كلمة سماحة المرجع الديني الكبير أية الله العظمي السيد محمد سعيد الحكيم (مد ظله)
التي القاها في مؤتمر المبلغين والمبلغات الثامن والعشرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و لعنة الله على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين ..
(قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني و بينكم و أوحي الي هذا القران لأنذركم به و من بلغ ) صدق الله العلي العظيم
تحمل النبي الاكرم صلى الله عليه و اله و سلم مسؤولية التبليغ بشريعة الاسلام المقدسة فقام باعباء ذلك على اكمل الوجوه واتمها و قد رأى من الاذى و الظلم من جهال قومه ما وصفه بقوله صلى الله عليه و اله في الحديث المعروف ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ، و قد قابل ذلك بصبر عظيم و خلق عال داعيا الى سبيل به بالحكمة و الموعظة الحسنة فكان بذلك افضل قدوة وأعظم أسوة ، و قد روي عنه صلى الله عليه و اله انه قال في حجة الوداع ( ايها الناس اتقوا الله ما من شيء يقربكم من الجنة و يبعدكم من النار الا وقد نهيتكم عنه و امرتكم به ) .
وقد بين صلى الله عليه واله لامته معالم الحق من بعده وامرهم بالتمسك بالثقلين قائلاً (يا ايها الناس اني قد تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي )
وقد عمل اهل بيته صلوات الله عليهم بما فرض الله عليهم من رعاية الامة وهدايتها فكانوا الصراط المستقيم و الفرقان بين الحق و الباطل ، فبينوا للناس ما ورثوه من علوم جدهم صلى الله عليه واله ،وقد تجلى ذلك بوضوح في عهد الامام الصادق عليه السلام حيث كان صلوات الله عليه بصدد تربية جيل من العلماء و الرواة ففي حديث هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ( لما حضرت ابي الوفاة قال لي : يا جعفر اوصيك بأصحابي خيراً ، قلت جعلت فداك و الله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل احداً ) وقد انتشر اصحابه والرواة عنه في مختلف الامصار ،فقد ذكر الشيخ المفيد (قده) ان اصحاب الحديث قد جمعوا اسماء الرواة عنه (ع ) من الثقات على اختلافهم في الاراء و المقالات فكانوا اربعة آلاف .
وقد اشتهر امره صلوات الله عليه عامة المسلمين فقد روى بن عدي بسنده في الكامل عن عمرو بن ابي المقدام قال كنت اذا نظرت الى جعفر بن محمد علمت انه من سلاله النبيين ، وروى أيضاً عن عمرو بن ثابت قال رأيت جعفر بن محمد واقفاً عند الجمرة العظمى و هو يقول سلوني سلوني .
بل روى عن ابي حنيفة انه سُئل من أفقة من رأيت احداُ افقه من جعفر بن محمد .
وقد اكد صلوت الله عليه على شيعته ان يتفقهوا في الدين و يطلبوا العلم ، فقد ورد عنه عليه السلام أنه قال : (( حديث في حلال و حرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة ). و قد أمر صلوات الله عليه اصحابه أن يكتبوا العلم و يدونوه ليبقى ليبقى منار للأجيال ففي حديث المفضل بن عمر قال : قال لي أبو عبد الله (ع): (( أكتب وبث علمك في اخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون إلا بكتبهم )) ، وقد استمرت هذه السلسلة المباركة من الرواة الى ما بعد الغيبة الصغرى فجمعوا لنا وبعد جهد عظيم سنة النبي (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) في مختلف شؤون الدين والعقيدة وأحكام الشريعة فجزاهم الله عن الإسلام أهله خير الجزاء.
وما حلت الغيبة الكبرى إلا بعد قيام الحجة و وجود مصادر التشريع في متناول ايدي العلماء و الدارسين وبذلك بقي الاسلام و شريعته الغراء حياً نقياً بعيداً عن التأثر بالآراء و الأهواء و الظنون رغم التحديات العظيمة التي لا يخلو منها زمان ولا مكان .
وما حصل ذلك إلا بجهود كبيرة وعظيمة قام بها المبلغون في الاجيال السابقة واللاحقة ، فعلينا أن نعرف شرف هذه الوظيفة وأهميتها وأن نؤديها مع كمال الإخلاص لله تعالى و حُسن النية فإنه تعالى عالم بالسرائر مطلع الضمائر بيده أسباب التوفيق و التسديد .
وبحضور هذا الجمع المبارك نستذكر بعض الامور الهامة التي تفرضها طبيعة المناسبات الدينية التي نقترب منها و الظروف التي نعيشها و الاحداث التي تشغل الساحة .
الأول : يطل علينا شهر الله الأكبر (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان ) والذي يقول فيه الرسول الله (ص) ((وهو شهر عند الله افضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي و ساعاته أفضل الساعات و هو شهر دعيتهم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ... )).
فعلى المؤمنين (وفقهم الله تعالى) أن يحفظوا حرمة هذا الشهر العظيم ويؤدوا حقه في الإنابة إلى الله تعالى و التوبة إليه من الذنوب و التوجه إليه بقلوب صافية ونيات خالصة وأن يتورعوا فيه عن المحرمات و يسارعوا للخيرات ويتفقدوا ذوي الحاجات ... إلى غير ذلك مما يقربهم إلى الله تعالى ويجعلهم أهلاً لرحمتهِ وفضله .
الثاني : لقد قدم المؤمنون في هذا الظرف العصيب التضحيات الجسيمة مع كامل الاخلاص و الايثار فسطروا أروع الملاحم في ساحات القتال مع قلة الامكانات و نحن إذ نشيد بذلك كله وننظر إليه بكل إجلال و إكبار نقول و بكل ثقة أن هذه التضحيات الجسيمة و ألآلام الكبيرة و العظيمة بعين الله ورعايته و لا تضيع عنده بل هي مذخورة لهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، ونأمل منه تعالى أن يكتبهم في مصاف الصابرين الصادقين ليكونوا مصداقاُ لقوله جلَ شأنه (قُل يا عباد الذين آمنو اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
وفي حديث أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: الصبر و الرضا عن الله رأس طاعة الله و من صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره لم يقض الله عز وجل فيما أحب أو كره ألا ما هو خير له .
ولا نشك أننا و نحن نواجه أخطر الهجمات و اقساها أن العاقبة في نهاية الامر للحق و أهله قال تعالى (والعاقبة للمتقين )
الثالث : على المتصدين للشأن العام من مختلف الطبقات و خاصة السياسين و المسؤولين القيام بما تفرضه عليهم المسؤولية الشرعية و الأخلاقية في أداء حق هذه التضحيات العظيمة و الايثار الذي لا يوصف و الخروج عن عهدة هذه المسؤولية الكبرى التي تحملوها على عواتقهم وذلك بدارسة الواقع الميداني والسياسي بشكل دقيق و الاستفادة من أخطاء الماضي المتراكمة و التي ادت الى هذا الواقع المأساوي و استلهام العبرة منها و توحيد الصفوف والابتعاد عن النظرة الفئوية الضيقة واداء الواجب الشرعي و الأخلاقي في الدفاع عن البلاد ورعاية مصالحها فإن المسؤولية عظيمة و خطيرة إن الله هو الحكم العدل المطلع على الضمائر والعالم بالسرائر (ولقد خلقنا الانسان و تعلم ما توسوس به نفسه و نحن اقرب اليه من حبل الوريد) .
الرابع : أكد أئمة اهل البيت عليهم السلام في نصوص كثيرة على التكافل و التعاون فيما بين المؤمنين أعزهم الله وقد جرى أتباع اهل البيت سلام الله عليهم على ذلك طيلة الظروف و الازمات السابقة ففي حديث خيثمة قال : (دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال : يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم و قويهم على ضعيفهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا ) .
فعلينا جميعاً القيام بما تفرضه علينا أخوة الايمان في رعاية و إعانة المهجرين والنازحين الذين تركوا ديارهم بسبب حبهم و ولائهم لأهل البيت عليهم السلام و علينا جميعاً أن لا ننسى تضحيات الشهداء و
معاناة الجرحى و رعاية عوائلهم و التخفيف عنهم فإن ذلك اقل ما نقدمه في مقابل تضحياتهم و ايثارهم و على المسؤولين أن يبادروا إلى ذلك من خلال تشريع القوانين في مجلس النواب ومجالس المحافظات والتي يمكن من خلالها الحصول على ابسط حقوقهم فما أكثر المحرومين في هذه الشريحة ممن لا يملكون سكناً متواضعاً يعيشون فيه حياتهم البسيطة .
وفي الختام ندعو الله سبحانه و تعالى بكل ذُل و استكانة قائلين اللهم إنا نسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأناً من الشأن وقدراً من القدر اللهم فبذلك القدر وذلك الشأن صل على محمد وآل محمد و اغفر لنا و تجاوز عن سيئاتنا ، اللهم ومن أرادنا بسوء فأرده ومن كادنا فكده ، اللهم أنصر المؤمنين و عوضهم عما اصابهم بافضل العوض في الدنيا و الآخرة وسدد العاملين المخلصين ووفقهم لما فيه رضاك يا ارحم الراحمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و هو حسبنا ونعم الوكيل .
التي القاها في مؤتمر المبلغين والمبلغات الثامن والعشرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين ، و لعنة الله على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين ..
(قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني و بينكم و أوحي الي هذا القران لأنذركم به و من بلغ ) صدق الله العلي العظيم
تحمل النبي الاكرم صلى الله عليه و اله و سلم مسؤولية التبليغ بشريعة الاسلام المقدسة فقام باعباء ذلك على اكمل الوجوه واتمها و قد رأى من الاذى و الظلم من جهال قومه ما وصفه بقوله صلى الله عليه و اله في الحديث المعروف ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ، و قد قابل ذلك بصبر عظيم و خلق عال داعيا الى سبيل به بالحكمة و الموعظة الحسنة فكان بذلك افضل قدوة وأعظم أسوة ، و قد روي عنه صلى الله عليه و اله انه قال في حجة الوداع ( ايها الناس اتقوا الله ما من شيء يقربكم من الجنة و يبعدكم من النار الا وقد نهيتكم عنه و امرتكم به ) .
وقد بين صلى الله عليه واله لامته معالم الحق من بعده وامرهم بالتمسك بالثقلين قائلاً (يا ايها الناس اني قد تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي )
وقد عمل اهل بيته صلوات الله عليهم بما فرض الله عليهم من رعاية الامة وهدايتها فكانوا الصراط المستقيم و الفرقان بين الحق و الباطل ، فبينوا للناس ما ورثوه من علوم جدهم صلى الله عليه واله ،وقد تجلى ذلك بوضوح في عهد الامام الصادق عليه السلام حيث كان صلوات الله عليه بصدد تربية جيل من العلماء و الرواة ففي حديث هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ( لما حضرت ابي الوفاة قال لي : يا جعفر اوصيك بأصحابي خيراً ، قلت جعلت فداك و الله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل احداً ) وقد انتشر اصحابه والرواة عنه في مختلف الامصار ،فقد ذكر الشيخ المفيد (قده) ان اصحاب الحديث قد جمعوا اسماء الرواة عنه (ع ) من الثقات على اختلافهم في الاراء و المقالات فكانوا اربعة آلاف .
وقد اشتهر امره صلوات الله عليه عامة المسلمين فقد روى بن عدي بسنده في الكامل عن عمرو بن ابي المقدام قال كنت اذا نظرت الى جعفر بن محمد علمت انه من سلاله النبيين ، وروى أيضاً عن عمرو بن ثابت قال رأيت جعفر بن محمد واقفاً عند الجمرة العظمى و هو يقول سلوني سلوني .
بل روى عن ابي حنيفة انه سُئل من أفقة من رأيت احداُ افقه من جعفر بن محمد .
وقد اكد صلوت الله عليه على شيعته ان يتفقهوا في الدين و يطلبوا العلم ، فقد ورد عنه عليه السلام أنه قال : (( حديث في حلال و حرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة ). و قد أمر صلوات الله عليه اصحابه أن يكتبوا العلم و يدونوه ليبقى ليبقى منار للأجيال ففي حديث المفضل بن عمر قال : قال لي أبو عبد الله (ع): (( أكتب وبث علمك في اخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون إلا بكتبهم )) ، وقد استمرت هذه السلسلة المباركة من الرواة الى ما بعد الغيبة الصغرى فجمعوا لنا وبعد جهد عظيم سنة النبي (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) في مختلف شؤون الدين والعقيدة وأحكام الشريعة فجزاهم الله عن الإسلام أهله خير الجزاء.
وما حلت الغيبة الكبرى إلا بعد قيام الحجة و وجود مصادر التشريع في متناول ايدي العلماء و الدارسين وبذلك بقي الاسلام و شريعته الغراء حياً نقياً بعيداً عن التأثر بالآراء و الأهواء و الظنون رغم التحديات العظيمة التي لا يخلو منها زمان ولا مكان .
وما حصل ذلك إلا بجهود كبيرة وعظيمة قام بها المبلغون في الاجيال السابقة واللاحقة ، فعلينا أن نعرف شرف هذه الوظيفة وأهميتها وأن نؤديها مع كمال الإخلاص لله تعالى و حُسن النية فإنه تعالى عالم بالسرائر مطلع الضمائر بيده أسباب التوفيق و التسديد .
وبحضور هذا الجمع المبارك نستذكر بعض الامور الهامة التي تفرضها طبيعة المناسبات الدينية التي نقترب منها و الظروف التي نعيشها و الاحداث التي تشغل الساحة .
الأول : يطل علينا شهر الله الأكبر (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان ) والذي يقول فيه الرسول الله (ص) ((وهو شهر عند الله افضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي و ساعاته أفضل الساعات و هو شهر دعيتهم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ... )).
فعلى المؤمنين (وفقهم الله تعالى) أن يحفظوا حرمة هذا الشهر العظيم ويؤدوا حقه في الإنابة إلى الله تعالى و التوبة إليه من الذنوب و التوجه إليه بقلوب صافية ونيات خالصة وأن يتورعوا فيه عن المحرمات و يسارعوا للخيرات ويتفقدوا ذوي الحاجات ... إلى غير ذلك مما يقربهم إلى الله تعالى ويجعلهم أهلاً لرحمتهِ وفضله .
الثاني : لقد قدم المؤمنون في هذا الظرف العصيب التضحيات الجسيمة مع كامل الاخلاص و الايثار فسطروا أروع الملاحم في ساحات القتال مع قلة الامكانات و نحن إذ نشيد بذلك كله وننظر إليه بكل إجلال و إكبار نقول و بكل ثقة أن هذه التضحيات الجسيمة و ألآلام الكبيرة و العظيمة بعين الله ورعايته و لا تضيع عنده بل هي مذخورة لهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، ونأمل منه تعالى أن يكتبهم في مصاف الصابرين الصادقين ليكونوا مصداقاُ لقوله جلَ شأنه (قُل يا عباد الذين آمنو اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
وفي حديث أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: الصبر و الرضا عن الله رأس طاعة الله و من صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره لم يقض الله عز وجل فيما أحب أو كره ألا ما هو خير له .
ولا نشك أننا و نحن نواجه أخطر الهجمات و اقساها أن العاقبة في نهاية الامر للحق و أهله قال تعالى (والعاقبة للمتقين )
الثالث : على المتصدين للشأن العام من مختلف الطبقات و خاصة السياسين و المسؤولين القيام بما تفرضه عليهم المسؤولية الشرعية و الأخلاقية في أداء حق هذه التضحيات العظيمة و الايثار الذي لا يوصف و الخروج عن عهدة هذه المسؤولية الكبرى التي تحملوها على عواتقهم وذلك بدارسة الواقع الميداني والسياسي بشكل دقيق و الاستفادة من أخطاء الماضي المتراكمة و التي ادت الى هذا الواقع المأساوي و استلهام العبرة منها و توحيد الصفوف والابتعاد عن النظرة الفئوية الضيقة واداء الواجب الشرعي و الأخلاقي في الدفاع عن البلاد ورعاية مصالحها فإن المسؤولية عظيمة و خطيرة إن الله هو الحكم العدل المطلع على الضمائر والعالم بالسرائر (ولقد خلقنا الانسان و تعلم ما توسوس به نفسه و نحن اقرب اليه من حبل الوريد) .
الرابع : أكد أئمة اهل البيت عليهم السلام في نصوص كثيرة على التكافل و التعاون فيما بين المؤمنين أعزهم الله وقد جرى أتباع اهل البيت سلام الله عليهم على ذلك طيلة الظروف و الازمات السابقة ففي حديث خيثمة قال : (دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال : يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم و قويهم على ضعيفهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا ) .
فعلينا جميعاً القيام بما تفرضه علينا أخوة الايمان في رعاية و إعانة المهجرين والنازحين الذين تركوا ديارهم بسبب حبهم و ولائهم لأهل البيت عليهم السلام و علينا جميعاً أن لا ننسى تضحيات الشهداء و
معاناة الجرحى و رعاية عوائلهم و التخفيف عنهم فإن ذلك اقل ما نقدمه في مقابل تضحياتهم و ايثارهم و على المسؤولين أن يبادروا إلى ذلك من خلال تشريع القوانين في مجلس النواب ومجالس المحافظات والتي يمكن من خلالها الحصول على ابسط حقوقهم فما أكثر المحرومين في هذه الشريحة ممن لا يملكون سكناً متواضعاً يعيشون فيه حياتهم البسيطة .
وفي الختام ندعو الله سبحانه و تعالى بكل ذُل و استكانة قائلين اللهم إنا نسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأناً من الشأن وقدراً من القدر اللهم فبذلك القدر وذلك الشأن صل على محمد وآل محمد و اغفر لنا و تجاوز عن سيئاتنا ، اللهم ومن أرادنا بسوء فأرده ومن كادنا فكده ، اللهم أنصر المؤمنين و عوضهم عما اصابهم بافضل العوض في الدنيا و الآخرة وسدد العاملين المخلصين ووفقهم لما فيه رضاك يا ارحم الراحمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و هو حسبنا ونعم الوكيل .
تعليق