إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في خطبة المتقين 9

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في خطبة المتقين 9

    اللهم صلى على محمد والِ محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصفة التاسعة من صفات المتقين
    ((قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَة ، وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ ))
    قلوبهم محزونة , حزن قلوبهم للخوف من العقاب , لإحتمال التقصير وعدم القبول.
    وذالك لان اللطف الإلهي قد شملهم فكانت قلوبهم محزونة من خوف الله تعالى والشوق اليه ، وكيف لا يكونوا كذالك والدنيا سجن المؤمن وهل يفرح السجين ؟
    قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لأبي ذر :
    ((يا أبا ذر الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر , وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين , وكيف لا يحزن المؤمن وقد اوعده الله تعالى أنه وارد جهنم , ولم يعده انه صادر عنها))
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم) ايضاً
    ((يا ابا ذر من استطاع ان يبكي قلبه فليبك , ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك , ان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تشعرون ))
    وشرورهم مأمونة. ولأمن من شرورهم لأنهم لا يهمون بظلم احد كما ورد في الخبر : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ,
    أي انهم مأموني الشر , لان مبدأ الشرور كلها والمفاسد كلها ورأس كل خطيئة هو حب الدنيا , والمتقون بمعزل من ذالك
    وقد قال امير المؤمنين (عليه السلام)
    ((المؤمن من تحمل أذى الناس ولم يتأذ أحد منه))
    واجسادهم نحيفة. وذلك لأتعاب أنفسهم بالصيام والقيام , وقناعتهم بالقدر الضروري من الطعام , والقيام بقضاء حوائج الإخوان , وقد وصف امير المؤمنين (عليه السلام) قوماً من اولياء الله بقوله : ((مره العيون من البكاء ، خمص البطون من الصيام , ذبل من الشفاه من الدعاء , صفر الألوان من السهر , على وجوههم غبرة الخاشعين))
    وحاجاتهم خفيفة. وذالك لاقتصارهم من حوائج الدنيا على ضرورياتها وعدم طلبهم اكثر
    وكذالك لقة الرغبة في الدنيا , وترك اتباع الهوى , وقصر الأمل , وقناعتهم بما رزقهم الله
    وأنفسهم عفيفة. أي مصونة عن المحرمات, بل عن الشبهات ايضاً ، لكسرهم القوة الشهوية والمواظبة على جهاد النفس والمراقبه لعلمهم
    والحمد لله ربِ العالمين
    والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
يعمل...
X