واليك مجملا من حقوق الطلاب:
1ـ يجدر بأولياء الطلاب والمعنيين بتربيتهم وتعليمهم , ان يختاروا لهم أساتذة أكفاء, متحلين بالامانة وحسن الخلق, ليكونوا قدوة صالحة ونموذجا حسنا لتلامذتهم .
فالطالب شديد التأثر والمحاكاة لأساتذته ومربيه, وسرعان ما تنعكس في نفسه صفاتهم واخلاقهم , ومن هنا وجب اختيار المدرسين المتصفين بالاستقامة والصلاح .
2_ومن حقوق الطلاب : ان يستشعروا من اساتذتهم اللطف والاشفاق فيعاملوهم معاملة الابناء, ويتفادون جهدهم عن احتقارهم واضطهادهم, لان ذلك يحدث رد فعل سيء فيهم, يوشك ان ينفرهم من تحصيل العلم . لذلك كان من الحكمة في تهذيب الطلاب وتشجيعهم على الدرس مكافأة المحسن منهم بالمدح والثناء, وزجر المقصر منهم بالتأنيب والتقريع, الذي لا يجرح العاطفة ويهدر الكرامة ويحدث رد فعل في الطالب.
انظر كيف يوصي الامام زين العابدين بالمتعلمين, في رسالته الحقوقية, فيقول : {عليه السلام}:واما حق رعيتك بالعلم, فان تعلم ان الله عز وجل انما جعلك قيما لهم فيما أتاك من العلم, وفتح لك من خزائنه, فان احسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم, ولم تضجر منهم, زادك الله من فضله, وان انت منعت الناس علمك او خرقت بهم عند طلبهم العلم منك, كان حقا على الله عز وجل ان يسلبك العلم وبهاءه, ويسقط من القلوب محلك .
3ـ يجدر بالاساتذة ان يراعوا استعداد الطالب ومستواه الفكري, فيتدرجوا به في مراقي العلم حسب طاقته ومؤهلاته الفكرية, فلا يطلعونه على ما يسمو على افهامه, وتقصر عنه مداركه. مراعين الى ذلك اتجاه الطالب ورغبته فيما يختار من العلوم, حيث لا يحسن قسره على علم لا يرغب فيه, ولا يميل اليه.
4_ ويحق للطلاب على اساتذتهم ان يتعاهدوهم بالتوجيه والارشاد في المجالات العلمية وغيرها من آداب السيرة والسلوك لينشأ الطلاب نشأة مثالية ويكونوا نموذجاً رائعاً في الاستقامة والصلاح .
وألزم النصائح واجدرها بالاتباع ان يعلم الطالب اللبيب انه يجب ان تكون غايته من طلب العلم هي , كما اشرنا اليه_ هي تزكية النفس وتهذيب الضمير والتوصل الى شرف طاعة الله تعالى ورضاه وكسب السعادة الابدية الخالدة فأن لم يستهدف الطالب تلك الغايات السامية كان مادياً هزيل الغاية والمأرب لم يستثمر العلم استثماراً واعياً .
واصدق شاهد على ذلك الامم المتحضرة اليوم فأنها رغم سبقها وتفوقها في ميادين العلم والاكتشاف تعيش حياة مزرية من تفسخ الاخلاق وتسيب القيم الروحية وطغيان الشرور فيها لنزعتها المادية وتجردها من الدين والاخلاق وغدت من جراء ذلك تتبارى بأفتك الاسلحة للقضاء على خصومها ومنافسيها مما صَير العالم بركاناً ينذر البشرية بالدمار والهلاك .
هذه لمحات خاطفة من حقوق الاساتذة والطلاب ومن شاء التوسع فيها فليرجع الى ماكتبه علماء الاخلاق في آداب المعلمين والمتعلمين وحقوق كل منهما على الاخر .
المصادر:
1_ البحار ص 62, عن صحيفة الرضا (عليه السلام) وعيون اخبار الرضا
2_الوافي ج1ص46 , عن الكافي
3_ البحار م 1 ص 75 عن بصائر الدرجات للشيخ محمد بن الحسن الصفار
4_ الوافي ج 1 ص 42 عن الكافي
5_ رسالة الحقوق للامام السجاد (عليه السلام)
6_البحار م1 ص 58 عن امالي الشيخ ابي علي ابن الشيخ الطوسي
7_ الوافي ج1 ص 42 عن الكافي
8_ الوافي ج 1 ص36 عن الكافي
9_ البحار م1 ص 56 عن بصائر الدرجات
تعليق