
الحمد لله الذي خلق الخلق والأنوار، وأضاء بنوره الأقطار، وجعل بيده مفاتيح الأقدار، وغيب بحكمته علم الغيب والأسرار، وقهر بجبروته المشركين والكفار، واحرق بعدله المفسدين والأشرار، وأوقد جهنم لأعداء محمد المختار واله الأخيار، وقد جعل الله محمدا نورا للشموس والأقمار، وتجلت فيه قدرات الجبار، ونصبه ربه إماما على المرسلين الأبرار والأنبياء الأحرار،
قال الإمام الصادق(عليه السلام):
((إن أول من سبق الرسل إلى (بلى) رسول الله (صلى الله عليه واله) وذلك انه كان اقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى)).
وجاء في علل الشرائع عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال:
إن بعض قريش قالوا لرسول(صلى الله عليه واله): بأي شيء سبقت الأنبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال(صلى الله عليه واله): إني كنت أول من اقر بربي جل جلاله وأول من أجاب، حيث اخذ الله ميثاق النبيين(أي في عالم الذر) وأشهدهم على أنفسهم(الست بربكم)
قالوا


وفي بصائر الدرجات عن الإمام الصادق(عليه السلام)قال:
سئل رسول الله(صلى الله عليه واله) بايء شيء سبقت ولد ادم قال: (( إني أول من اقر ببلى، إن الله اخذ ميثاق النبيين
وأشهدهم على أنفسهم(الست بربكم) قالوا(بلى) فكنت أول من أجاب)).
وعن تفسير العياشي عن زراة قال: قلت :لأبي جعفر الباقر(عليه السلام) (( ارايت حين اخذ الله الميثاق على الذر في صلب ادم فعرضهم على نفسه ،كانت معاينة منهم به فقال: نعم يا زرارة وهم ذر بين يديه واخذ عليهم بذلك الميثاق بالربوبية ، ولمحمد(صلى الله عليه واله) بالنبوة ,
ثم كفل لهم بالأرزاق، وأنساهم رؤيته واثبت في قلوبهم معرفته، فلا بد من أن يخرج الله إلى الدنيا كل من اخذ عليه الميثاق، فمن جحد مما اخذ عليه الميثاق لمحمد لم ينفعه إقرار لربه بالميثاق، ومن لم يجحد ميثاق محمد نفعه الميثاق لربه)) .
فعالم خلق البشر كالذر واخذ الميثاق من المخلوقين من البشر والأنبياء والمرسلين ، كان له هدفين أساسيين :
الأول: الإقرار لله جل جلاله بالربوبية من كل البشرية قاطبة.
الثاني: الإيمان بمحمد(صلى الله عليه واله) ونصرته أيضا من كل الأنبياء والبشر منذ ادم (عليه السلام) إلى آخر يوم من الدنيا ، وهذه خاصية للرسول الأكرم دون غيره من كل المخلوقات في السماوات والارضين ، فسلام الله على سيد المرسلين محمد(صلى الله عليه واله) الطاهرين .
والحمد لله رب العالمين

تعليق