
انطلاقاً من قول الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))....ميزان الحكمة
نلاحظ من قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه حمل المسؤولية للجميع في اصلاح المجتمع واستقراره كل بحسب مكانته وقدراته وجعل مسؤولية الاباء هي المسؤولية الاكبر في اصلاح المجتمع لان المجتمعات تنهض وترتقي بأبنائها لانهم بناة المستقبل وقادة الغد فقد اهتم بهم من اول نشأتهم فامر الرجل ان يختار الزوجة المؤمنة الصالحة لكي يبني اسرة صالحة وبالتالي سيصبح مجتمعاً صالحاً لان الاسرة هي نواة المجتمع فأذا صلحت الاسرة صلح المجتمع وامر الاباء بالحرص والغيرة على ابناءهم
واما مقتضى الغيرة على الاولاد : ان تراقبهم من اول امرهم فاستعمل في حضانة كل مولود وارضاعه امرأة صالحة تأكل الحلال اذ الصبي الذي تتكون اعضاؤه من البن الحاصل من غذاء حرام يميل طبعه الى الخبائث لان طينته انعجنت من الخبث
فاذا بدأت فيه مخائل التمييز فينبغي ان يؤدب بآداب الاخيار ولما كان اول ما يغلب عليه من الصفات شره الطعام فينبغي ان يؤدب فيه بان يؤمر بألا يأخذ الا بيمينه ويقول (بسم الله) عند اكله ويأكل مما يليه ولا يبادر الى الطعام قبل غيره ولا يحدّق الى الطعام ولا الى من يأكل ولا يسرع في الاكل ويمضغ الطعام مضغاً جيداً ولا يلطخ ثوبه ولا يده ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يذم كثير الأكل ويشبه بالبهائم ويمدح الصبي الذي يقنع بالقليل ويحبب اليه الايثار بالطعام وقلة المبالاة به والقناعة باي طعام اتفق ثم يؤدب في امر الباس حتى لا يخرج فيه عن زي الابرار واهل الورع فيحبب اليه ثياب القطن والبيض دون الأبريسم الملون ويقرر عنده بان ذلك شان النساء والمخنثين والرجال يستنكفون منه ويحفظ من الصبيان الذين تعودوا التنعم والترفه والزينة ثم يؤدب في الاخلاق والافعال ويبالغ في ذلك لان الصبي اذا اهمل في اول نشوئه خرج في الاكثر ردي الاخلاق والافعال وينبغي ان يحفظ من قرناء السوء وهو الاصل في تأديبه (جامع السعادات)
تعليق