بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
✨ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ:
﴿ﻗُﻞْ ﻫَﻞْ ﻧُﻨَﺒِّﺌُﻜُﻢْ ﺑِﺎﻟْﺄَﺧْﺴَﺮِﻳﻦَ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟًﺎ * ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺿَﻞَّ ﺳَﻌْﻴُﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺴَﺒُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳُﺤْﺴِﻨُﻮﻥَ ﺻُﻨْﻌًﺎ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ، ﺍﻵﻳﺘﺎﻥ: 103–104.
👈 الآية الأولى تشير الى الأخسرون عملا بلسان هل أنبئكم بالأخسرون عملا ، فمَن ﻫﻢ ﺍﻷﺧﺴﺮﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ً؟
🔻أقول: ﺍﻷﺧﺴﺮﻭﻥَ ﺃﻋﻤﺎﻻً ـ ﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ـ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺼﻔﺘﻴﻦ:
📍ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﴿ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺿَﻞَّ ﺳَﻌْﻴُﻬُﻢْ﴾:
🔹ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃَﻥَّ ﺿﻼﻝَ ﺍﻟﺴﻌﻲِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺒَﺒُﻪُ ﺿﻼﻝٌ ، ﻭﺧﻠﻞٌ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻧﻔﻮﺫٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺻﻠﺒِﻬﺎ
🔹ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓُ ﻓﺎﺳﺪﺓً ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮِﻫﺎ ﺧَﻠَﻞٌ ، ﻟﻤﺎ ﺿﻞَّ ﺳﻌﻴُﻬُﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓَ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓَ ﺗﺠﻌﻞُ ﺻﺎﺣﺒَﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻼﻝٍ ﻛﺒﻴﺮ .
🚏ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ:
🔰ﺃ - ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.
👈ﻛﻤﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ:
﴿ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﻟِﻘَﺎﺋِﻪِ ﻓَﺤَﺒِﻄَﺖْ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟُﻬُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﻧُﻘِﻴﻢُ ﻟَﻬُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻭَﺯْﻧًﺎ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻵﻳﺔ : 105.
🔰ﺏ - ﻭﺃُﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻀﻼﻝ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺎﺷﺊٌ ـ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﺖ ـ ﻣﻦ ﻧﻘﺺٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ، ﻓﻴﺤﺒﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻷﻥّ ﺍﻵﺗﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
👈ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﺷْﺮَﻛْﺖَ ﻟَﻴَﺤْﺒَﻄَﻦَّ ﻋَﻤَﻠُﻚَ ﻭَﻟَﺘَﻜُﻮﻧَﻦَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ ﺍﻵﻳﺔ : 65.
🔰ﺝ - ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻣﺘﺄﺧّﺮﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻓﻴﺤﺒﻄﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻪ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺿﻞ ﻗﻮﻡٌ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥْ ﻳﻜﻤِﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓَ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹِ ﺍﻟﻤﺤﺾِ ، ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻭﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻥِ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦَ ، ﻟﻜﻦ ﻳﻌﺮﺽُ ﻟﻪ ﺑﻌﺪَ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌُﻪُ ﻹﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ؛ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﻌﺾُ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽِ ﺍﻟﺪّﻧﻴﻮﻳّﺔِ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔِ ، ﻓﻴﻨﻀﻢُّ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺼّﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺟﻞِ ﺧﻴﺮﺍً ﺁﺧﺮَ ﻋﺎﺟﻼً ﻗﺪ ﺯﻳّﻨﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ، ﻓﻴﺤﺪِّﺙ ﺑﻪ ﻭﻳُﻈﻬﺮﻩ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻔﺴﺪٌ ﻟﻠﻌﻤﻞ ، ﻭﺇﻥ ﺳﺒﻖ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺴﺪﻩ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ.
👈ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃَﻥَّ ﺭﺟﻼً ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﺒﻲّ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ): ﺻُﻤﺖُ ﺍﻟﺪﻫﺮَ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ):
"ﻣَﺎ ﺻُﻤﺖَ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻓْﻄَﺮْﺕَ" 1
👌 ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻷﺧﺴﺮﻳﻦ ﺃﻋﻤﺎﻻً .
📒1- ﺍﻟﻨﺮﺍﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ، ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ﺝ 2 ، ﺹ 303.
📍والصفة الثانية: أنه يرى نفسه يحسن العملا ﴿ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺴَﺒُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳُﺤْﺴِﻨُﻮﻥَ ﺻُﻨْﻌًﺎ﴾
وهذا معناه الجهل المركب حيث يرى الإنسان أنه يحسن العمل ، وفي الواقع هو كالسائر خلف السراب.
أجارنا الله من ذلك ، كما يجب علينا إخلاص النية وصفاء القلب وبعد المعصية ، وعدم العجب بالعمل وبما نصنع قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾
فصفاء قلب المرء على أخيه عبادة غالية عند الله تعالى، وهي من أبرز صفات أهل الجنة ، وما أحوجنا إليها ، في عصرنا الحاضر !!
حتى لا نكون من الأخسرون عملا.
جعلنا الله وإياكم ممن صفت قلوبهم ، وحسنت نواياهم ، وأدخلوا الجنة من أوسع أبوابها.
وأقول: أخجل من الله تعالى حين ينافسني في التسبيح طير ، أو بهيمة أنعام ، أو شجرة ، أو صخرة صماء .. ويغلبني !!
(لأنه ما من شيء إلا ويسبح لله تعالى)
وأخجل حين يمر يومي بنعم ﻻ تعد وﻻ تحصى ، وأتذكر أني نسيت الحمد لله تعالى...
فالغفلةُ داء والذكر دواء وشفاء"
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين بمحمد وآله الطيبين الطاهرين.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
✨ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ:
﴿ﻗُﻞْ ﻫَﻞْ ﻧُﻨَﺒِّﺌُﻜُﻢْ ﺑِﺎﻟْﺄَﺧْﺴَﺮِﻳﻦَ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟًﺎ * ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺿَﻞَّ ﺳَﻌْﻴُﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺴَﺒُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳُﺤْﺴِﻨُﻮﻥَ ﺻُﻨْﻌًﺎ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ، ﺍﻵﻳﺘﺎﻥ: 103–104.
👈 الآية الأولى تشير الى الأخسرون عملا بلسان هل أنبئكم بالأخسرون عملا ، فمَن ﻫﻢ ﺍﻷﺧﺴﺮﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻻ ً؟
🔻أقول: ﺍﻷﺧﺴﺮﻭﻥَ ﺃﻋﻤﺎﻻً ـ ﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ـ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺼﻔﺘﻴﻦ:
📍ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﴿ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺿَﻞَّ ﺳَﻌْﻴُﻬُﻢْ﴾:
🔹ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃَﻥَّ ﺿﻼﻝَ ﺍﻟﺴﻌﻲِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺒَﺒُﻪُ ﺿﻼﻝٌ ، ﻭﺧﻠﻞٌ ﻛﺒﻴﺮٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻧﻔﻮﺫٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺻﻠﺒِﻬﺎ
🔹ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓُ ﻓﺎﺳﺪﺓً ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮِﻫﺎ ﺧَﻠَﻞٌ ، ﻟﻤﺎ ﺿﻞَّ ﺳﻌﻴُﻬُﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓَ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓَ ﺗﺠﻌﻞُ ﺻﺎﺣﺒَﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻼﻝٍ ﻛﺒﻴﺮ .
🚏ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ:
🔰ﺃ - ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.
👈ﻛﻤﺎ ﻧﺺّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ:
﴿ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺑِﺂﻳَﺎﺕِ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﻟِﻘَﺎﺋِﻪِ ﻓَﺤَﺒِﻄَﺖْ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟُﻬُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﻧُﻘِﻴﻢُ ﻟَﻬُﻢْ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﻭَﺯْﻧًﺎ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻵﻳﺔ : 105.
🔰ﺏ - ﻭﺃُﺧﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻀﻼﻝ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺎﺷﺊٌ ـ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﺖ ـ ﻣﻦ ﻧﻘﺺٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ، ﻓﻴﺤﺒﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎً ، ﻷﻥّ ﺍﻵﺗﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
👈ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﺷْﺮَﻛْﺖَ ﻟَﻴَﺤْﺒَﻄَﻦَّ ﻋَﻤَﻠُﻚَ ﻭَﻟَﺘَﻜُﻮﻧَﻦَّ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮِﻳﻦَ﴾ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ ﺍﻵﻳﺔ : 65.
🔰ﺝ - ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎً ﻣﺘﺄﺧّﺮﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻓﻴﺤﺒﻄﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻪ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺿﻞ ﻗﻮﻡٌ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥْ ﻳﻜﻤِﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓَ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹِ ﺍﻟﻤﺤﺾِ ، ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ، ﻭﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻥِ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦَ ، ﻟﻜﻦ ﻳﻌﺮﺽُ ﻟﻪ ﺑﻌﺪَ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌُﻪُ ﻹﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ؛ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺑﻌﺾُ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽِ ﺍﻟﺪّﻧﻴﻮﻳّﺔِ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔِ ، ﻓﻴﻨﻀﻢُّ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺼّﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻵﺟﻞِ ﺧﻴﺮﺍً ﺁﺧﺮَ ﻋﺎﺟﻼً ﻗﺪ ﺯﻳّﻨﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ، ﻓﻴﺤﺪِّﺙ ﺑﻪ ﻭﻳُﻈﻬﺮﻩ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻔﺴﺪٌ ﻟﻠﻌﻤﻞ ، ﻭﺇﻥ ﺳﺒﻖ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺴﺪﻩ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮ.
👈ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃَﻥَّ ﺭﺟﻼً ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﺒﻲّ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ): ﺻُﻤﺖُ ﺍﻟﺪﻫﺮَ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ):
"ﻣَﺎ ﺻُﻤﺖَ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻓْﻄَﺮْﺕَ" 1
👌 ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻷﺧﺴﺮﻳﻦ ﺃﻋﻤﺎﻻً .
📒1- ﺍﻟﻨﺮﺍﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ، ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ﺝ 2 ، ﺹ 303.
📍والصفة الثانية: أنه يرى نفسه يحسن العملا ﴿ﻭَﻫُﻢْ ﻳَﺤْﺴَﺒُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳُﺤْﺴِﻨُﻮﻥَ ﺻُﻨْﻌًﺎ﴾
وهذا معناه الجهل المركب حيث يرى الإنسان أنه يحسن العمل ، وفي الواقع هو كالسائر خلف السراب.
أجارنا الله من ذلك ، كما يجب علينا إخلاص النية وصفاء القلب وبعد المعصية ، وعدم العجب بالعمل وبما نصنع قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾
فصفاء قلب المرء على أخيه عبادة غالية عند الله تعالى، وهي من أبرز صفات أهل الجنة ، وما أحوجنا إليها ، في عصرنا الحاضر !!
حتى لا نكون من الأخسرون عملا.
جعلنا الله وإياكم ممن صفت قلوبهم ، وحسنت نواياهم ، وأدخلوا الجنة من أوسع أبوابها.
وأقول: أخجل من الله تعالى حين ينافسني في التسبيح طير ، أو بهيمة أنعام ، أو شجرة ، أو صخرة صماء .. ويغلبني !!
(لأنه ما من شيء إلا ويسبح لله تعالى)
وأخجل حين يمر يومي بنعم ﻻ تعد وﻻ تحصى ، وأتذكر أني نسيت الحمد لله تعالى...
فالغفلةُ داء والذكر دواء وشفاء"
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين بمحمد وآله الطيبين الطاهرين.
تعليق