بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين .
من الإمور المهمة لدى الخطيب أو من نصب نفسه اماماً للناس يصلي فيهم ويخطب على منبرهم لابد أن يكون مهذب بكلامة وأختيار الألفاظ التي تكون سبب احترمه وتقديره وحفظ مكانته بينهم .
وأما اذا كانت ألفاظه غريبة ووحشية وغير مهذبة فهي تكون دليل على عدم وعيه ودرايته بل تدل على أنه انسان وقح
سافل قد نصب نفسه لمنصب ليس له ، وهذا ما حدث مع خليفة الملسمين الثاني عمر بن الخطاب ، الذي يقولون عنه انه في مرتبة من الأخلاق والأيمان بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، ولكن الكلام ليس كما قالوا .
فالنذكر مثلاً الرواية المشهورة والقصة التي تناقلتها الكتب عنه ، لترون ماهي الوقاحة والخسية من هذا الرجل الذي أهان فيها منبر رسول الله صلى الله عليه واله ، وهو لا يبالي ولا يستحي .
قال المدائني :
بينا عمر بن الخطاب على المنبرإذ أحس من نفسه بريح خرجت منه
فقال : أيها الناس أني قد ميلتبينأن أخافكم في اللهوبينأن أخاف الله فيكمفكان أن أخاف الله فيكم أحب الله إلي
ألا وأني قد فسوت وهأنذا انزل لأعيد الوضوء .[1] !!!!!!!
هذا هو حال الخليفة عمر الذي اهان منبر رسول الله صلى الله هليه واله .
ولو قارنا حال عمر هذا مع الحالة التي ينقلونها في حديث سارية ، لقلت في نفسك سبحان الله هذا الذي يعلم الغيب
لايعلم بأنه سوف ينقض وضوئه على المنبر ، فأليك هذه الرواية وانت قارن بينمها أخي القارئ الكريم .
وقال الواقدي: حدثني أسامة بن زيد، عن أسلم، عن أبيه، وأبو سليمان، عن يعقوب بن زيد قالا: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة إلى الصلاة، فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، ثم خطب حتى فرغ.
فجاء كتاب سارية إلى عمر: أن الله قد فتح علينا يوم الجمعة ساعة كذا وكذا - لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلم على المنبر - قال سارية:
فسمعت صوتا: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، فعلوت بأصحابي الجبل، ونحن قبل ذلك في بطن واد، ونحن محاصروا العدو، ففتح الله علينا.
فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟.
فقال: والله ما ألقيت له إلا بشيء ألقي علي لساني.
ماذا يعني هذا ؟؟ يعني ان عمر يعلم الغيب ،ولكن يعلم الغيب من بعيد ولا يعلم مافي نفسه !!!!!!
[1] - كتاب عيون الأخبار المؤلف بن قتيبة الدينوري المجلد الأول ص 267 ط دار الكتب المصرية بالقاهرة
تعليق