بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك شبهة تقول ان الامامية يذكرون الغيبات التي وقعت لبعض الانبياء دليلاً على صحة وقوع غيبة المهدي وهذه المقارنات غير مجدية في اثبات فكرة غيبته لان غيبة الانبياء ذكرها الله في كتابه بنص واضح وصريح اما غيبة المهدي فتنتهي الى روايات ضعيفة .
الجواب :
إن ما ذكره الشيعة من بعض غيبات الانبياء انما هو لنفي غرابة اصل الغيبة ولا يضر غيبة الامام (عليه السلام) عدم تصريح القرآن بها واما قول المستشكل بان الاخبار عن غيبة الامام ضعيفة فهذا الضعف انما جاء بسبب الغشاوة التي على عيني المستشكل لان الله قد اخبر بغيبته على لسان نبيه ( صلى الله عليه وآله ) مضافاً الى روايات اهل البيت ( عليهم السلام ) فقد اخبروا بها الشيعة قبل وقوعها بقرون ، قال الشيخ الصدوق (أن الائمة عليهم السلام قد أخبروا بغيبته عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم واستحفظ في الصحف ودون في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتى سنة أو أقل أو أكثر، فليس أحد من أتباع الائمة عليهم السلام إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفاته وهي الكتب التى تعرف بالاصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ) ، وقد يقال ان هذه الاخبار من علم الغيب فلا يصح الاحتجاج بها ؟ نقول ان هذا القول مردود لما صرح به ابن خلدون حيث قال (ولو صح السند إلى جعفر الصادق لكان فيه نعم المستند من نفسه أو من رجال قومه فهم أهل الكرامات وقد صح عنه أنه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصح كما يقول وقد حذر يحيى ابن عمه زيد من مصرعه وعصاه فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم فما ظنك بهم علما ودينا وآثارا من النبؤة وعناية من الله بالاصل الكريم تشهد لفروعه الطيبة وقد ينقل بين أهل البيت كثير من هذا الكلام غير منسوب إلى أحد ) وقال ايضاً (وقع لجعفر وأمثاله من أهل البيت كثير من ذلك مستندهم فيه والله اعلم الكشف بما كانوا عليه من الولاية وإذا كان مثله لا ينكر من غيرهم من الاولياء في ذويهم وأعقابهم وقد قال صلى الله عليه وسلم إن فيكم محدثين فهم أولى الناس بهذه الرتب الشريفة والكرامات الموهوبة ) .
تعليق