بسم الله الرحمن الرحيم
امرأة من تميم تحدث الناس فضائل
أمير المؤمنين (عليه السلام)
*عن شيخ من ثمالة قال :« دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة وهي تحدّث النّاس ، فقلت لها : يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قالت : احدثك وهذا شيخ بين يدي نائم (1) فقلت : ومن هذا ؟ فقالت : أبو الحمراء خادم رسول الله صل الله عليه وآله ، فجلست إليه فلما سمع حديثي (2) استوى جالساً ، فقال : مه ، فقلت : حدثني رحمك الله بما رأيت من رسول الله صل الله عليه واله وصنعه (3) بعلي بن أبي طالب عليه السلام فانّ الله سائلك عنه.
فقال : على الخبير سقطت ، امّا ما رأيت النبي صلى الله عليه وآله يصنعه بعلي بن أبي طالب عليه السلام، فانّه قال لي ذات يوم : ياأبا الحمراء انطلق فادع لي بمائة من العرب وخمسين رجلاً من العجم وثلاثين رجلاً من القبط وعشرين رجلاً من الحبشة [ فاتيت بهم ] (4) ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب وصف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط ، ثم قام فحمد الله واثنى عليه ومجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله ثم قال : يامعاشر العرب والعجم والقبط والحبشة أأقررتم بشهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّي محمّداً عبده ورسوله وأنّ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ووليّ أمرهم من بعدي ؟ قالوا : اللّهم نعم ، فقال : اللّهم اشهد ـ حتّى قالها ثلاثاً.
ثم قال لعلي : ياأبا الحسن ! انطلق فأتني بصيحفة ودواة، فدفعها الى علي بن أبي طالب فقال : اكتب، قال : وما أكتب؟ قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقرّت به العرب والعجم والقبط والحبشة، أقرّوا بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله وانّ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ووليّ أمرهم من بعدي، ثمّ ختم الصحيفة ودفعها الى علي، فما رأيتها الى الساعة.
فقلت: رحمك الله زدني، قال: نعم ، خرج علينا رسول الله يوم عرفة وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: يامعاشر الخلائق! ان الله تبارك وتعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامّة، ثم التفت إلى علي عليه السلام وقال له: وغفر لك ياعلي خاصّة، وقال: ياعلي ادن مني، فدنا منه، فقال:
ان السعيد حقّ السعيد من أحبك وأطاعك، وانّ الشقي كلّ الشقي من عاداك ونصب لك الحرب وأبغضك، ياعلي كذب من زعم انّه يحبني ويبغضك، ياعلي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عزّ وجلّ، ياعلي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله، وأتعس الله جده وأدخله نار جهنم » (5).
* قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدّثنا علي بن الحسين السعدابادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن القاسم بن الوليد ..
(1) في « ط » : قائم ، وفي أمالي الشيخ : كما ترى بين يدي نائم.
(2) في الأمالي : حسي. | (3) في الأمالي : يصنع. |
(5) رواه الصدوق في أماليه ٣١٢ ، والشيخ في أماليه ٢ : ٤٠.
تعليق