إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

((لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


    قال الإمام علي ابن ابي طالب (عليه السلام )لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان ) (1)
    جعل الله سبحانه وتعالى لكل كائن حي نظاميّن ,نظاماً للجذب وآخر للدفع , نظاماً لجذب الأمور المفيدة , وآخر لدفع وطرد الأمور المضّرة ,وكذا الأمر في نفس الإنسان وروحه فهو استعداد لكلا الأمرين وهو موجود فيها بالفطرة حتى تستقيم النفس فلا بُدّ من عامل جذب نفسي نتقبل به الأفراد المفيدين لنا ونتقرب اليهم ونتعلم منهم ,وفي المقابل لابُدّ من عامل دفع وطرد نعادي به الأفراد المضرين لمصيرنا ومصير المجتمع ,
    إن النفس البشرية كونها لا تحتوي على العلم فقط بل لابدّ لها من العاطفة او الأحاسيس, فهي في نفس الوقت لا تحتوي على الاحاسيس الايجابية فقط , بل ضمت احاسيساً سلبية كذلك ,فكما ان الفرح قد غُرس فينا فكذلك الحزن ,فإن الله تبارك وتعالى اوجد فينا قابلية الضحك كما اوجد قابلية البكاء , ولكل منهما دور مهم في حياة الإنسان ,فنحن نحتاج الى الضحك في محله ,ونحتاج للبكاء في محله ,فإذا عطلنا احدهما فإننا عطلنا جزءاً من وجودنا وسيصبح خلقه فينا والعياذ بالله لغواً حينئذٍ .
    كما إن الله تبارك وتعالى خلق فينا المحبة لنبرزها للآخرين الذين يخدموننا أو للأفراد الّذين يملكون كمالاً ما او نور الهي ,سواء كان كمالاً جسدياً أو روحياً أو عقلياً, فعندما يتعرف المرء على انسان يمتلك كمالاً ما فإنه ينجذب اليه ,كما يوجد في الإنسان شيء يقابل المحبة موجوداً في فطرته وهو البغض والعداوة , يبرزه الإنسان لمن اراد به السوء والأذى , وهذا امراً فطرياً, وليس هناك عدواً اعدى من الذي يريد سلب الدين عن الإنسان ، فهذا العدو اشد الأعداء ضراوة ؛ لأنه يريد سلب السعادة والطمأنينة من الإنسان , قال الله تبارك وتعالى (( إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً )) (2)
    فالشيطان عدو لنا ؛ لأنه يريد سلب ديننا ومبادئنا عنا , ولا يمكن في حال من الأحوال أن نتصالح مع الشيطان , وإذا حدث أن تصالح إنسان مع الشيطان فسينقلب ذلك الإنسان بنفسه ويصير شيطاناً ,ولا بُدّ حينئذٍ من معاداة اعداء الله تبارك وتعالى ؛ لأن الإنسان إذا لم يعادِ اعداء الله ويبغضهم سيصبح بالتدريج منهم , ويكون سلوكه كسلوكهم , وسيقبل اعمالهم وافعالهم واقوالهم , نتيجة لمعاشرته لهم.
    قال الله تعالى في كتابه الكريم في وصف نبيه ابراهيم عليه وعلى نبينا وآله افضل الصلاة والسلام ((قد كانت لكم أُسوةٌ حسنةٌ في ابراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ))(3)
    هنا يحثنا القرآن على التأسي بالنبي ابراهيم (عليه السلام ) إذ إن النبي ابراهيم (ع) له منزلة خاصة في الثقافة الإسلامية بل انه هو الذي اطلق اسم الإسلام على ديننا ((هو سماكم المسلمين من قبل ))(4)
    هنا ننظر الى الفعل الذي اتخذه سيدنا ابراهيم (ع) مع قومه الّذين عادوه واصحابه , حيث قالوا لهم (إنا براء منكم )و (كفرنا بكم )اي انهم اعلنوا البراء منهم ومن افعالهم , هكذا نحن مع اعداء الدين واعداء آل البيت (عليهم السلام )فالذي نفعله نحن بلعننا لأعداء الحسين (ع)واعداء الإسلام إنما هو امر من الله تبارك وتعالى وهو تأسي بسيدنا ابراهيم (ع) واصحابه .
    وعن رسول الله محمدٍ (ص) قال (تقربوا الى الله تعالى ببغض اهل المعاصي , وألقوهم بوجوه مكفهرة ,والتمسوا رضا الله بسخطهم ,وتقربوا الى الله بالتباعد منهم )) (5).

    الحمد لله رب العالمين



    مقتطفات من كتاب احياء عاشوراء
    المصادر:
    1.بحار الانوار /المجلسي , ج/ 24,ص318.
    2.سورة فاطر /الآية (6)
    3.سورة الممتحنة /الآية (4)
    4.سورة الحج / الآية(78)
    5.ميزان الحكمة .محمد الري شهري /.جزء 3 /ص 328

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

    قال الله تعالى :
    قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } التوبة 24.

    ان الله تعالى خلق الانسان من اديم الارض ،فهو عاشق للدنيا ومادتها ،ونفخ فيه من روحه ،فهو يسموا بروحه فوق المادة ،وهنا المحك والاختبار ،والهدف من الخلقة ،ووجود الجنة والنار ،والاختيار بينهما بملئ الارادة وسبق الاصرار ،فان اراد الانسان الاخرة وسعى لها سعيها ،فاز بالجنان والنعيم ،وان طلب الدنيا ،وزينتها الخادعة ،ركن اليها ،وجذبته الى الارض وحطامها الفاني ،وكان من الخاسرين ،وتتفاوت اعمال البشر وسلوكهم تبعا لهذين الامرين المتضادين (...ولا يظلم ربك احدا...).

    والدنيا والاخرة كما جاء عن امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هما ضرتان ،فالاية الشريفة اعلاه ،بين الله تعالى الحب الحقيقي ،فهو ليس للمال ،ولا للاب والولد والزوج والعشيرة والمسكن والتجارة ،انما هو لله تعالى ،ولرسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم ،وايضا للجهاد في سبيل الله تعالى ،لان في الجهاد الحفظ لبيضة الاسلام ،ولاعلاء كلمة لا اله الا الله في الارض ،لانه لا تحلو الحياة مع الظلم ،والكفر ،ولحكمة الشارع المقدس ،صار التبري والتولي من فروع الدين الاسلامي الحنيف ،فالموالاة لاوليائه ،والتبري من اعدائه ،هما عنوان المؤمن الصادق ،اما الذي يصالح ويسامح اعداء الله تعالى ،فهو ليس من الله في شئ ،وذلك هو المنافق الذي شمله الله تعالى ببغضه في اكثر من اية في قرانه العظيم وجعله من اصحاب النار مع القوم الكافرين .

    ان معاوية بن ابي سفيان لعنه الله تعالى عندما قتل خيرة اصحاب امير المؤمنين عليه السلام في مرج عذراء ،وهم حجر بن عدي واصحابه عليهم رضوان الله تعالى ،سئل احد الشاميين من قتل حجر بن عدي ،اجاب قتل سيدنا معاوية اصحاب سيدنا علي ؟؟؟
    هنا المفارقة !!!

    اما ان يكون مولاك علي ،او عدوه اللعين .

    اللهم صل على محمد وال محمد وارزقنا حبهم وموالاتهم ،ونبرا اليك من اعدائهم وظالميهم .

    احسنتم وفقكم الله تعالى ورزقنا الله تعالى واياكم والمؤمنين حب محمد وال محمد ،وشفاعة محمد وال محمد ،امين رب العالمين

    تعليق

    يعمل...
    X