إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في خطبة المتقين 13

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في خطبة المتقين 13

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد والِ محمد
    والصفة الثالثة عشر من صفات المتقين هي :
    ((فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ وَرُكَبِهِمْ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ , وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ ))
    قوله : ((فهم حانون على أوساطهم))حنى ظهره يحنيه ويحنوه أي عطفة أي عطفه فأنحنى
    وصف لحال ركوعهم وانحنائهم في الصلاة، أي انّهم يحنون ظهرهم في الركوع في استواء من رقبتهم ومن ظهرهم من غير تقويس.
    وقوله : ((مفترشون لجباههم...)) إشارة إلى سجودهم وانّهم يبسطون وجوههم على الأرض خشوعاً وتذلّلاً، وفيه إشارة أيضاً إلى الأعضاء السبعة في حال السجود، وهي: الجبهة واليدان والركبتان والإبهامان: وقوله ((يطلبون إلى الله )) إشارة إلى العلّة الغائية لهم من عبادتهم الليلية، يعني انّهم يتضرّعون إليه سبحانه، ويلحّون في فكاك رقابهم من النار وإدخالهم الجنّة
    وبعد ما وصفهم سيد المتقين (عليه السلام) في الليل الان يصفهم في النهار واتسامهم بالحلم والعلم والبر والتقوى في سلوكهم الفردي والاجتماعي.
    أما الحلم وهو الأناة والتثبت في الأمور فيعين الإنسان في سلوكه ويمنعه من الانفعال وعدم التثبت، ومن آثاره عدم جزع النفس عند الأمور الهائلة، وعدم طيشها في المؤاخذة، وعدم صدور حركات غير منتظمة ، وعدم إظهار المزية على الغير، وعدم التهاون في حفظ ما يجب حفظه شرعاً وعقلاً.
    وقد ورد التأكيد عليه في الروايات، فعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
    ((انّ الله يحب الحييّ الحليم العفيف المتعفّف))
    وقال أمير المؤمنين (عليه السلام)
    ((انّ أفضل أخلاق الرجال الحلم))
    وأما العلم فهو أيضاً ممّا يتّصف به المتقي، إذ انّ العبادة من دون علم وبصيرة لا تنتج سوى الضلال والانحراف، كما حصل للخوارج، وكذلك العكس فالعلم من دون تقوى لا ينتج أيضاً إلّا الضلال والخسران، وهو مصداق قوله (عليه السلام)
    ((رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه))
    أما كونهم من الأبرار، فهو مصداق لقوله تعالى ((إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً)) وقال الطبرسي في مجمع البيان: ((هو [أي الأبرار] جمع البر، المطيع لله المحسن في أفعاله، وقال الحسن: هم الذين لا يؤذون الذر ولا يرضون الشرّ، وقيل: هم الذين يقضون الحقوق اللازمة والنافلة ))
    وأما كونهم أتقياء فواضح أي أنّهم خائفون من الله تعالى وتاركون جميع القبائح البدنية والنفسانية.
    والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على محمد وال الطاهرين
يعمل...
X