
حق العلم
للفرد قيمته واثره في المجتمع بصفته عضواً من اعضائه ولبنة في كيانه وعلى حسب كفائته ومؤهلاته الفكرية والجسمية تقاس حياة المجتمع وحاته رقياً او تخلفاً , ازدهاراً او خمولاً للتفاعل القوي بين الفرد والمجتمع
من اجل ذلك دأبت الامم المتحضرة على تربية ابنائها وتثقيفهم بالعلم حتى فرضوا التعليم الاجباري ويسروه مجاناً في مراحله الاولى دعماً لحضارتهم وتصعيداً لكفائتهم

وقد كان المسلمون أبان حضارتهم مثلاً رفيعاً وقدوة مثالية في اشاعة العلم لطلابه وتمجيد العلماء وتكريمهم حتى استطاعت المعاهد الاسلامية ان تخرج امة من اقطاب العلم واعلامه كانوا قادة الفكر وبناة الحضارة الاسلامية ورواد الامم الى العلم والعرفان وعليهم تتلمذ الغرب ومنهم اقتبس علمه وحضارته

وقال جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب : ثبت الآن ان تلأثير العرب في الغرب عظيم كتأثيرهم في الشرق وان اوربا مدينة للعرب بحضارتها
وكان من اقوى بواعث ازدهار العلوم الاسلامية واتساع افاقها ان حق التعليم في المجتمع الاسلامي كان مضموناً ومتاحاً لكل طالب مهما كان عنصره ومستواه شريفاً او وضيعاً غنياً او فقيراً عربياً او اعجمياً
وان الشريعة الاسلامية كما فرضت على كل مسلم طلب العلم والتحلي به والانتفاع بثماره اليانعة , حتمت على العالم ان ينشر علمه ويذيعه بين المسلمين ولايكتمه عنهم
قال الباقر (عليه السلام) عالم ينتفع بعلمه افضل من سبعين عابد)
فلم يعرف المسلمون تلك الأثرة العلمية التي اتصف بها رجال الدين الغربيون حتى قيام النهضة الحديثة وبذلك اصبح المسلمون مشعلاً وهاجاً بالعلم والعرفان فهناك آيات وأحاديث كثيرة ترغب في طلب العلم وتحث عليه، من ذلك نذكر
قوله تعالى:وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114]
وقوله تعالى:قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9]
وقوله تعالى:يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة:11]
وقوله تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ [آل عمران:18]
وقوله تعالى:وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7]
وقوله تعالى:إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء[فاطر:28].

والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين
المصادر :الوافي ج1 ص 40 عن الكافي
:اخلاق اهل البيت
تعليق