تويت
إن الأختلاف والتشتت في المجتمع يؤدي إلى إنهيار المجتمع كله ، وذلك بسبب ترابط القضايا العامة أجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً .. وهناك دلالات وأشارات كثيرة على هذا النوع من الترابط الأجتماعي في المؤثرات التي تؤثر في حركة الناس ، بأعتبار أنه لا يمكن الفصل بين موقع وموقع أخر بالمطلق لأن المجتمع يمثل وحدة متكاملة في تفاعلاته بين أفراده على مستوى الإحساس والشعور والفكر وما إلى ذلك ..
فإذا أنطلقت الأوضاع السلبية في مكان فإنها تترك تأثيرها في مكان آخر من مواقع المجتمع ، حتى لو لم تكن له صلة مباشرة به ، وإذا حدثت هناك قضية ينشغل بها الناس ، أو مشكلة في القضايا الأمنية ، فإن تأثيراتها لا تقتصر على الذين قاموا بها أو الذين حركوها وأفتعلوها ، بل أنها تمتد إلى حياة الناس الأخرين في كل أوضاعهم وقضاياهم ، وإذا توانى أفراد المجتمع عن أداء رسالتهم في حماية وطنهم ومجتمعهم ، أنهارت القوانين على أثر ذلك ، وأنعدم الأمن ، وعمت الفوضى في البلاد ، لأن النار إذا أشعلت فأنها ستحرق الجميع
(الأبرار مع الفجار ) وهذا هو الخطر الكبير الذي تحاول المجتمعات البشرية الأبتعاد عنه وتحذير أبنائها منه .. فعلى جميع أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد ( وبالخصوص المسؤولين والسياسيين منهم ) أن يعرفوا أنهم ليسوا مسؤولين عن أداء وظائفهم فحسب ، بل هم مسؤولون عن حث الأخرين على أداء وظائفهم ، وأن الأختلاف والتشتت في قضايا المجتمع يؤدي إلى أنهيار المجتمع كله ، وذلك من جهة ترابط القضايا العامة أجتماعياً وسياسياً وأقتصادياً وأمنياً ، وهذا ما أكد عليه الحديث الشريف : { لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم } فإذا أنطلق بعض أبناء المجتمع ببعض المعاصي أو الأنحرافات ، ولم ينكر الأخرون عليهم ذلك ، وكانو قادرين على الأنكار والنقد والتصحيح والتغير فإن عذاب الله سبحانه وتعالى لايتوقف على الذين أثاروا المشكلة وحركوا الفتنة ، وأكلوا أموال الناس بالباطل ، وصادروا حقوقهم ، ولم يرعوا مصالحهم بل يعذب أولئك الساكتين عما يجري حولهم من الأنحراف والأستبداد والأنفراد بالرأي والدكتاتورية في القرار ، لأنهم كانوا قادرين على الأنكار والتغير والمنع والمواجهة ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، فأستحقوا غضب الله وسخطه وعذابه !!
بقلم :عبد الهادي البابي
تعليق