بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حديث الغدير جاء ليثبت إيمان علي الباطني كما هو ثابت له ظاهرا ويرد ما يقوله فيه أعداءه من الخوارج والنواصب .
الجواب / إن ورود الحديث في غدير خم وما احتف به من قرائن وشواهد داخلية وخارجية تجعل الباحث يستبعد أنه جاء للرد على من يبغض عليا عليه السلام من النواصب وغيرهم أو انه جاء ردا على ما سيبدر من الخوارج في تكفيرهم لعلي عليه السلام ومحاربته ، بل تلك الشواهد تثبت أن الحديث إنما جاء لإثبات مقام الخلافة والإمامة لعلي عليه السلام .
ومن الثابت لكل باحث انه لم يرد في حق احد من الصحابة بقدر ما ورد بحق أمير المؤمنين عليه السلام وعلو منزلته ، اخرج الحاكم النيسابوري في مستدركه بسنده عن محمد بن منصور الطوسي يقول : ( سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا جَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْفَضَائِلِ مَا جَاءَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) ، وانه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، وأنه مع الحق يدور معه حيثما دار وانه مع القران والقران معه وأنه سيد العترة التي قرنها مع القران في حديث الثقلين وأنه الميزان في تمييز المؤمن من المنافق وغيرها من الأحاديث الصحيحة والتي تبيّن إيمان علي ظاهرا وباطنا فهل يحتاج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يبين للناس إيمان علي باطنا وظاهرا وهل إيمان علي بن أبي طالب عليه السلام أخفى واقل واضعف درجة من إيمان سائر الصحابة كي يحتاج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى إثباته وبيانه لمبغضيه من الصحابة والمنافقين ثم انه لو كان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتصدى لإثبات إيمان احد من الصحابة لكان المفروض أن يتصدى صلى الله عليه وآله وسلم لإثبات إيمان عثمان بن عفان الذي أنكر الخوارج إيمانه وكفروه ظاهرا وباطنا .
تعليق