بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
واهل بيته الطيبين الطاهرين
إن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون الفسيح بما فيه من كائنات وجبال وانهار واودية من اجل هدف جلي وغاية عظمى تتناسب مع علم الخالق العظيم الصانع المبدع ,لإظهار شيء من ملكوته وجميل صنعه المستتر في طيات هذا الكون الفسيح المدهش وإظهار هذا الكمال اللامتناهي لذوي العقول التي جهلت أو تجاهلت قدرة الخالق العظيم الذي اوجدهم وخلقهم بقدرته كي يعرفوه ,لأن درجات العقول عند الله سبحانه وتعالى تتفاوت بتفاوت العلم والمعرفة كما جاء في قوله تعالى ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ))..( 1) اللهم صل على محمد وآل محمد
واهل بيته الطيبين الطاهرين
إن القرب من الله سبحانه وتعالى يكون على قدر المعرفة والا تكون هذه المعرفة والطاعة خاليةَ المحتوى من مضامين العبادة التي ارادها المولى من عباده فهي تكون كالهباء المنثور لاتسمن ولا تغني من جوع كما يقول الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ((كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه)) (2)
ومن تتبع النصوص الشريفة يجد الكثير من الاحاديث التي تعُد العبادة من غير التدبر والمعرفة بمنزلة العدم ,لأن العبادة انما هي طريق الى معرفة المعبود وسمو العبد الى درجات الكمال الّلا ئق الذي يتناسب مع رفعة العقل الذي اصبح الفيصل بين المخلوقات ودرجتها عند الله سبحانه وتعالى والعقل هبة الله لأولي الألباب ونعمة عظيمة يعجز الاحسان عن ردها ,, إلا ان المؤسف والمحزن ان يُقابل هذا العطاء بالجحود والعصيان ,ولعل السبب هو تعطيل نعمة العقل والانغماس في الهوى والملذات التي بدورها الغت دور العقل في مجال التفكر والتدبر في حيز هذا الكون الشاسع الذي يرمي الى عظمة الخالق والذي قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك انه على كل شيءٍ شهيد)(3) , نعم انها المعرفة التي ترشدنا الى درجات الكمال والرقي ,والطريق الذي يسلك بالإنسان الى هذه الدرجات هو طريق القرآن الكريم والعترة الطاهرة (صلوات الله عليهم اجمعين ) فهما النور الإلهي الذي يوصلنا الى المعرفة بالله عز وجل لذا يجب علينا الرجوع الى هذا المنهل الإلهي والأخذ منه والعمل بوصاياهما , والركوب في سفينتهم التي تتكفل بإيصال راكبيها الى ساحل الأمان بعيدا عن درك الظلمات على ان يكون ذلك التمسك على معرفة , لأن المعرفة تجعل من التمسك بهم اوثق واكثر امناً قبال الأمواج العارمة التي لا يصمد امامها إلا من استوثق العروة ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم ))(4)
((مقتطفات من شذرات صدى عاشوراء))
المصادر
1.سورة المجادلة الآية (11).
2.بحار الأنوار / المجلسي . ج/89 . ص/ 185.
3.سورة فصلت /الآية (54).
4.سورة البقرة / الآية (256)
تعليق