بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
سلسلة كيف اطرح درسي
ملاحظة :
اولا : ان هذه الدروس هي للاساتذة المبتدئين حصراً
ثانيا : كل مايطرح هو نابع من وجهة نظري القاصرة ممكن النقاش في اي مسالة
ها
الجزء الاول من الحلقة الاولى : كيفية تلخيص الدرس الى جملة من المطالب او المسائل ؟
نماذج مختارة
النموذج الاول من كتاب عقائد الامامية للشيخ المظفر رحمه الله
عقيدتنا في المهديّ
1ــ إنّ البشارة بظهور المهديّ من ولد فاطمة في آخر الزمان ليملا الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ثابتة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتواتر، وسجّلها المسلمون جميعاً فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف مشاربهم .
وليست هي بالفكرة المستحدثة عند الشيعة دفع إليها انتشار الظلم والجور فحلموا بظهور من يطهّر الارض من رجس الظلم ، كما يريد أن يصوّرها بعض المغالطين غير المنصفين .
رقم (2)
2ــ ولو لا ثبوت فكرة المهدي عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشبَّعت في نفوسهم واعتقدوها ، لما كان يتمكّن مدّعو المهدية في القرون الاولى ـ كالكيسانية والعباسيين ، وجملة من العلويين وغيرهم ـ من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلباً للملك والسلطان ، فجعلوا ادّعاءهم المهدية الكاذبة طريقاً للتأثير على العامة ، وبسط نفوذهم عليهم .
ونحن مع ايماننا بصحّة الدين الاسلامي ، وأنّه خاتمة الاديان الالهية ، ولا نترقَّب ديناً آخر لاصلاح البشر، ومع ما نشاهد من انتشار الظلم ، واستشراء الفساد في العالم على وجه لا تجد للعدل والصلاح موضع قدم في الممالك المعمورة ، ومع ما نرى من انكفاء المسلمين أنفسهم عن دينهم ، وتعطيل أحكامه وقوانينه في جميع الممالك الاسلامية ، وعدم التزامهم بواحد من الالف من أحكام الاسلام ، نحن مع كل ذلك لابدّ أن ننتظر الفرج بعودة الدين الاسلامي إلى قوّته وتمكينه من إصلاح هذا العالم المنغمس بغطرسة الظلم والفساد .
ثمّ لا يمكن أن يعود الدين الاسلامي إلى قوّته وسيطرته على البشر عامة ، وهو على ما هو عليه اليوم وقبل اليوم من اختلاف معتنقيه في قوانينه وأحكامه وفي أفكارهم عنه ، وهم على ما هم عليه اليوم وقبل اليوم من البدع والتحريفات في قوانينه والضلالات في ادّعاءاتهم .
نعم ، لا يمكن أن يعود الدين إلى قوّته إلاّ إذا ظهر على رأسه مصلح عظيم ، يجمع الكلمة ، ويرد عن الدين تحريف المبطلين ، ويبطل ما ألصق به من البدع والضلالات بعناية ربّانية وبلطف إلهي ، ليجعل منه شخصاً هادياً مهدياً ، له هذه المنزلة العظمى ، والرئاسة العامّة ، والقدرة الخارقة ، ليملا الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظملاً وجوراً .
رقم (3)
3ــ والخلاصة : أنّ طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في الفساد والظلم ـ مع الايمان بصحّة هذا الدين ، وأنّه الخاتمة للاديان ـ يقتضي انتظار هذا المصلح المهدي لانقاذ العالم ممّا هو فيه .
ولاجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة ، بل الامم من غير المسلمين ، غير أنّ الفرق بين الامامية وغيرها هو أنّ الامامية تعتقد أنّ هذا المصلح المهدي هو شخص معيّن معروف ولد سنة 256 هجرية ولا يزال حياً ، هو ابن الحسن العسكري واسمه محمّد ، وذلك بما ثبت عن النبي وآل البيت من الوعد به ، وما تواتر عندنا من ولادته واحتجابه .
رقم (4)
4ــ ولا يجوز أن تنقطع الامامة وتحول في عصر من العصور وإن كان الامام مخفياً ، ليظهر في اليوم الموعود به من الله تعالى ، الذي هو من الاسرار الالهية التي لا يعلم بها إلاّ هو تعالى .
ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدة الطويلة معجزة جعلها الله تعالى له ، وليست هي بأعظم من معجزة أن يكون إماماً للخلق وهو ابن خمس سنين يوم رحل والده إلى الرفيق الاعلى ، ولا هي بأعظم من معجزة عيسى إذ كلّم الناس في المهد صبياً وبعث في الناس نبياً .
رقم (5)
5ــ وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي ـ أو الذي يتخيّل أنّه العمر الطبيعي ـ لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها ، غير أنّ الطب بعد لم يتوصّل إلى ما يمكّنه من تعمير حياة الانسان ، وإذا عجز عنه الطب فانّ الله تعالى قادر على كلّ شيء ، وقد وقع فعلاً تعمير نوح وبقاء عيسى (عليهما السلام) كما أخبر عنهما القرآن الكريم .
ولو شك الشاك فيما أخبر به القرآن فعلى الاسلام السلام .
ومن العجب أن يتساءل المسلم عن إمكان ذلك وهو يدّعي الايمان بالكتاب العزيز !!
رقم(6)
6ــ وممّا يجدر أن نذكره في هذا الصدد ونذكّر أنفسنا به : أنّه ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ المهدي أن يقف المسلمون مكتوفي الايدي فيما يعود إلى الحق من دينهم ، وما يجب عليهم من نصرته ، والجهاد في سبيله ، والاخذ بأحكامه ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
بل المسلم أبداً مكلّف بالعمل بما أنزل من الاحكام الشرعية ، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة ، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكّن من ذلك وبلغت إليه قدرته ، كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته .
فلا يجوز له التأخّر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشّر الهادي ، فإنّ هذا لا يسقط تكليفاً ، ولا يؤجّل عملاً ، ولا يجعل الناسَ هملاً كالسوائم .
************************************************** ****
قبل الذكر نقول :
اولا : يجب على الاستاذ قراءة الدرس بصورة اجمالية ويشير بالقلم على جملة من المطالب اشارة اليها صاحب الكتاب كما هو مرقم اعلاه .
ثانيا : يتخير الاستاذ بحسب صنعته الى تقسيم الدرس الى مسائل او مطالب او امور او نقاط وهذا لا يضر بنوعية الدرس بشيءٍ .
الدرس ملخص بستة نقاط كما هو واضح
فيقول : ان البشارة بالمهدي ع ثابتة , هذه المسالة تحتاج الى دليل حيث انها دعوى وكل دعوى تحتاج الى دليل[1] . هذه هي المسالة الاولى .
المسالة الثانية : المسالة الثانية التي تعرضة لها المصنف كماهو مرقم (2) استدل المصنف على اثبات عقيدة المهدي من خلال ادعاء بعض الكيسانية والعباسيين على استغلال الناس في الدعوى لهم من خلال عقيدة المهدي عليه السلام وانه اي نوع من انواع الدليل وعلى كل حال انه عائد الى جذور تاريخية وانه بحسب وجهة نظري دليل خطابي .
تبقى مسالة كيف اعرف ان المصنف قد ذكر دليل على الدعوى حتى ينفرد بنقطة اساسية ؟
الجواب : تارة يذكر الدليل بعبارات صريحة ويستخدم بعبارات نحو (والدليل عليه كذا , او لانه كذا او , لولا كذا لما صار كذا , او والشاهد كذا , وهكذا بقية العبارات )
وتارة يذكر الدليل من دون تصريح , هذا وان كان يشكل نوع من الصعوبة في تحديده كدليل
لكني اعتقد ان سياق الموضوع من خلال قراءة الاستاذ للمادة سوف يعلم ان وحدة السياق مستعملة كدعوى ودليل في نفس الوقت .
مثال على ذلك : لو اردنا ان نثبت دعوى وحدانية الله تعالى فنقول( الله واحد احد قال الله تعالى . لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا) نلاحظ ان المدعي لم يصرح بادوات تدل على ان الاية الكريمة دليل على الدعوى لكن وحدة سياق الكلام تدل وتشعرعلى ان الاية هي دليل على دعوى وحدانية الله تعالى .
تابع ...الجزء الثاني من الحلقة الاولى ...
[1] سوف يأتي ان شاء الله , في ماهي الالية في اثبات هذه المسائل او المطالب للدرس عموماً
تعليق