إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في خطبة المتقين 14

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في خطبة المتقين 14

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد والِ محمد
    والصفة الرابعة عشر من صفات المتقين هي :
    ((قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ، يَنْظُرُ إِلَيْهمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَيَقُولُ: قَدْ خُولِطُوا وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عظيم))
    قوله : ((قد براهم الخوف بري القداح)) أي نحتهم مثل نحت السهام، وصاروا مثلها في الدقة والنحافة، وخوفهم هذا إمّا من الله تعالى لمعرفة عظمته وجلاله، وإما من سوء العاقبة والاستدراج، وإما من النار، وإما من فراق رضوان الله تعالى ومجاورة أوليائه، وإما من الوقوع في الذنوب والآثام أو المكروهات وما شاكل
    . فهذه وجوه عدّة لخوف المتقين أدّت إلى أن صاروا بأعين الناظرين كالمرضى أو كمن خولط، ويؤيد أميرالمؤمنين (عليه السلام) هذا ويقول ((قد خالطهم أمر عظيم))
    وورد في الحديث الشريف عن أبي جعفر (عليه السلام) في صفة شيعة علي (عليه السلام) : الكمل: ((انّما شيعة عليّ الشاحبون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم، خميصة بطونهم، متغيّرة ألوانهم، مصفرّة وجوههم ))
    وقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
    ((من خاف الله خافه كل شيء، ومن خاف غير الله خوّفه الله من كل شيء))
    وقيل للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) : في قوله تعالى:
    ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)) هم الذين يعصون ويخافون المعصية؟ قال: لا بل الرجل يصوم ويتصدّق، ويخاف ألّا يقبل منه.
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم)
    ((ما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دمع من خشية الله، أو قطرة دم أريقت في سبيل الله))
    وفي مصباح الشريعة عن الإمام الصادق (عليه السلام)
    ((الخوف رقيب القلب، والرجاء شفيع النفس، ومن كان بالله عارفاً كان من الله خائفاً وإليه راجياً، وهما جناحا الإيمان، يطير العبد المحقق بهما إلى رضوان الله، وعينا عقله يبصر بهما إلى وعد الله ووعيده، والخوف طالع عدل الله باتقاء وعيده ، والرجاء داعي فضل الله وهو يحيي القلب، والخوف يميت النفس، قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) المؤمن بين خوفين: خوف ما مضى، وخوف ما بقي، وبموت النفس يكون حياة القلب، وبحياة القلب البلوغ إلى الاستقامة، ومن عبدالله على ميزان الخوف والرجاء لا يضل، ويصل إلى مأموله، وكيف لا يخاف العبد وهو غير عالم بما تختم صحيفته، ولا له عمل يتوسل به استحقاقاً، ولا قدرة له على شيء ولا مفر، وكيف لا يرجو وهو يعرف نفسه بالعجز، وهو غريق في بحر آلاء الله ونعمائه من حيث لا تحصى ولا تعد، فالمحب يعبد ربه على الرجاء بمشاهدة أحواله بعين سهر، والزاهد يعبد على الخوف))
    والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
يعمل...
X