
ان الله خلق الانسان واخرجه من بطن امه صفحة بيضاء نقية خالية من ملوثات الزمان واودعه الى ابويه وجعل في قلبهما المحبة والرحمة اليه فهما اللذان يخطان صفحته البيضاء فان كان خيراً اعطت نتائج ايجابية وان كان سوءً اعطت نتائج سلبية وكان وبالاً على المجتمع لان الولد يبرمج برمجة دقيقة على ضوء تربيته كما يبرمج العقل الآلي مثلاً وسيبقى رهين هذه التربية طيلة عمره اما لو اهمل الاباء ابناءهم ولم يبرمجوهم ويربوهم تربية صالحة فسوف يكونون بذلك مثاراً للتعب والشقاق
اذ ان الطفل مقلد بذاته وطبعه وهي من الفطرة التي فطره الله عليها فان شاهد سلوكاً معيناً من الابوين اواي شخص يكون هو بمثابة قدوة له سرعان ما يحاول تقليده وتعتبر هذه الحالة مهمة بالنسبة للطفل وهنا نرى ان الاباء هم الذين يسوقون ابنهم الى جهة معينة من خلال افعالهم وسلوكهم
ونلاحظ ان رسول الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم )اعطنا درس في التربية الصالحة التي تعطي ثمارها الايجابية على المستوى الشخصي والمستوى الاجتماعي قال (صلى الله عليه واله وسلم )
(ادبوا اولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب اهل بيته وقراءة القران)
(ادبوا اولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب اهل بيته وقراءة القران)
ولذا فان الاب الذي يعلم ابنه الحديث يؤدبه على الارتباط الوثيق باهل البيت (عليهم السلام) وحب منابع هذا العلم والعروة الوثقى التي ينجو من يتمسك بهم ولا شك ان هذه المرحلة هي اشد خطورة على مستقبل الامة الاسلامية اذ تتضمن وعي الفرد ونضجه فلو استطاع الاباء استثمار هذه المرحلة استثماراً حسناً لهيئوا اجيالاً صالحة تأخذ بزمام المجتمع الى شاطئ الامان والسعادة في الدنيوية والاخروية.... الموعضة الحسنة
ونرى في رسالة الحقوق للأمام علي ابن الحسين (عليهما السلام) يصور فيها حق الابناء على الوالدين حيث قال (عليه السلام)
((واما حق ولدك فان تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وانك مسؤول عما وليته به من حسن الادب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان اليه معاقب على الاساءة اليه )) .... البحار
تعليق