
قبل عدة سنوات لعلها أربع او خمس ، كان هنالك رجلٌ مؤمن ذهب مع عائلته إلى مشهد الإمام
الرضا(عليه السلام) في ظل ظروف معينة ، هو وزوجته وطفله ، وقد ابتلي الطفل
في مشهد بمرض ، فلم يستطيع أن يأكل شيئاً ، إنه طفل رضيع ، ولا يستطيع أن يشرب الحليب ،
وكلما شرب الحليب أو أكل شيئاً لم يستقر الطعام في معدته ، طبعاً هذه الحالة إذا استمرت
تؤدي إلى موت الطفل .
يقول الأب : كان شغلي في مشهد أن نأخذ الطفل كل صباح إلى الطبيب ، فيعطينا بعض الأدوية ،
ثم نعود به إلى البيت ونعطيه الدواء ، لك من دون فائدة في ذلك ، ثم نذهب إلى طبيب ثانٍ لعله
نجد عنده علاجاً شافياً ، لكن لا توجد فائدة أيضاً .
يقول : فأخذ الطفل يضمر ويضمر يوماً بعد يوم ، لكونه طفلاً رضيعاً ، ليس له لسان ولا يتمكن أن
يتكلم ، إنه كان يبكي ولا يتركنا أن ننام في الليل ، وأخذت صحته تتدهور أكثر فأكثر .
وفي أحد الأيام كنت منزعجاً جداً ، من هذه الحالة ، لأن طفلي سيموت أمام عيني ولا أستطيع
أن أفعل له أي شيء ، فلما دخلتُ البيت رأيت زوجتي ترتدي عباءتها وبوشيتها وتروم الخروج ،
فقلت لها : إلى أين ؟
قالت : أريد أن أذهب إلى حرم الإمام الرضا (صلوات الله عليه) .
فقلت لها : لماذا الآن ؟
قالت : لأطلب الشفاء لهذا الطفل من الإمام الرضا (عليه السلام) ..
فقلت لها : أين الأدويه ؟
قالت : رميت كلها في القمامة !
يقول : رأيتها في حالة أنفعال شديد فلم أقل لها شيئاً ، وذهبت فعلاً إلى حرم الإمام الرضا
(صلوات الله عليه) ثم رجعت إلى البيت ، وانشغلنا عن قضية طفلنا بالمرة ، تناولنا غداءنا
في الظهر ، وجاء الليل مبكراً ، وإذا بالطفل يشرب الحليب .
ويواصل الأب قوله : كنا غافلين عنه وأنه كيف أخذ يشرب الحليب ولم يتقيأ ، وفجأة التفتنا ،
ما هذا الذي حدث ؟
فهذا الطفل الذي لم يكن يستقر اللبن في أمعائه ..
وإذا بنا ننتبه إلى أن ذلك التوسل أنقذ طفلنا في لحظات من موت محقق...
*************
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق