السابعة : ومن بدائع قدرة الله ان ترى الجبال فتظنها ثابتة لاتتحرك ، ولكنها في واقع الأمر تتحرك بحركة الأرض وتدور بدورتها ، فتكون حركتها سريعة كسرعة السحاب ، وفي هذا التصريح بحركتي الارض اليومية والسنوية . الاولى حول نفسها امام الشمس ، ينشأُ عنها الليل
والنهار والثانية حول الشمس وتنشأُ عنها الفصول الاربعةُ ( نبه القرآنُ العظيم على هذه الحقيقة العلمية قبل أربعة عشر قرناً ) إن هذه الظواهر الكونية العجيبة هي من صنع الله الذي خلق كل شيء وأبدعه . إنه سبحانه كامل العلم بما يفعلُ الناسُ في السّر والعلن ، ومجازيهم عليه . فمن عمل في
دنياه حسنةً ، وجاء بها يوم القيامة ، فانه سيجزي عليها حسنات خيراً منها ، وسيجيء يوم القيامة آمنا قد أذهب الله عنه الفزع والخوف من النار. ومن عمل في دنياه إثما عظيما كالشرك والكفر فإن جزاءه يوم القيامة ان يكبه الله على وجهه في النار، ويقال له ولأ مثاله حينئذ توبيخاً انكم لاتجزون الا بسبب ما كنتم عليه في الدنيا من كفر ، وما ارتكبتم من معاصي وأثام .
النقطة الثامنة : _ قل _أيها الرسولُ _ للناس : ما أُ مرتُ ان اعبدَ احداً إلا الله ربَّ مكةُ الذي جعلها حَرمَاً آمناً ، فلا يسفكُ فها دمٌ ، ولا ينفّر صيدُها ، ولا يقطعُ شجُرها ،وله جلت قدرتُه فوق ذلك كلُّ شيء في الكون خلقاً وملكاً ، وأمرت ان أكونَ من المسلمين المنقادين لله . وأمرتُ ان أواظبٌ على
تلاوة القرآن وأن اتدبرَ ما فيه من وجوه الحلال والحرام وسواء عليّ ، بعد تبلييغكم رسالةََ الله ، أآمن الناسُ ام كفروا ، فمن اهتدى وآمن، فانه منفعة اهتدائه راجعةُ اليه ، ومن ضلَّ عن الحق ، فان عاقبة
ضلاله وكفره واقعةٌ عليه ، فما أنا إلا رسولٌ أنذر وابلغُ . وقلْ _ أيها الرسولُ _ : الحمدُ لله على نعمة النبوة والهداية.
وقلْ للكفار : إن الله سيريكم عياناً آياته في البعث والحساب فتعرفونها حين لا تجدي المعرفةُ ، كما أراكم عيانا آياته في الدنيا فأعرضتُم عنها . إن الله ليس بعاجز عن حسابكم ، ولا بغافل عن أعمالكم. والحمد الله رب العالمين
تعليق