بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الشبهة :
ان حديث المنزلة (انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي ) لا يدل على امامة علي ( عليه السلام ) وكذلك لا يدل على فضيلة او منقبة له وانما كان استخلافه تسلية له عندما خرج الرسول (صلى الله عليه وآله ) في غزوة تبوك حيث قال المنافقون استثقله فخلفه وقد استخلف الرسول (صلى الله عليه وآله ) على المدينة رجالاً غير علي (عليه السلام) فصح ان هذا الاستخلاف لا يوجب له فضلاً على غيره ولا ولاية الامر بعده .
الجواب :
اولاً :
ان هذا الحديث جاء بصيغ مختلفة صريحة على ان حديث المنزلة يرمي الى اثبات اهم منزلة من منازل هارون من موسى وهي الولاية والخلافة وقد دل على ذلك ما ذكره بعض علماء السنة منها ما اخرجه احمد في مسنده عن ابن عباس في حديث طويل جاء فيه قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي (عليه السلام ) : (أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انك لست بنبي ، إنه لاينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.....أنت وليي في كل مؤمن بعدي ... ) . وفي لفظ اخر في كتاب ظلال الجنة في تخريج السنة لابن ابي عاصم عن ابن عباس قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبياً ، إنه لاينبغي ان اذهب إلا وانت خليفتي في كل مؤمن من بعدي ) .
ثاتياً :
اخرج الطبراني عن البراء بن عازب وزيد بن ارقم (ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي حين اراد ان يغزو إنه لابد من ان تقيم او اقيم فخلفه فقال ناس : ما خلفه الا لشيء كرهه فبلغ ذلك علياً فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فاخبره فتضاحك ثم قال يا علي أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه ليس نبي بعدي ) ان الفاظ هذا الحديث تدل على ان ذلك الاستخلاف نابع عن واقع المنزلة التي هي لعلي (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعبير النبي (صلى الله عليه وآله) صريح في ان المدينة المنورة التي كانت عاصمة الحكومة الاسلامية آنذاك قد احاطت بها ظروف وملابسات خاصة اقتضت ان لايغادرها النبي (صلى الله عليه وآله) وايضاً كان يتطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) الخروج بنفسه مع المسلمين لتقوية عزيمتهم في الحرب ورفع معنوياتهم حيث كان الموقف الصائب ان يستخلف على المدينة من يحمل خصائصه الرسالية وان يكون قادر على ملء الفراغ الذي خلفه النبي (صلى الله عليه وآله) ، وهذا ما يميز استخلاف علي (عليه السلام) عن استخلاف غيره على المدينة مثل ابن ام مكتوم إذ لم يكن استخلافهم بالخلافة بل نيابة في اقامة الصلاة ، أخرج أبو داود في سننه عن أنس ( أن النبي صلى الله عليه وآله استخلف ابن ام مكتوم يؤم الناس وهو أعمى ) .
تعليق