الظلم

[العكايشي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللَّهُمَّ صلِّ على محمد وآلِ محمد وصلِّ على حُجَّتك الوفيِّ ووليِّكَ الزَّكيِّ وأمينك المُرتضى وصفيِّك الهادي وصراطك المُستقيم والجادَّةِ العُظمى والطَّريقة الوسطى نُور قلُوب المُؤمنين ووليِّ المُتَّقين وصاحب المُخلصين
الظلم

إياك والظلم لعباد الله فإن جميع طوائف العالم اجمعوا على قباحته وتواعد القران الكريم الظالمين ولعنهم وذمت الاخبار الظالمين وهددتهم

وروي ان ساعة الظلم والجور هي عند الله اسوأ من ستين عاما من الذنوب

وقال عز من قائل : (والله لا يحب الظالمين)

وري عن شفيع الامة محمد صلى الله عليه واله وسلم قوله : ((انه ليأتي العبد يوما القيامة قد سرته حسناته فيجيء الرجل فيقول : يا رب ظلمني هذا فيؤخذ من حسناته فيجعلها مع حسنات الذي سأله فما يزال كذلك حتى لا يبقى له حسنة فإذا جاء من يساله نظر الى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل فلا يزال يستوفي منه حتى يدخل النار .

وري عن وصية امير المؤمنين علي عليه السلام قوله : ((من ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده )) ((واياك الظلم فإنه اكبر المعاصي)) (( والظلم يزل القدم ويسلب النعم ويهلك الامم))

((اخسركم اظلمكم))

وروي عنه عليه السلام ايضا : (( والله لأن ابيت على حسك السعدان مسهدا ، او جر في الأغلال مصفدا ، احب الي من ان القى الله ورسوله يوم القيامة ظالما ببعض العبادة وغاضبا لشيء من الحطام ، وكيف اظلم احد لنفس يسرع إلى البلى قفلوها ويطول في الثرى حلولها))

وري عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن ابائه عليهم السلام قال : ((كان علي عليه السلام يقول : العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة))

فتنبه ايها العزيز واجعل سيرتك العدل وتجنب ظلم عبادة الله فإن شرف صفة العدل خارج عن حيز الوصف وحده ويكفيك في ذلك ان ترى رجال العدل قد ضمهم التراب لكن ذكرهم يملأ الافاق وبهم تضرب الامثال ويتحسر الناس لدولهم .

بينما يمر بعدهم الاف الحكام الذين تطوى صفحتهم ويمحى ذكرهم بسبب ظلمهم لأن الناس كانوا ينتظرون ساعة اخلاص منهم ولم يجدوا .

[نور المجتبى]

احسنتم اخي الفاضل (العكايشي) وفقكم الله لكل خير

هناك مراتب للظلم ياحبذا لو كنتم ذكرتموها
***
قال تعالى : {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا}
وقال سبحانه : {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين}
وآيات كثيرة في القرآن الكريم توضح ظلم العبد لنفسه وأن هذا الظلم على نوعين :
الشرك ، وهو أعظم الظلم
قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}
أما ظلم العبد لغيره بان يعتدي على ماله ونفسه وغيرهما ، فهو ماذكر في قوله تعالى :
{إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم}


قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : «إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ،
ثم قرأ : {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} »

دمتم موفقين .