
((مـلامـح واهـوال دار العـذاب ))
حذر الله تعالى الناس بقوله((يآأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَئٌ عَظِيم))(1)
تحذير من القوي العزيز ووعد ووعيد من هول المطلع، يوم القيامة الذي من اشتراطه وعلاماته خراب الأرض واندكاك الجبال بل وانقلاب كل ماهو مألوف وطبيعي عند البشرلقوله تعالى و((إِذَا رُجَّت الأرضُ رَجًّا* وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسًّا* فَكَانَت هَبَآءً مُّنبَثاً))
وإذا((وَخَسَفَ القَمَرُ*وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالقَمَرُ*يَقُولُ الإنسَانُ يَومَئِذٍ أينَ المَفَرُّ))من عذاب الله لامفر ولا ملجأ هنالك
وإذا((وَخَسَفَ القَمَرُ*وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالقَمَرُ*يَقُولُ الإنسَانُ يَومَئِذٍ أينَ المَفَرُّ))من عذاب الله لامفر ولا ملجأ هنالك
إذن هي مشاهد الانقلاب التام الممهد لموقف الحساب فلا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا جبال فقد اهتزكل شيء وتحرك كل من مكانه،فتلك الجبال الرواسي اصبحت يومها فتيتاً ورميماً متطايراً في الهواء وهذه الأرض المنبسطة زلزلت ورجت واضطربت دافعة بكل مابجوفها من موتى وفي وسط هذا كله يأمر الله سبحانه وتعالى للجحيم أن استعري فتؤجج نيرانها،وإلى الجنة أن تهيئ فتلبس حلته وتتزين بزينتها
((فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولآئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ*وَمَن خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولآئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهُم في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ))فلا تقبل يومئذ الأعذار
وقد روي في الكافي عن علي بن الحسين السجاد عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم عزلاً مهلاً جرداً مرداً،في صعيد واحد يسوقهم النور، وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا المحشر فيركب بعضهم بعضاً ويزدحمون دونها فيمنعون من المضي وقتئذ أنفاسهم ويكثر عرقهم وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترتفع أصواتهم
قال عليه السلام:وهو أول هول من أهوال يوم القيامة،وقال عليه السلام:فيأمر الجبار ملكاً من الملائكة فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار،فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداعي،فعند ذلك يقول الكافر هذا يوم عسير
فقال عليه السلام:فيشرف الله الحكم العدل فيهم فيقول((أنا الله لا إله إلا أنا الحكم العدل الذي لا يجور اليوم،أحكم بينكم بعدلي وقسطي لا يظلم اليوم عندي أحد،أخذ للضعيف من القوي بحقه ولصاحب الظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات،وأثيب على الهبات،ولا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم ولا أحد عنده مظلمة إلا مظلمة يهبها لصاحبها وأثيبه عليها وآخذ له بها عند الحساب فتلازموا أيها الخلائق واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا وأنا شاهد لكم بها عليهم وكفي بي شهيداً))
قال عليه السلام:فيتعارفون ويتلازمون فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها
فيمكثون ماشاء الله فيشتد حالهم فيكثر عرقهم،ويشتد غمهم وترتفع أصواتهم بضجيج شديد فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها
فيمكثون ماشاء الله فيشتد حالهم فيكثر عرقهم،ويشتد غمهم وترتفع أصواتهم بضجيج شديد فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها
ويطلع الله عزوجل على جهدهم فينادي مناد من عند الله عزوجل يسمع آخرهم كما يسمع أولهم، يامعشر الخلائق أنصتوا إن الله تبارك وتعالى يقول لكم أنا الوهاب إن أحببتم أن تواهبو فتواهبو وإن لم تتواهبو أخذت لكم بمظالمكم،فيفرحون بذلك لشدة جهدهم وضيق مسلكهم وتزاحمهم،فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلصوا مما هم فيه ويبقى بعضهم فيقول يارب مظالمنا أعظم من أن نهبها
فيأمر الله عزوجل أن يطلع من الفردوس قصراً من الفضة بما فيه من الآنية والخدم،فينادي منادي من عند الله تبارك وتعالى،يا معشر الخلائق هذا لكل من عفا عن مؤمن
قال عليه السلام:فيعفون كلهم إلا القليل،فيقول الله عزوجل لايجوز جنتي اليوم ظالم ولا يجوز إلى ناري اليوم مظلوم ولا أحد من المسلمين عنده مظلمة حتى نأخذه منه عند الحساب
قال عليه السلام:فيعفون كلهم إلا القليل،فيقول الله عزوجل لايجوز جنتي اليوم ظالم ولا يجوز إلى ناري اليوم مظلوم ولا أحد من المسلمين عنده مظلمة حتى نأخذه منه عند الحساب
ثم يقول عزوجل((أيها الخلائق استعدوا للحساب))
إنها كلمات قليلة لكنها مُخيفة (استعدو للحساب) لو نفكر أخوتي قليلاً اذا كان أحداً يطلبك مبلغاً من المال ويدق عليك الباب ليتحاسب معك ويأخذ مبلغه منك ولم يكن المبلغ معك ستكون مغموماً وحائر كيف تدبر المال وانت بين أهلك واصدقائك وبأي طريقة تتمكن من تدبير المال، لكن في يوم الحساب الذي تكون أنت مع الله وحدك ومع من ظلمته. أو أخذت ماله ولم ترجعه. أو أخذت غيبته. ويطلبون منك حقه ماذا تعمل، اذكر نفسي واذكركم أخوتي وأخواتي وبالخصوص الشباب الذين يجهلون الأحكام الشرعية ولا يستفسرون عنها اذا كان في حلال الدنيا حساب. وحرمها عقاب. فيجب علينا أخوتي من المؤمنين والمؤمنات أن نحاسب أنفسنا في كل يوم في حلال الدنيا أنه صحيح مالك وحلالك لكنه يجب التصرف فيه بما يرضي الله سبحانه وتعالى، والورع الورع عن حرامها لأن حرامها سيهلكك إلى نار جهنم ولا يفيد الندم حينئذ
((اللهم أرحمنا ولا تحرمنا من رحمتك يارحم الراحمين))
1-المصدر:رحلة الإنسان الى عالم البرزخ والقيامة
تعليق