بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
انظر وتأمل في قول امير المؤمنين ع ، يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ،" ( يعني ظاهر العبادات والفرائض والواجبات والفقهيات العملية ) الشأن أن تكون الصلاة بقلب نقي وعمل عند الله مرضي وخشوعٍ سوي "(1)
من هنا نستطيع ان نفهم مغزى وبعد اعمق في قول المعصوم (عليه السلام) الا وهو (انتظار الفرج من الفرج )
فكثير ما نحن ندعي او نظن اننا منتظرين ( من خلال ظاهر ما ينطبق علينا من عنوان الشيعة والولاية والمحبة لآل البيت (ع )، وكذلك اتياننا بتطبيق الفرائض والواجبات والتكاليف الاخرى الشرعية ) ولكــــن ! كم من هذا العمل حقق اثره ووصل غايته بمعنى ( اثمر ) على مستوى الفرد والمجتمع !
فإنه لا بد من التمحيص والغربلة والابتلاء والبلاء حتى تستطيع هذه الثلة الباقية من الخط الاصيل الممثل للحق ان تجاهد جهادها الاكبر ( جهاد النفس ) لتصل الى مرتبة حقيقة الانتظار ، وهو تفعيل الانتظار حقا في حياتهم لاستحصال ثماره وبذلك يمكن لهؤلاء المنتظرين المخلصين الناجحين في امتحان الغيبة الكبرى ان يكونوا سببا للفرج وبهم يفتتح عصر الظهور وعليهم يتم حمل اعباء الثورة ، وكلا بحسبه
المنتظِر الحقيقي والرؤية الملكوتية :
ان المنتظِر في حياته الإنتظارية وحتى تتحقق لديه هذه الامكانية عليه ان يوجد الواسطة للنظر الملكوتي وهو التعلق بصاحب الامر عجل الله تعالى فرجه وحبه وعشقه لكي ينقله الى عالم الملكوت فيراه كما رأى اصحاب الامام الحسين عليه السلام ما رأوه , وهذا ليس بصعب او مستحيل فصِدق النية والاخلاص في العمل والسعي للمعرفة الحقيقية هو الوسيلة لنيل ذلك الحظ الكبير والشرف العظيم .
ان على المنتظِر ان ينظر الى ما يرسم له من صورة ملكوتية لعمله مهما كان في عالم الملكوت والذي اذا التفت اليه فلا يهمه ماذا يلاقي من مصاعب او عقبات او مشاق ، بل هو يراها زيادة في الخير والثواب العظيم .
ومن الضروري للمنتظِر ان يرى اثار تلك النظرة الملكوتية سلبا او ايجابا من خلال اثار عمله الانتظاري هل هو في تصاعد ام في تنازل ، وكذلك من الممكن ان يرى اثار ذلك في عمله في نفوس الناس هل هو مؤثر ام لا ؟ وكذلك يرى اثار عمله في نفسه هل قد ترك على نفسه اثار ايجابية وروحية ام لا ؟ ..
على المنتظر ان يلتفت لتلك الامور ويجعلها نصب عبينيه حتى يزن نفسه واعماله ويجعلها في الميزان الألهي فعندها يتعرف على مدى قربه من الله تعالى ومن صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
فأنظر في نفسك اين محلك من هذا ، وكم قطعت من طريقه .وهل انت من ظاهر المنتظرين ، ام من صادق وحقيقية المنتظرين .
لولا أنّ الله تعالى قد مَنّ علينا بأهل البيت عليهم السلام ؛ ليرحمنا ؛ لما أبقى سبحانه عليها من باقية ، لكنه تعالى اسمه رحيم رحمان ودود منان لطيف ذو الفضل والإحسان ؛ نعم الرب ربنا ،عليه نتوكل واليه المصير..
المصدر :
الحاني /تحف العقول /ص 199.
تعليق