بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الأمانة شعار وخلق للعامل في المؤسسة الدينية ..اللهم صل على محمد وآل محمد
اتفقت كل الانسانية – سواء كانوا من أهل الديانات او من الملحدين – على حبها للأمانة وبغضها وكرهها للخيانة ، وأن الأمانة والخيانة نقيضان لا يجتمعان في الشخصية الإنسانية .
وفي ديننا الاسلامي الحنيف هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدعو للأمانة ، وكذلك هناك الكثير من الاحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك احاديث كثيرة قد وردت عن الائمة المعصومين عليهم السلام تؤكد على ضرورة كون المؤمن أميناً ، وعليه أداء الأمانة للبر والفاجر ، وكذلك عليه أداء الأمانة ولو لقتلة أولاد الأنبياء كما ورد . وكان مجمل هذه الاحاديث يحث على الأمانة وينهى عن الخيانة .
والعامل او الموظف غالباً يكون من صفاته الأمانة ، فكيف والحال إذا كان هذا العامل يعمل في مؤسسة دينية مقدسة وعظيمة الشأن ولها الكثير من القدسية والرفعة ، مثل العتبة الحسينية المقدسة .
وسأنقل لكم – بأمانة - حادثتين وقعتا في سيارات العتبة الحسينية المقدسة والتي يعمل فيها رجال من هذه المؤسسة الكريمة الشريفة المقدسة ، التي يتشرف ابنائها بأن يطلق عليهم لقب ( خدام الإمام الحسين عليه السلام ) ، والحادثتان هما :
الحادثة الأولى : وهي ، عند نقل احد الوفود الدينية من مطار النجف الدولي إلى مدينة كربلاء المقدسة نسى مسؤول الوفد حقيبة صغيرة فيها مبالغ نقدية كبيرة ، فكان من سائق الحافلة أن قام بإيصالها الى المسؤولين ، مما حدا بالجهات المسؤولة أن قامت بتكريمه بمبلغ من المال مع توجيه كتاب شكر له على صنيعه هذا وللأمانة التي يحملها .
الحادثة الثانية : هي ايضا في الحافلات وأثناء الزيارة الشعبانية قام أحد الأخوة المؤمنين – من القراء والمتابعين لدورات القرآن الكريم - بنسيان جهازه ( الموبايل ) في سيارة العتبة التي كانت تنقل الزوار الى جسر الضريبة ، وعندما تفقد جهازه ولم يجده قام بالاتصال على رقمه الموجود في جهازه المفقود ، وقد اجابه سائق الحافلة قائلاً : انا سائق الحافلة ، وقد وجدت هذا الموبايل على أحد كراسي الحافلة وان شاء الله اعيده إليكم ، وبعد تكرر الاتصال وجد ان الموبايل مغلق وبقي مغلق لفترة امتدت لاكثر من اسبوع مما حدا بصاحب الموبايل ان يقطع رجاءه واضطر لقيامه باتلاف شريحة الموبايل في الشركة وتعطيلها .
هذا موقفان موقف للأمانة وموقف للخيانة وقد صدرا من اشخاص يعملان في مؤسسة أقل ما يقال أنها تمثل الدين وأنها بمثابة ( الملح ) ، والملح كما يعرف هو مادة توضع للشيء حتى لا يفسد ، فكيف لو أن الملح قد فسد ، فبأي شيء يملح ؟
نحن نعرف أن منتسبي العتبة بأعداد كبيرة وفيهم الصالح والطالح ، ولكن رجائنا للقائمين على هذه العتبات والمسؤولين فيها التدقيق كثيراً ، والمتابعة المستمرة للعاملين لديها لأنهم يمثلون هذه المؤسسة الكريمة المقدسة .
وللحقيقة فإن العاملين في العتبات المقدسة من النماذج الجيدة والرائعة ولكن كما يقال لكل قاعدة شواذ .
وفق الله العاملين في العتبات لكل خير ولخدمة زوار الأئمة الكرام عليهم السلام .
ووفق الله المؤمنين والمؤمنات للأخلاق الكريمة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا .
تعليق