إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجزء الثاني من مكانة الرسول صلى الله عليه واله وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجزء الثاني من مكانة الرسول صلى الله عليه واله وسلم

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

    تكملة البحث

    الأمر الرابع / رعاية أبي طالب له وكفالته


    وكان عبد المطلب خائفاً على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
    فأ خذه إلى مكة وأقام بها حتى حضرته الوفاة، فأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله أبو طالب،وكان أبي طالب أخاً لعبد الله والد النبي من جهة ألام والأب وأقبل به
    إلى منزله، ودعا بزوجته فاطمة بنت أسد، وكانت شديدة المحبة لرسول الله
    صلى الله عليه وآله، شفيقة عليه، فقال لها أبو طالب: اعلمي أن هذا ابن أخي، وهو أعز عندي من نفسي ومالي، وإياك أن يتعرض عليه أحد فيما يريد، فتبسمت فاطمة من قوله، وكانت تؤثره على سائر أولادها، وكان لها عقيل وجعفر، فقالت له: توصيني في ولدي محمد وإنه أحب إلي من نفسي وأولادي، ففرح أبو طالب بذلك، فجعلت تكرمه على جملة أولادها، ولا تجعله يخرج عنها طرفة عين أبدا "، وكان يطعم من يريد فلا يمنع، وقد كان يشب في اليوم ما يشب غيره في السنة وينمو، فتعجب أهل مكة من ذلك وحسنه وجماله، فلما نظر أبو طالب إلى حسنه وجماله قال: شعرا ":نور وجهك الذي فاق في الحسن * على نور شمسنا وآلهلا لأنت والله يا مناي وسؤلي * الذي فاق نوره المتعالي أنت نور الأنام من هاشم الغر * فقت كل العلا وكل الكمال وعلو الفخار والمجد أيضا * ولقد فقت أهل كل المعالي ثم بعد ذلك شاع ذكره في البلاد ثم إنه توجه يوما " إلى نحو الكعبة وأهل مكة حولها، وكان قد عمروا فيها عمارة، وشالوا الحجر الأسود من مكانه، فارأدوا أن يردوه إلى مكانه الأول اختلفوا فيمن يرده، فكان كل منهم يقول: أنا أرده، يريد الفخر لنفسه، فقال لهم ابن المغيرة: يا قوم حكموا في أمركم من يدخل من هذا الباب،وأجمعوا على ذلك وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله قد اقبل عليهم، فقالوا: هذا محمد، نعم الصادق الأمين، ذو الشرف الأصيل ثم نادوه فأقبل عليهم، فقالوا: قد حكمناك في أمرنا، من يحمل الحجر الأسود إلى محله؟ فقال صلى الله عليه وآله: هذه فتنة، أتوني بثوب فأتوه به، فقال:ضعوا الحجر فوقه، وارفعوه من كل طرف قبيلة، فرفعوه إلى مكانه، والنبي صلى الله عليه وآله هو الذي وضعه في مكانه فتعجبت القبائل من فعله.(1)روى الكاذروني: في المنتقى عن برة قال: أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وآله ثويبة بلبن ابن لها يقال له: مسروح أياما " قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي،
    وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيكرمها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يبعث إليها بعد الهجرة بكسوة- وأورد الحافظ أبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة مسندا " عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)مناقب ال ابي طالب ج 1 والفروع ج1ص225)
    (17)
    دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك، رأيتك في المهد تناغي القمر، وتشير إليه بإصبعك، فحيث أشرت إليه مال،قال: إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء، وأسمع وجبته يسجد تحت الكرسي- وروى عن مجاهد قال: قلت لابن عباس: وقد تنازعت الظئر في رضاع محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: إي والله، وكل نساء الجن، وذلك لما رد إلى آمنة من السماوات نادى الملك في سماء الدنيا: هذا محمد سيد الأنبياء، فطوبي لثدي أرضعته، فتنافست الطير والجن،في رضاعه، قال: فنوديت كلها: أن كفوا، فقد أجرى الله ذلك علي أيدي الأنس،فخص الله بذلك حليمة عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب، عن أبي طالب قال خرجت إلى الشام تاجرا " سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان في أشد ما يكون من الحر فلما أجمعت على السير قال لي رجال قومي ما تريد أن تفعل بمحمد؟ وعلى من تخلفه؟ فقلت: لا أريد أن أخلفه على أحد، يكون معي، فقيل: صغير في حر هذا تخرجه معك؟ فقلت: والله لا يفارقني حيث توجهت أبدا "، وإني لا وطئ له الرحل، فذهبت فحشوت له حشية زكتأ وكنا ركبانا كثيرا فكان والله البعير الذي عليه محمد أمامي لا يفارقني وكان يسبق الركب كلهم، وكان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه وتقف على رأسه ولا تفارقه، وكانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه وهي تسير معنا، وضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين، وكنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض، ويكثر الماء وتخضر الأرض، فكنا في كل خصب وطيب من الخير، وكان فينا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول الله ومسح عليها فسارت ، فلما قربنا من بصرى إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى إذا قربت منا وقفت، فإذا فيها راهب وكانت السحابة لا تفارق رسول
    الله صلى الله عليه وآله ساعة واحدة، وكان الراهب لا يكلم الناس، ولا يدري ما الركب،وما فيه من إلتجار فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله عرفه، فسمعته يقول: إن كان أحد فأنت أنت، قال: فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب قليلة الأغصان، ليس لها حمل، وكان الركب ينزل تحتها، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله اهتزت الشجرة، وألقت أغصانها على رسول الله، وحملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة: فاكهتان للصيف، وفاكهة للشتاء، فتعجب جميع
    من معنا من ذلك، فلما رأى بحيراء الراهب ذهب فاتخذ طعاما " لرسول الله بقدر ما يكفيه، ثم جاء وقال: من يتولى أمر هذا الغلام؟ فقلت: أنا، فقال، أي شئ تكون منه؟ فقلت:أنا عمه، فقال: يا هذا إن له أعماما "، فأي الأعمام أنت؟ فقلت أنا أخو أبيه من أم واحدة،tفقال: أشهد أنه هو وإلا فلست بحيراء، ثم قال: يا هذا أتأذن لي أن أقرب هذا الطعام منه ليأكله، فقلت له: قربه إليه فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقلت له: يا بني رجل أحب أن يكرمك فكل، فقال: هو لي دون أصحابي؟ فقال بحيراء: نعم هو لك خاصة،فقال النبي صلى الله عليه وآله: فإني لا آكل دون هؤلاء، فقال بحيراء: إنه لم يكن عندي أكثر من هذا، فقال: أفتأذن يا بحيراء أن

    يأكلوا معي؟ فقال: نعم، فقال: بسم الله فأكل وأكلنا معه، فالله لقد كنا مأة وسبعين
    رجلا وأكل كل واحد منا حتى شبع و تجشأ، وبحيراء قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه، ويتعجب من كثرة الرجال وقلة الطعام، وفي كل ساعة يقبل رأسه ويافوخه ويقول: هو هو ورب المسيح، والناس لا يفقهون فقال رجل من الركب: إن لك لشأنا "، وقد كنا نمر بك قبل اليوم فلا تفعل بنا هذا البر، فقال بحيراء: والله إن لي لشأنا "
    وشأنا "،وإني لأرى مالا ترون، وأعلم ما لا تعلمون، وإن تحت هذه الشجرة لغلاما
    لو كنتم تعلمون منه ما أعلم لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه إلى وطنه، والله ما
    أكرمتكم إلا له، ولقد رأيت وقد أقبل نور من أمامه ما بين السماء والأرض، ولقد
    رأيت رجالا " في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه، وآخرين ينثرون عليه أنواع الفواكه، ثم هذه السحابة لا تفارقه، وصومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها، ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان وقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه: فاكهتان للصيف، وفاكهة للشتاء، ثم هذه الحياض التي غارت وذهب ماءها أيام تمرج بني إسرائيل بعد الحواريين حين وردو عليهم، فوجدنا في كتاب شمعون الصفا أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماءها، ثم قال: متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لأجل نبي يخرج في أرض تهامة، مهاجره إلى المدينة، اسمه في قومه الأمين، وفي السماء أحمد، وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه، فوالله إنه لهو، ثم قال بحيراء: يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى
    إلا ما أخبر تنيها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر اللات والعزى، وقال: لا تسألني بهما، فوالله ما أبغضت شيئا " كبغضهما، إنهما صنمان من حجارة لقومي، فقال بحيراء:هذه واحدة، ثم قال: فبالله إلا ما أخبرتني، فقال: سل عما بدا لك فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ، فقال: أسألك عن نومك ويقظتك، فأخبره عن نومه و يقظته وأموره وجميع شأنه فوافق ذلك ما عند بحيراء فأكب عليه بحيراء يقبل رجليه ويقول: يا بني ما أطيب ريحك؟ يا أكثر النبيين أتباعا "، يا من بهاء نور الدنيا من نوره، يا من بذكره تعمر المساجد، كأنني بك قد قدت الأجناد والخيل الجياد، وتبعك العرب والعجم طوعا " وكرها "، وكأنني باللات والعزى وقد كسرتهما، وقد صار البيت العتيق لا يملكه
    غيرك، تضع مفاتيحه حيث تريد، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه؟! معك مفاتيح الجنان والنيران، معك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قمئة، فلم يزل يقبل يديه مرة ورجليه مرة ويقول:لئن أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند، أنت سيد ولد آدم، و سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، والله لقد ضحكت الأرض يوم ولدت فهي ضاحكة إلى يوم القيامة فرحا " بك، والله لقد بكت البيع والأصنام، والشياطين فهي باكية إلى يوم القيامة، أنت بدعوة إبراهيم

    وبشارة عيسى، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية، ثم التفت إلى أبي طالب فقال: ما يكون هذا الغلام منك فإني أراك لا تفارقه؟ فقال أبو طالب: هو أبني، فقال: ما هو ابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون والده الذي ولده حيا " ولا أمه، فقال: إنه ابن أخي وقد مات أبوه وأمه حاملة به، وماتت أمه وهو ابن ست سنين، فقال: صدقت هكذا هو، ولكني أرى لك
    أن ترده إلى بلده عن هذا الوجه، فإنه ما بقي على ظهر الأرض يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا وقد علم بولادة هذا الغلام، ولئن رأوه وعرفوا منه ما قد عرفت أنا منه ليبغنه شرا وأكثر ذلك من اليهود، فقال أبو طالب: ولم ذلك؟ قال: لأنه كائن لابن أخيك الرسالة والنبوة، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى، فقال أبو طالب: كلا إن شاء الله لم يكن الله ليضيعه، ثم خرجنا به إلى الشام فلما قربنا من الشام رأيت والله قصور الشامات كلها قد اهتزت، وعلا منها نور أعظم من نور الشمس، فلما توسطت الشام ما قدرنا أن نجوز سوق الشام من كثرة ما ازدحم الناس ينظرون إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، وذهب الخبر إلى جميع الشامات حتى ما بقي فيها حبر ولا راهب إلا اجتمع عليه، فجاء حبر عظيم كان اسمه نسطور فجلس مقابله ينظر إليه ولا يكلمه بشئ، حتى فعل ذلك ثلاثة أيام متوالية، فلما كانت الليلة الثالثة لم يصبر حتى قام إليه فدار خلفه كأنه يلتمس منه شيئا "، فقلت: يا راهب كأنك تريد منه شيئا "؟ قال: أجل إني أريد منه شيئا "، ما اسمه؟ قلت: محمد بن عبد الله، فتغير والله لونه، ثم قال:m
    فترى أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لأنظر إليه؟ فكشف عن ظهره فلما رأى الخاتم أكب عليه يقبله ويبكي، ثم قال: يا هذا أسرع برد هذا الغلام إلى موضعه الذي ولد فيه، فإنك لو تدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك، فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام، فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده، فقال له: ترى أن تلبس هذا القميص لتذكرني به؟ فلم يقبله، ورأيته كارها " لذلك، فأخذت أنا القميص مخافة أن يغتم، وقلت: أنا ألبسه، وعجلت به حتى رددته إلى مكة، فوالله ما بقي بمكة يومئذ امرأة ولا كهل ولا شاب ولا صغير ولا كبير إلا استقبله شوقا إليه ماخلا أبو جهل لعنه الله، فإنه كان فاتكا ماجناً

    يتبع

    والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
    الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

  • #2

    تكملة البحث

    الأمر السادس/سبب خروج النبي
    صلى عليه واله وسلم للعمل بالتجارة

    الخرائج: روي عن جابر قال: كان سبب تزويج خديجة محمدا أن أبا طالب قال:
    يا محمد إني أريد أن أزوجك ولا مال لي أساعدك به، وإن خديجة قرابتنا، وتخرج كل سنة قريشا في مالها مع غلمانها يتجر لها ويأخذ وقر بعير مما أتى به، فهل لك أن تخرج؟ قال: نعم، فخرج أبو طالب إليها وقال لها: ذلك، ففرحت وقالت لغلامها ميسرة: أنت وهذا المال كله بحكم محمد صلى الله عليه وآله، فلما رجع ميسرة حدث أنه ما مر بشجرة ولا مدرة إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله، وقال: جاء بحيرا الراهب، وخدمنا لما رأى الغمامة على رأسه تسير حيثما سار تظله بالنهار، وربحا في ذلك السفر ربحا كثيرا،فلما انصرفا قال ميسرة: لو تقدمت


    يا محمد إلى مكة وبشرت خديجة بما قد ربحنا لكان أنفع لك، فتقدم محمد على راحلته فكانت خديجة في ذلك اليوم جالسة على غرفة مع نسوة فظهر لها محمد راكبا فنظرت خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره، ورأت ملكين عن يمينه وعن شماله في يد كل واحد سيف مسلول، يجيئان في الهواء معه، فقالت: إن لهذا الراكب لشأنا عظيما ليته جاء إلى داري، فإذا هو محمد صلى الله عليه وآله قاصد لدارها فنزلت حافية إلى باب الدار، وكانت إذا أرادت التحول من مكان إلى مكان حولت الجواري السرير الذي كانت عليه، فلما دنت منه قالت: يا محمد اخرج و واحضرني عمك أبا طالب الساعة، وقد بعثت إلى عمها أن زوجني من محمد إذا دخل عليك، فلما حضر أبو طالب قالت: أخرجا إلى عمي ليزوجني من محمد فقد قلت له في ذلك، فدخلا على عمها، وخطب أبو طالب الخطبة المعروفة، وعقد النكاح، فلما قام محمد صلى الله عليه وآله ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة: إلى بيتك، فبيتي بيتك،وأنا جاريتك زوج أبو طالب خديجة من النبي، وذلك أن نساء قريش اجتمعن في المسجد في عيد، فإذا هن بيهودي يقول: ليوشك أن يبعث فيكن نبي، فأيكن استطاعت أن تكون له أرضا يطأها فلتفعل، فحصبنه، وقر ذلك القول في قلب خديجة، وفي رواية أخرى وكان النبي صلى الله عليه وآله قد استأجرته خديجة على أن تعطيه بكرين، ويسير مع غلامها ميسرة إلى الشام، فلما أقبلا في سفرهما نزل النبي صلى الله عليه وآله تحت شجرة فرآه راهب يقال له: نسطور، فاستقبله وقبل يديه ورجليه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، لما رأى منه علامات، وإنه نزل تحت الشجرة، ثم قال لميسرة: طاوعه في أوامره ونواهيه فإنه نبي، والله ما جلس هذا المجلس بعد عيسى عليه السلام أحد غيره، ولقد بشر به عيسى عليه السلام، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، وهو يملك الأرض
    بأسرها، وقال ميسرة: يا محمد لقد جزنا عقبات بليلة كنا نجوزها بأيام كثيرة، وربحنا في هذه السفرة ما لم نربح من أربعين سنة ببركتك يا محمد، فاستقبل خديجة، وأبشرها بربحنا، وكانت وقتئذ جالسة على منظرة لها، فرأت راكبا على يمينه ملك مصلت سيفه،وفوقه سحابة معلق عليها قنديل من زبرجدة، وحوله قبة من ياقوتة حمراء فظنت ملكا يأتي بخطبتها وقالت: اللهم إلي وإلى داري، فلما أتى كان محمدا وبشرها بالأرباح، فقالت: وأين ميسرة؟ قال: يقفو أثري، قالت: فارجع إليه وكن معه، ومقصودها لتستيقن حال السحابة، فكانت السحابة تمر معه، فأقبل ميسرة إلى خديجة وأخبرها بحاله، وقال لها: إني كنت آكل معه حتى يشبع ويبقي الطعام كما هو، وكنت أرى وقت الهاجرة ملكين يظللانه، فدعت خديجة بطبق عليه رطب، ودعت رجالا ورسول الله صلى الله عليه وآله فأكلوا حتى شبعوا، ولم ينقص شيئا، فأعتقت ميسرة وأولاده وأعطته عشرة آلاف درهم لتلك البشارة، ورتبت الخطبة من عمرو بن أسد عمها. قال النسوي في تاريخه:
    أنكحه إياها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ جاء هذا الحديث في البحار ج16ص77 أبوها خويلد بن أسد، فخطب أبو طالب بما رواه الخركوشي في شرف المصطفى، والزمخشري في ربيع الأبرار، وفي تفسيره الكشاف،
    وابن بطة في الإبانة، والجويني في السير عن الحسن، والواقدي وأبي صالح والعتبي فقال:أبو طالب الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم الخليل، ومن ذرية الصفي إسماعيل، وصئصئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل مسكننا بيتا محجوجا،وحرما أمنا، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوازن برجل من قريش إلا رجح به، ولا يقاس بأحد منهم إلا عظم عنه، وإن كان في المال مقل فإن المال ورق حائل وظل زائل، وله والله خطب عظيم، ونبأ شائع، وله رغبة في خديجة، ولها فيه رغبة، فزوجوه والصداق ما سألتموه من مالي عاجلة وآجلة فقال خويلد: زوجناه ورضينا به. وروي أنه قال بعض قريش: يا عجبا أيمهر النساء الرجال، فغضب أبو طالب وقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان، وإذا كانوا أمثالكم لم تزوجوا إلا بالمهر الغالي، فقال رجل من قريش يقال له: عبد الله بن غنم: هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد تزوجته خير البرية كلها * ومن ذا الذي في الناس مثل محمد؟ وبشر به المرء أن عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد أقرت به الكتاب قدما بأنه * رسول من البطحاء هاد يهتدى به(1)
    سؤال يتبادر إلى أذهاننا إذا كان عبد المطلب قد عرف قدر الرسالة وصاحبها وكان ممن رعى شخص الرسول وحماه من غدر اليهود وكان طيلة فترة احتضانه لنبي كان همه الوحيد المحافظة على مبلغ الرسالة السماوية وهادي هذه ألأمة للخروج من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الأيمان والهداية وكان يعرف ماهي النبوة ويدرك حقيقة وجود الله ومؤمن بكل رسالاته وكان في كل محفل يبين للناس قدر النبي الأكرم وما ينتظره من أمور السماء وحقيقة الرسالة التي سوف يحملها من الله عز وجل وأنه خاتم الأنبياء ووارثهم وأفضلهم كيف يتهم بالشرك وإلالحاد وأنه مات كافراً نترك الإجابة لكم
    يتبع

    والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا

    الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

    تعليق


    • #3
      تكملة البحث

      المبحث الثالث/خديجة أمة جمعت في امرأة فضائل مكانتها


      خديجة عليها السلام أمة جمعت في امرأة ولذالك نلتمس العذر أن لم نوفق في تسلسل الفكرة أو إيصال المفردة المناسبة لغرض بيان المعنى أو إظهار الدلالة على ما شملته هذه الآمة من رقي وخزين فكري يدعم الأجيال على مر العصور

      قال تعالى مخاطباً حبيبه المصطفى صلى الله عليه واله (ووجدك عائلاً فأغنى) 2 هذه الآيات في تفسيرها الظاهري تتحدث عن مرحلة من مراحل حياة النبي الأعظم صلى الله عليه واله وتظهر نعمة الله عليه في هذه المراحل فهو اليتيم الذي هيأ الله له بيت جده عبد المطلب وعمه خير مأوى وهو الفقير الذي أغناه الله (بمال خديجة بنت خويلد عليها السلام )3 وقال صلى الله عليه واله(ما نفعني مال قط مثل ما نفعني(4
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      (1)بحار الانوار ج16ص22 الخصائص الفاطمية ج1ص449 والامالي لصدوق ص406 (2)سورة ال عمران اية 195 (3)الافصاح للشيخ المفيدص212(4)الامالي لشيخ الطوسي ص468
      مال خديجة) وهناك شبهات وقعت بحق خديجة عليها السلام نوضحها بتوفيق من الله ورسوله ونسلط الحقائق العلمية لهذه الشبهات الملفقة لشخصها الجليل
      ونبين العناية الإلهية التي حفظتها من الدنس والجاهلية والدور الذي اختارها الله له في رسالة خاتم النبيين ولتكون الرحم الطاهر لخروج أطهر ما خلق الله وهي الزهراء عليها السلام
      الأمر الأول /نسب خديجة ومكانتها في قريش عليها السلام

      هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد لعزى بن قصي بن كلاب بن كعب بن مرة

      بن لؤي بن غالب بن فهر وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن غالب بن فهر وأم فاطمة هالة بنت عبد مناف بن الحارث ين عمرو بن منقذ بن لؤي بن فهر وأم هالة قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن فهر ومن خلال النسب يظهر لنا أنها عليها السلام تتصل مع النبي في الجد الرابع
      وهو قصي بن كلاب وأمها وجدتها يتصلن مع النبي بالجد الثامن وهو لؤي بن غالب وبهذا عدت خديجة عليها السلام بأن لها رحما ماسا مع رسول الله صلى الله عليه واله ولقد جاء في الحديث (أن الرحم شجنة من الرحمن فقال الله من وصلك وصلني ومن قطعك قطعني )1 وأن لهذا النسب القريب أثره الكبير البالغ في انتقال الجينات الوراثية إلى الأبناء ولقد أشارت كثير من الأحاديث إلى ضرورة عملية أنتقال المرأة وخطورة أثرها في تحديد نوعية الذرية وصلاحها أمرها كقوله صلى الله عليه واله (تخيروا لنطفكم فأن العرق دساس )2 وقوله عليه السلام (أن الخال احد الضجيعين ) ومن خلال هذا نلمس العناية الإلهية والحكمة الربانية التي اختارت خديجة عليها السلام بأن تكون أما لأولاد النبي صلى الله عليه واله فلقد ولدت له أربعة أولاد كلهم ألا إبراهيم فأن أمه كانت مارية القطبية ولقد مات صغيرا(ً3)وأما ذريته فلقد جعلها الله عز وجل من أبنته فاطمة عليها السلام التي ولدتها خديجة عليها السلام ويظهر لنا السر الجلي في أن تكون خديجة عيها السلام بهذا القرب النسبي من الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله لكي يحفظ عز وجل نسل خاتم الأنبياء من التهجين ويبقى سالما محافظا على صفاته النبوية من إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام وقد بين صلى الله عليه واله الحقيقة حتى لايلتبس الأمر على الكثير منهم لأن السائد عند جميع البشر أن ذرية الرجل أنما تكون من صلبه إلا ذرية الرسول صلى الله عليه واله فقد جعلها الله من صلب علي عليه السلام ورحم فاطمة عليها السلام فقال صلى الله عليه واله (أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي ابن أبي طالب)4
      منزلة خديجة لقد بلغت منزلة خديجة عليها السلام قبل الإسلام منزلة سامية في مكة وبين قريش ولقد ذكرها أهل السير والتاريخ بكلمات تكشف عن عظم هذه المنزلة وسمو تلك المكانة فكانت كما ذكروا امرأة حازمة ضابطة جلدة قوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ (5) (1 )أخرجه البخاري في الصحيح ج7 ص73 (2) السرائر لابن أدريس الحلي ج2 ص559 (3)للحافظ ابن كثير الدمشقي ج2 ص359(4)تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج1 ص316(5)طبقات سعد ج1 ص105 الاثيرج7ص78 السيرة الحلبية ج1 ص223 (23)

      شريفة مع ما أراد الله لها من من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط نساء قريش
      بالطاهرة ويقال لها سيدة قومها وكل قومها كان حريصاً على الاقتران بها لو يقدر عليه وقد خطبها رجال قريش وبذلوا لها الأموال وكان رفضها عدم توفر الصفات الخيرة والسجايا الطيبة التي كانت تبحث عنها لأنها بمواصفات لا تجعلها توافق إلا من يكون كفاء لها أو أكثر حتى يوازي مكانتها ويعرف قيمتها
      يتبع

      والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
      التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة عبو ; الساعة 19-06-2015, 10:00 PM. سبب آخر:
      الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

      تعليق


      • #4
        تكملة البحث

        الأمر الثاني/كم كان عمر خديجة عليها السلام عندما تزوجها النبي صلى عليه واله
        وسلم

        عندما نقرا كتب السيرة والتاريخ نجد تفاوتاً كبيراً في الروايات التي ذكرت عمر خديجة عليها السلام حين اقترانها برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكان العمر الذي ابتدأت فيه هذه الروايات (خمسة وعشرين سنة)(1) وبعض الروايات وصلت بعمرها ساعة زواجها لعمر (ستة وأربعين سنة)(2) هذا التفاوت من خلاله نلتمس حقيقة ضائعة تحدد عمرها حينما تزوجها الرسول صلى الله عليه واله ولكي نتمكن من الوصول إلى هذه الحقيقة اعتمدنا أمور
        أولاً:رواية إلبيهقي المتوفى سنة 458هجرية ذكر في الدلائل أن عمر خديجة عليها السلام حين الوفاة (خمسين)ولقد أعده العمر الصحيح وهذا قوله (لقد بلغت خديجة خمساً وستين سنة ويقال خمسين وهو الأصح )(3)
        ثانياً:رواية الحافظ ابن كثير(المتوفى سنة 774)(4) والذي أعتمد رواية البيهقي إذ ذهب إلى عمر خديجة عليها السلام حين الوفاة كان خمسين)5
        ثالثاً:رواية الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405هج فقد عد القول الذي ذكر أن عمر خديجة حين الوفاة خمساً وستين قولاً شاذاً وأضاف (أن الذي عندي أنها لم تبلغ الستين سنة)6 ورواية محمد بن إسحاق لمطلبي صاحب السير المتوفي سنة 151هج قال الحاكم النيسابوري قد بين العمر الذي بلغته خديجة حين الوفاة وذالك من خلال الرواية التي أخرجها عن محمد بن إسحاق الذي ذكر أن خديجة كان لها يوم تزوجها رسول الله صلى الله عليه واله ثمان وعشرون سنة ولم يذكر سواها وهذا يعني أن عمرها حين الوفاة كان أثنين وخمسين سنة لأن الفترة
        التي عاشتها خديجة مع النبي صلى الله عليه واله كانت خمساً وعشرين سنة )6
        ورواية الحافظ ابن عساكر الدمشقي ذكر أنها توفيت عن عمر يناهز الخمس والخمسين سنة )7 وهذه الأقوال تدل على أن العمر الذي بلغته أم المؤمنين خديجة عليها السلام حين الوفاة كان الخمسين والآن ننظر إلى أقوال المؤرخين في تحديد السنة التي توفيت فيها كي نصل إلى معرفة السنة التي تزوجت فيها من النبي صلى الله عليه واله وكم كان عمرها حين الزواج ذكر المؤرخون أن خديجة توفيت في السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين )7 وهذا يعني أن عمرها حينما بعث النبي صلى الله عليه واله كان وهو العمر الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه واله بمعنى أدق كانت بعمر النبي صلى الله علي واله أما عمرها حين الزواج فقد ذكروا أنها تزوجت قبل البعثة بخمسة عشر سنة عاماً)8 لأنها عليها السلام
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (9) 1 دلائل النبوة للبيهقيج1ص116( 2 )سيرة ابن كثيرص264 (3)المستدرك الصحيحين ج3ص183 (4)تاريخ الخميس ج1ص264ومحمدبن اسحاق ج2ص88 (5)تذكرة الحافظ الذهبي ج4ص1328 وكتاب الاربعين ص52 (6)التبين في انساب القريشين ص73 (7)حدائق الانوارج1 ص155 (8)الوفا ج1 ص145 وتاريخ الخميس ج1ص224 والأوال ج1ص161 (24) عاشت مع النبي صلى الله عليه واله (خمس وعشرين سنة )منها خمس عشرة عندما تزوجها الرسول صلى الله واله كان مساوياً لعمر النبي صلى الله عليه واله
        سنة قبل البعثة وعشر سنوات بعدها وتوفيت ولها من العمر خمسون سنة وأكثر
        الأقوال شهرة أن النبي تزوج وعمره خمس وعشرون سنة فان عمر خديجة حين الزواج كان مساوياً لعمر النبي صلى الله عليه واله وسلم )1

        يتبع

        والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
        الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

        تعليق


        • #5

          تكملة البحث

          الأمر الثالث/هل تزوجت خديجة قبل اقترانها بالنبي
          صلى الله عليه واله وسلم

          المسألة الأولى :هذا السؤال ربما خطر على ذهن القراء أو ربما وجدوا الآراء في بعض الكتب التي تقول أنها قد تزوجت مرتين قبل النبي صلى الله عليه واله ومن كتب هذه المعلومات لم يستند للحكم الإلهية والضوابط الشرعية ولم يعطي الأدلة الكاملة لهذا الزواج فيبقى القارئ المثقف في حيرة تصديق وتكذيب ولهذا سوف نطرح السؤال على مائدة البحث العلمي ليفهم القارئ أن مكانة عظيمة وجليلة كخديجة تحتضنها العناية الإلهية لتكون زوجة خاتم الأنبياء وحاملة لعرش الوصاية الربانية

          أولاً:اعتراض أبي القاسم الكوفي (لمتوفى سنة352)2 على أنها تزوجت قبل النبي صلى الله عليه واله وعدها من الفظائع مع استحالة وقوعها عند أهل العقل والتمييز فقال أن ألإجماع من الخاص والعام من أهل الآثار ونقلة الأخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم إلا من خطب خديجة ورام تزويجها فامتنعت على جميعهم من ذالك فلما تزوجها رسول الله صلى الله
          عليه واله غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحداً منهم وتزوجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تميم وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه إلا يعلم ذوو التميز والنظر أنه من المحال وأفظع المقال؟)3
          ثانياً:وفي قول الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو يخاطب جده الإمام الحسين بن علي عليهما السلام سيد شباب أهل الجنة بهذه الكلمات "أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها"4 دلالة أخرى تسير جنباً إلى جنب مع القران لتبين حصانة خديجة عليها السلام من إلأرجاس بدلالة قوله عليه السلام "والأرحام المطهرة")3
          ثالثاً:دلالة آية التطهير على عدم زواجها قبل النبي صلى الله عليه واله أن اختصاص فاطمة الزهراء عليها السلام بآية التطهير فيه دلالة على عدم زواج خديجة بأحد قبل النبي صلى الله عليه واله وذلك بمقتضى الإرادة الربانية المخبرة عنها الآية في قوله تعالى (أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)4
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
          (1)الوفا ج1ص145 (2)المحدث النوري ج3ص322 (3)اوردها الشيخ الطوسي في المصباح (4)سورة الاحزاب33
          (25)
          رابعاً:وعند(ابن شهر)الخبر اليقين فقال رحمة الله عليه روي أحمد إلبلاذي وأبو القاسم الكوفي في كتابهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التلخيص أن النبي صلى الله عليه واله تزوج بها عذراء)4

          يتبع

          والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا

          الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

          تعليق


          • #6
            تكملة البحث

            الأمر الرابع:ما حقيقة البنتين ونسبة قرابتهن من خديجة عليها السلام



            لقد قدمت المصادر على أنهن بنات خديجة عليها السلام وللعرض الذي قدمناه أنفاً بنفي زواجها قبل الرسول صلى الله عليه واله وحقيقة قرابة البنتين لخديجة عليها السلام أنهن كانتا بنات أختها هالة ولأن خديجة عليها السلام كانت ميسورة الحال فقد تكفلت بإعالتهما وأنهن ربائب خديجة واحتضانها لهن كان قبل زواجها بالنبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وعندما انتقلت خديجة عليها السلام للعيش مع النبي صلى الله عليه واله انتقلن معها فنشأن بين أحضان المصطفى صلى الله عليه واله وقد أشار لتلك الحقيقة بعض العلماء منهم أبو القاسم الكوفي وأبن شهر أشوب ولمجلسي بقولهم (أنهن بنات أخت خديجة عليها السلام )
            (1)
            ماتت أمهن فأخذتهن خديجة فلما انتقلن إلى بيت النبي صلى الله عليه واله مع خالتهن خديجة عليها السلام فأن هذا الوضع جعلهن في مكانة البنات لرسول الله صلى الله عليه واله وعرفن بذلك فظن البعض أنهن حقاً من صلبه صلى الله عليه واله وسلم وأن قد ولدتهن خديجة عليها السلام
            وقد تقصد البعض على الترويج أنهن بنات الرسول صلى الله عليه واله لأغراض سياسية وعدائية كان المستهدف الأول فيها علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام لأن أزواج البنتين كانوا من بني أمية وهم أبي العاص بن الربيع الأموي زوج زينب وعثمان بن عفان زوج رقية؟كل هذه الأكاذيب صيغت بعناية فائقة لأن علي أبن أبي طالب عليه السلام هو الصهر الوحيد لنبي صلى الله عليه واله وهو من حضي ببنت النبي صلى الله عليه واله الوحيدة وأن هذه البنت هي بضعته وأنها سيدة نساء العالمين وأنها سيدة نساء الجنة هذا من جهة بنت النبي صلى الله عليه واله أما من جهة صهره فعلي أبن أبي طالب عليه الصلاة والسلام هو ليث الغاب إذا اشتدت الأسنة وهو قاطع دابر الكفر وهم في الأجنة ويكفيك منه في الإسلام أنه ميزان القران والسنة فمبغضه يساق إلى النار ومحبه يزف إلى الجنة (2) والقول القاطع كان لرسول الله صلى الله عليه واله روى أبو سعيد في شرف المصطفى والطبري في الرياض النضرة "أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لعلي عليه السلام (أوتيت ثلاثاً لم يؤتيهن أحد ولا أنا أوتيت صهراً ولم أوت أنا مثلي وأوتيت صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنكم مني وأنا منكم )(3)
            وقول رسول الله صلى الله عليه واله (أوتيت ثلاثا لم يؤتيهن احد ولا أنا )
            دليل قاطع على حصر هذه الأمور الثلاثة في علي أبن أبي طالب عليه السلام وهذا الحديث قاطع أن علي عليه السلام صهره الوحيد لأنه قال (لم يؤتيهن أحد ولاأنا)
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
            (1)الاستغاثة ج1ص68و69 المناقب لابن شهرج1ص206 (2)أخرجه البخاري في صحيحه في باب فضل علي ج3ص1360 (3)شرف المصطفى للخركوشي الورقة 173)4مناقب ال أبي طالب ج1 ص159


            يتبع

            والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
            الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

            تعليق


            • #7

              تكملة البحث

              الأمر الخامس:مكانة دار خديجة
              عليها السلام لأنه يشهد أهم الأحداث التي عاشها النبي صلى الله عليه واله خلال ربع قرن

              أولاً:يعتبر كونه مسجداً بحكم قول الله عز وجل (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه السميع البصير)
              1 هذه الآية أعطت لدار خديجة عليها السلام شرافة خاصة لم ينلها موقع أخر في مكة بعد البيت الحرام وأن كان المكيون ينظرون إليه دار سكنى رسول الله صلى الله عليه واله وأعطت هذه الآية صفة الحرمة التي أعطتها للكعبة فقال تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام)2 وهذا يلزم أن يتعامل مع بيت خديجة عليها السلام كما يتعامل مع البيت الحرام لأنه أسري بالرسول حينما جاءه جبرائيل عليه السلام من بيت خديجة والآية تتمم المعنى وهو المحطة الأولى التي أسري منها بالنبي صلى الله عليه واله
              ثانياً:أن لخديجة من الطهر ما لمريم عليها السلام ؟
              أن جعل القران دار خديجة عليها السلام مسجداً يلزم أن تكون خديجة عليها السلام ممن طهرها الله تعالى كمريم بنت عمران إذ العلة التي طهرت بها مريم كانت لغرض مكوثها في بيت المقدس قال تعالى(وإذ قالت الملائكة يا مريم أن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)3 وخديجة عليها السلام في المسجد الحرام الذي نص عليه القران وبذالك لزم أن تكون طاهرة بتولاً لا ترى ما تراه النساء وإلا للزم أن تسكن داراً أخرى غير هذه الدار التي هي المسجد الحرام فضلاً عن أن مكوثها في المسجد دون طهر يترتب عليه أحكام خاصة لا تجيز لها البقاء فيه وهي أم الأئمة المعصومين الذين خصهم الله بسابق عنايته وقديم لطفه فقال عنهم في محكم كتابه (أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)4 وفي ذالك يقول ابن حجر العسقلاني ومرجع أهل البيت هؤلاء إلى خديجة لأن الحسنين من فاطمة بنتها وعلي نشاء في بيت خديجة وهو صغير ثم تزوج بنتها بعدها فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها)5 فضلاً عن ذالك فان كثيراً من الفقهاء والمفسرين سواء من مدرسة أهل البيت أو المدارس الأخرى قد أشاروا إلى أن الإسراء كان من بيت خديجة عليها السلام وهم كالأتي نورد أسمائهم حسب التسلسل الزمني لحياتهم
              أولاً:شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله تعالى عليه (لمتوفى 410 ه)فانه قال في كتاب الخلاف (وإنما أسري به من بيت خديجة )6
              ثانياً:الحافظ أبن أشهر أشوب المازندرآني (المتوفى 588 ه)فقد روي عن (السدي والواقدي قولهما في أن الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر بمكة في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت بعد العتمة من دار من دار أم هانئ بنت أبي طالب وقيل من بيت خديجة )7
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              (1)الاسراء1 (2)المائدة97 (3)ال عمران 42 (4)الاحزاب33 (5)صحيح البخاريج7ص104 (6)الخلاف للطوسيج3ص189 (7)المناقب لابن شهر لاشوب ج1ص153

              (27)
              ثالثاً:المفسر الكبير العلامة الفخر الرازي (امتوفى 606ه)وقد نقل القول الشافعي في حكم دخول الكافر المسجد قائلاً (قد يكون المراد من المسجد الحرام لقوله تعالىسبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام )وإنما أسري به من بيت خديجة )1

              يتبع

              والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
              الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

              تعليق


              • #8
                تكملة البحث

                الأمر السادس:منزلة خديجة عليها السلام في القران والسنة


                أن السيدة خديجة عليها السلام حينما أعطيت كل أسباب الدنيا من المال والثراء والجمال وشرافة النسب وتوقد الفهم وحسن المنطق فتسخره في طاعة ربها أولا:في القران 0وتهاجر إليه وإلى رسوله هذه الهجرة التي وصفها القرآن بقوله (وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً)
                1
                فخديجة لم يخيرها ربها بين الدنيا ة والآخرة كما حصل مع لأزواج النبي صلى الله عليه واله كعائشة وحفصة وأم سلمة وغيرهن وإنما أعطاها أسباب الدنيا لكنها هجرتها وأرادت الله ورسوله صلى الله عليه واله لا لأجل جنته وإنما حباً به وبرسوله قل أن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله)2وخديجة عليها السلام قادها حبها لله ورسوله صلى الله عليه واله إلى درجة التي يباهي الله بها الملائكة وذلك من خلال بلوغها رتبة عالية من مراتب التوحيد وذكرها في القران عليها السلام عندما أختارها زوجة لرسوله ووهبت له كل ما تملك قال تعالى (ووجدك عائلاً فأغنى)3 وأيضاً ذكرت في الآية (والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين آماماً)4 وهذه الآية تحدثت عن كناية خديجة وفاطمة صلوات الله عليهما فأما في اختصاصها بخديجة فقد أخرج الحاكم الحسكاني عن أبي سعيد في قوله (هب لنا)الآية قال النبي صلى الله عليه واله قلت يا جبرئيل من أزواجنا قال خديجة قلت ومن ذريتنا قال الحسن والحسين عليهما السلام قلت واجعلنا للمتقين أماماً قال علي عليه السلام 4
                وقوله تعالى(والسابقون السابقون*أولئك المقربون)5 واختصت هذه الآية برسول الله صلى الله عليه وعلي أبن أبي طالب وخديجة عليها السلام وهذه الآية تشير إلى احد الصفات التي امتازوا بها وهي سبقهم للأيمان ولا يخفى على القارئ
                المتتبع أن أسبقية علي أبن أبي طالب عليه السلام وخديجة إلى الأيمان بالله ورسوله صلى الله عليه واله كان مما امتازوا به على سائر المسلمين )6 0000 ثانياً:في السنة0 قال رسول الله صلى الله عليه واله خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد )
                وقال خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد) وقال صلى الله عليه واله اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد)7
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
                (5)سورة المطففين27(7)ذخائر العقبىص178 (3)الضحى6و7و8 (4)الفرقان74
                (2)ال عمران31


                (28)
                قالت أم سلمة :فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله صلى الله عليه واله خديجة وأين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس وآزرتني على دين الله وأعانتني عليه بمالها أن الله عز وجل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب)1
                وما صدر من نصوص نبوية في وصف القصب من لؤلؤة جوفاء)2
                وقال صلى الله عليه لفاطمة عليها السلام أن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب وعمده من ياقوت أحمر )3
                ولم ينصف التاريخ الإسلامي الأموي خديجة عليها السلام وذريتها فضيع حقوقهم وحبس فضائلهم ومكانتهم وتكتم على فضائل أعمالهم وحسن أخلاقهم وسيرتهم العظيمة في طريق رضا الله عز وجل لكن معرفتهم إلحقيقية وعلوا شأنهم شيئاً قد أمنا به وترسخ في بطون أيماننا لما جعل الله لهم المكانة المطلقة في ولايتهم وجعلها الطريق الوحيد للوصول إلى الأيمان به فمن خلال مكانتهم الإلهية وفرض حبهم لحبه والتعلق بهم هو التعلق برضاه أيقنا بمكانة قدسية قد حازوا عليها ووصلوا بها لمرضاة الرب هذا الرضا قد فسر لنا قمة ألإخلاص والورع واليقين والرضا بدرجة حازوا بها هذه المكانة التي جعلها الله لهم وجعل رضاه من رضاهم وهم الطريق الوحيد للوصول إلى ألأيمان بالله فهنيئاً لخديجة رضا الله وما جزاء ألإحسان ألا ألإحسان فخير أمة لخير سيد بشر ؟

                يتبع

                والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا
                الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

                تعليق


                • #9
                  تكملة البحث


                  المبحث الثالث:أفضلية النبي على سائر الأنبياء وأمته على سائر
                  الأمم صلى الله عليه واله

                  فضائله على الأنبياء:
                  عليهم لسلام- جاء في مناقب ابن شهر اشوب: إن كان لآدم عليه السلام سجود الملائكة مرة فلمحمد صلوات الله والملائكة والناس أجمعين كل ساعة إلى يوم القيامة، وإن كان آدم قبلة الملائكة فجعله الله إمام الأنبياء ليلة المعراج فصار إمام آدم عليه السلام، وإن خلق آدم عليه السلام من طين فإنه صلى الله عليه واله خلق من النور،قوله: " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين " وإن كان آدم أول الخلق فقد صار محمد قبله قوله: " إن الله خلقني من نور وخلق ذلك النور قبل آدم بألفي ألف سنة وإن كان آدم عليه السلام أبو البشر فمحمد صلى الله عليه وآله سيد النذر، قوله صلى الله عليه وآله: آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة ".وإن كان آدم عليه السلام أول الأنبياء فنبوة محمد أقدم منه، قوله: " كنت نبيا وآدم عليه السلام منخول ( ١) في طينته ". وإن عجزت الملائكة عن آدم عليه السلام فأعطي صلى الله عليه واله القرآن الذي عجز عنه الأولون والآخرون، وإن قيل لآدم عليه السلام: " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ( ٢) " فقال له: " ليغفر لك الله ( ٣وإن دخل آدم في الجنة فقد عرج به صلى الله عليه واله إلى قاب قوسين أو أدنى
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
                  ١) من نخل الدقيق: غربله وأزال نخالته. (2)المعجم الكبير لطبراني ج23ص8 (1)مسند ابي يعلي ج4ص41. ٢) البقرة: ( ٣)( الفتح: ٢ (3)الآمال لطوسي ص175
                  (29)
                  إدريس: قوله: " ورفعناه مكانا عليا ( ٤) " أي السماء، وللنبي: " ورفعنا لك ذكرك ( ٥وناجى إدريس عليه السلام ربه، ونادى الله محمدا: " فأوحى إلى عبده ما أوحى ( ٦وأطعم إدريس عليه السلام بعد وفاته، وقد أطعمه الله في حال حياته، قوله صلى الله عليه وآله: " إني لست كأحدكم
                  com
                  إني أبيت عند ربي ويطعمني ويسقيني. نوح عليه السلام: جرت له السفينة على الماء وهي تجري للكافر والمؤمن، ولمحمد صلى
                  الله عليه وآله جرى الحجر على الماء، وذلك أنه كان على شفير غدير ووراء الغدير تل عظيم، فقال عكرمة
                  ابن أبي جهل: يا محمد إن كنت نبيا فادع من صخور ذلك التل حتى يخوض الماء فيعبر،فدعا بالصخرة فجعلت تأتي على وجه الماء حتى مثلت بين يديه، فأمرها بالرجوع فرجعت كما جاءت.وأجيبت دعوته على قومه: " لا تذر على الأرض ( ١) " فهطلت له السماء بالعقوبة،وأجيبت لمحمد بالرحمة حيث قال: " حوالينا ولا علينا " فنوح عليه السلام رسول العقوبة،ومحمد صلى الله عليه وآله رسول الرحمة: " وما أرسلناك إلا رحمة ( ٢) " دعا نوح لنفسه ولنفر يسير: " رب
                  " اغفر لي ولوالدي ( ٣) " ومحمد دعا لامته من ولد منهم ومن لم يولد: " واعف عنا ( ٤وقال له: " وجعلنا ذريته هم الباقين ( ٥) " وقال لمحمد: " ذرية بعضها من بعض ( ٦) " كانت سفينة نوح عليه السلام سبب النجاة في الدنيا، وذرية محمد صلى الله عليه وآله سبب النجاة في العقبى ( ٧قوله: " مثل أهل بيتي كسفينة نوح " الخبر. وقال نوح عليه السلام: " إن ابني من أهلي ( ٨) " فقيل له: " إنه ليس من أهلك ( ٩ومحمد لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة، ولم ينظر إليهم بعين المقة. قال حسان: وإن كان نوح نجى سالما * على الفلك بالقوم لما نجى فإن النبي نجى سالما * إلى الغار في الليل لما دجى
                  هود عليه السلام انتصر من أعدائه بالريح، قوله: " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم ( ١) " ومحمد نصره الله يوم الأحزاب والخندق بالريح والملائكة: قوله: " بجنود لم تروها ( ٢) " فزاد الله محمدا على هود بثلاثة آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط، وريح محمد صلى الله عليه وآله ريح رحمة قوله: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم ( ٣) " الآية،
                  وصبر هود في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب، والنبي صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد، وحصب بالحصى ( ٤) وعلاه أبو جهل بسلى ( ٥) شاة، فأوحى الله إلى جاجائيل ملك الجبال: أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله، فأتاه فقال له: قد أمرت لك
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

                  . ١) نوح: ٢٦.) ٤) مريم: ٥ ٥) الشرح: ٤ ٦) النجم: ١٠ ٢) الأنبياء: ١٠٧ ) ٣) نوح) البقرة: ٢٨٦ ) ٥) الصافات: ٧٧ ) ٦) آل عمران: ٣٤ )7) بل في الدنيا والآخرة، لأنهم هدوا الناس إلى مصالحهم مصالح الدنيا والآخرة، فيهم )نجوا من مهالك الدنيا وعذاب الآخرة، وفازوا بسعادتهما.
                  . ٨) هود: ٤٥ ). ٩) هود: ٤6

                  (30)
                  بالطاعة، فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال: إنما بعثت رحمة اهد قومي فإنهم لا يعلمون. صالح عليه السلام خرجت لصالح ناقة عشراء ( ٦) من بين صخرة صماء، وأخرج لنبينا صلى الله عليه وآله رجل من وسط الجبل يدعو له ويقول: " اللهم ارفع له ذكرا، اللهم أوجب له أجرا،
                  اللهم احطط عنه وزرا " وعقر ناقته، وعقر أولاد محمد أبو القاسم البارع صلى الله عليه وآله. لناقة صالح نادت أناس * وقد جسروا على قتل الحسين
                  وكان لصاح ينذر قومه فقيل له: يا صالح ائتنا بعذاب الله، ومحمد نبي الرحمة، قوله: وما أرسلناك إلا رحمة ( ٧) " والناقة لم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة وقد تكلم مع النبي صلى الله عليه نوق كثيرة. لوط، قال حسان بن ثابت:

                  وإن كان لوط دعا ربه * على القوم فاستو صلوا بالبلا
                  فإن النبي ببدر دعا * على المشركين بسيف الفنا فناداه جبريل من فوقه * بلبيك لبيك سل ما تشاء إبراهيم عليه السلام نظر من الملك إلى الملك: " وكذلك نري إبراهيم ( ١) " والحبيب نظر من الملك إلى الملك: " ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ( ٢الخليل عليه السلام طالب قال: " إني ذاهب إلى ربي ( ٣) " والحبيب مطلوب: " أسرى بعبده ليلا ( ٤) " قال الخليل عليه السلام: " والذي أطمع أن يغفر لي ( ٥) " وقيل للحبيب: ليغفر لك الله ( ٦) " وقال الخليل: " ولا تخزني ( ٧) " وللحبيب: " يوم لا يخزي الله قال الخليل عليه السلام وسط النار: حسبي الله، وقيل للحبيب: " يا أيها النبي حسبك الله" (٩)قال الخليل عليه السلام: " واجعل لي لسان صدق ( ١٠ ) " وقيل للحبيب صلى الله عليه وآله: " ورفعنا لك
                  ذكرك ( ١١ ) " قال الخليل عليه السلام: " وارنا مناسكنا ( ١٢ ) وقيل للحبيب صلى الله عليه" ( وآله: " لنريه ( ١٣
                  الخليل عليه السلام ( ١٤ ) " واجعلني من ورثة جنة النعيم ( ١٥ ) " وللحبيب
                  صلى الله عليه وآله وللآخرة خير لك ( ١٦ ) " الخليل عليه السلام: " والذي هو يطعمني ( ١٧ ) " وللحبيب صلى الله عليه وآله أطعمهم من جوع ( ١٨ ) " لأجلك.الخليل عليه السلام بخل على أعدائه بالرزق " وارزق أهله من الثمرات ( ١٩ ) " والحبيب صلى الله عليه وآله سخا بها على الأعداء حتى عوتب: " ولا تبسطها كل البسط ( ٢٠الخليل عليه السلام أقسم بالله: " وتالله لأكيدن أصنامكم ( ٢١ ) " وأقسم الله بالحبيب: "لعمركpإ نهم ( ١) " واتخذ مقام الخليل قبلة: " واتخذوا من مقام إبراهيم ( ٢) " وجعل أحوال الحبيب وأفعاله وأقواله قبلة: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة ( ٣) " الخليل عليه السلام كسر أصنام قوم بالخفية غضبا لله، والحبيب كسر عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما، وأذل منعبدها بالسيف،
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
                  . ١) الانعام: ٧٥ ) ٢) الفرقان: ٤٥ ) ٣) الصفات: ٩٩ ) ٤) الاسراء: ١ ) ٥) الشعراء: ٨٢ ) ٦) الفتح: الذاريات: ٤١ )) التوبة: ٤٠ . أقول: هذه آية الغار، وأما نصرته في يوم الأحزاب والخندق ففي آية: وجنود لم تروها " وهي في الأحزاب: ٩، ونصره في يوم حنين فقال: " وأنزل جنودا لم تروها 3التوبة٢٦)الأحزاب
                  ٩. ٧) الأنبياء: ١٠٧ ) ٧) الشعراء ٨) التحريم: ٨ ) ٩) الأنفال: ٦٤ ) ١٠ ) الشعراء: ٨٤. ١١ ) الشرح: ٤ ) ١٢ ) البقرة: ١٢٨ ) ١٣ ) الاسراء.(15)الشعراء8

                  (31)

                  اصطفى الخليل عليه السلام بعد الابتلاء: "ولقد اصطفيناه ( ٤) " واصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله قبل الابتلاء: " الله يصطفي ( ٥) " الخليل عليه السلام بذل ماله لأجل الجليل،وخلق الجليل العالم لأجل الحبيب صلى الله عليه وآله، مقام الخليل عليه السلام مقام الخدمة: . ٥) البقرة: ١٢٤mمحمد أرفع ذكرا من ذلك، جعلت فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين من بناته،والحسن و
                  الحسين عليهما السلام من ذريته، وآتاه الكتاب المحفوظ لا يبدل ولا يغير ( ١)، وصبر يعقوب عليه السلام على فراق ولده حتى كاد يحرض، وصبر محمد صلى الله عليه وآله على وفاة إبراهيم وعلى ما علم من فحوى ما يجري على ذريته.
                  يوسف عليه السلام إن كان له جمال فلمحمد صلى الله عليه وآله ملاحة وكمال، قوله صلى الله عليه وآله: كان يوسف عليه السلام أحسن ولكنني أملح.
                  وإن كان يوسف في الليل نورانيا فمحمد في الدنيا والعقبى نوراني، ففي الدنيا
                  يهدي الله لنوره، وفي العقبى: " انظرونا نقتبس ( يوسف عليه السلام دعا لمالك بن ذعر ليكثر ماله وولده، قال النبي صلى الله عليه وآله: "( ستدرك (
                  ولدا لي يسمى الباقر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، وقال لأ نس: اللهم أطل عمره،وأكثر ماله وولده " فبقي إلى أيام عمر بن عبد العزيز، وله عشرون من الذكور، وثمانون من الإناث، وكانت شجراته كل حول ذوات ثمرتين
                  صبر يوسف عليه السلام في الجب والحبس والفرقة والمعصية، ومحمد قاسى من كثرة الغربة والفرقة، وحبس في الشعب ثلاث سنين، وفي الغار ثلاث ليال، وكان ليوسف عليه السلام رؤياه، ولمحمد: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام) أقسم الله تعالى لأجله بخمسة عشر قسماً :بهدايته برسالته:( والنجم إذاهوى ( ٤" (يس والقرآن الحكيم ( ٥) " بولي عهده: " والعاديات ضبحا ( ٦) " بمعراجه: " لتركبن طبقا عن طبق ( ٧) " بشريعته: " والعصر إن الإنسان لفي خسر ( ٨) " بكتابه: ق -والقرآن المجيد ( ٩) " بخلقه: " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ( ١٠ ) " بخلقه: " ن والقلم ( ١١
                  بزيادة نوافله: " طه ما أنزلنا ( ١٢ ) " بطهارته: " فلا اقسم بما تبصرون ( ١٣ ) " ببلده: " لا اقسم بهذا البلد ( ١٤ ) " بمحبته: " والضحى والليل ( ١٥ ) " بتهديد مؤذيه: " كلا لئن لم ينته(١٦)بعقوبة أعدائه: " كلا إنهم عن ربهم يومئذ ( ١٧ ) " بعمره: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ( ١٨ )
                  ومن شدة فرط المحبة أن يحلف بعمر حبيبه، وكل ما سأل الأنبياء من الله
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
                  (5)البقرة:124
                  . ٦) التوبة: ٣٣ . والفتح: ٢٨ . الصف: ٩ ) ٧) إبراهيم: ٣٥ ) ٨) الأحزاب: ٣٣ )9) خاله: صادقه وآخاه.
                  . ١٠ ) الضحى: ٥ ) ١١ ) آل عمران: ٣١ )
                  ١٢ ) في المصدر: والهداية في ذريته. ) ١٣ ) العنكبوت: ٢٧ )(٤٠٧
                  ) ٤) النجم: ١ ) ٥) يس: ١ ) ٦) العاديات: ١ )
                  . ٧) الانشقاق: ١٩ ) ٨) العصر: ١ ) ٩) ق: ١ ). ١٠
                  ١ )١٤ ) في المصدر: قال الخليل. ) ١٥ ) الشعراء: ٨٥ ). ١٦ ) الضحى: ٤ ) ١٧ ) الشعراء: ٧٩ )
                  . ١٨ ) قريش: ٤ (32)
                  تعالى أعطى وأعطى الله حبيبه بلا سؤال:: آدم عليه السلام: " وإن لم تغفر لنا ( ٢٠ ) " وله: " لي غفر لك الله ( ٢١ ) " نوح عليه السلام: " لا تدر على الأرض ( ٢٢ ) " وله: " إنا كفيناك المستهزئين" (٢٣) إبراهيم عليه السلام: " ولا تخزني يوم يبعثون ( ٢٤ ) " وله " يوم لا يخزي الله النبي ( ٢٥شعيب عليه السلام: " ربنا افتح بيننا ( ٢٦ ) " وله: " إنا فتحنا لك ( ٢٧ ) " لوط عليه السلام: " رب انصرني على القوم ( ١) " وله: " وينصرك الله ( ٢) " موسى عليه السلام: " قال رب اشرح لي صدري٣) " وله: ) ألم نشرح لك ( ٤) " موسى عليه السلام: " اخلفني في قومي ( ٥) " وله: إنما وليكم الله" (٦)
                  المقام أربعة: مقام الشوق لشعيب عليه السلام حيث بكى من خوف الله، ومقام السلام لإبراهيم عليه السلام: إذ جاء ربه بقلب سليم ( ٧) " ومقام المناجاة لموسى عليه السلام: "وقربناه نجيا ( ٨) " ومقام المحبة للنبي صلى الله عليه وآله: " فكان قاب قوسين ( ٩) " وسمى الله تعالى نوحا شكورا: " إنه كان عبدا شكورا ( ١٠ ) " وإبراهيم عليه السلام حليما: " إن إبراهيم لحليم" (١١)
                  وموسى عليه السلام كليما: " وكلم الله موسى تكليما ( ١٢ ) " وجمع له كما جمع لنفسه فقال: إن الله بالناس لرؤوف رحيم ( ١٣ ) " وله: بالمؤمنين رؤوف رحيم ( ١٤ ) " قيل: هما واحد، وقيل: الرؤوف: شدة الرحمة، رؤوف بالمطيعين، رحيم بالمذنبين، رؤوف بأقربائه رحيم بأصحابه، رؤوف بعترته، رحيم بأمته، رؤوف بمن رآ ه، رحيم بمن لم يره

                  أكرم الله نبيه بالفاتحة وبين فضل أمته على سائر الأمم :وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال 0قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن الله تعالى قال لي يا محمد ولقد أتيناك سبعاً من المثاني والقران العظيم فأفرد المتنان علي
                  بفاتحة الكتاب وجعلها باء أزا القران وأن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش وأن الله خص محمداً وشرفه بها ولم يشرك فيها احد اً من أنبيائه ماخلا سليمان فأنه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم آلا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت (أني القي إلى كتاب كريم إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ) آلا فمن قرءها معتقد لموالاة محمد واله منقاداً لأمرها مؤمنا بضا هرها وباطنها
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  ) ١٩ ) البقرة: ١٢٦ ) ٢٠ ) الاسراء: ٢٩ ) ٢١ ) الأنبياء: ٥٧ )(٤٠٥)
                  ١) العنكبوت: ٣٠ ) ٢) الفتح: ٣ ) ٣) طه: ٢٥ ) ٤) الشرح: ١ ) ٥) الأعراف: ١٤٢ ) ٦) المائدة: ٥٥
                  . ٧) الصافات: ٨٤ ) ٨) مريم: ٥٢ ) ٩) النجم: ٩ ) ١٠ ) الاسراء: ٣ ) ١١ ) القلم: ١ ) ١٢ ) طه: ١ )
                  . ١٣ ) الحاقة: ٣٨ ) ١٤ ) البلد: ١ ) ١٥ ) الضحى: ١ ) ١٦ ) العلق: ١٥ ) ١٧ ) المطففين: ١٥ )
                  . ١٨ ) الحجر: ٧٢:. ٢٠ ) الأعراف: ٢٢ ) ٢١ ) الفتح: ٢ ) ٢٢ ) نوح: ٢٦ ) ٢٣ ) الحجر: ٩٥ )
                  . ٢٤ ) الشعراء: ٨٧ ) ٢٥ ) التحريم: ٨ ) ٢٦ ) الأعراف: ٨٩ ) ٢٧ ) الفتح: ١ )(٤١٩
                  . ١١ ) هود: ٧٥ ) ١٢ ) النساء: ١٦٤ ) ١٣ ) البقرة: ١٤٣ ) ١٤ ) التوبة: ١٢٨ )١٦٠ - ١٥٨ : ١٥ ) مناقب آل أبي طالب ١ )(٤٢٠) ١) التوبة: ٧٣ ) ٢) الحجر: ٤٩ ) ٣) الانعام: ١٠٨
                  (33)
                  أعطاه الله بكل حرف منها حسنة كل واحدة له ا فضل من الدنيا بما فيها من أصناف آمو آلها وخيراتها ومن استمع إلى قارئ يقرئها كان له ثلث ما للقار ء فليكثر أحدكم من هذا الخير المعرض له فأنه غنيمة لا يذ هبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة 4 (جاء الحديث في تفسير العيا شي(سألته عن قول الله تعالى (ولقد أتيناك سبعاً من المثا ني والقران العظيم )قال عليه السلام فاتحة الكتاب يثنى فيها القول وقال عليه السلام قال رسول الله أن الله تعالى من علي بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها بسم الله الرحمن الرحيم ) وأية التي يقول فيها (و ذا ذكرت ربك في القران وحده ولو على أدبارهم نفوراً) و(الحمد لله رب العالمين ) دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب و(مالك يوم الدين) قال جبرائيل عليه السلام ما قالها مسلم آلا صدقه الله تعالى وأهل سمائه ( أيا ك نعبد,)أخلاص للعبادة ( و أيا ك نستعين )أفضل طلب به العباد حوائجهم (أهدنا الصراط المستقيم )صراط الأنبياء وهم الذين أنعم الله عليهم (غير المغضوب عليهم )اليهود (ولا الضالين)النصارى أبن بابويه قال حدثنا محمد أبن القاسم إلا ستر بادي المفسر رضي الله عنه قال حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده علي ابن أبي طالب قال جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال له يا أبن رسول الله أخبرني عن قول سبحانه (الحمد لله رب العالمين )ما تفسيره ؟فقال عليه السلام لقد حدثني أبي عن جدي الباقر عليه السلام عن زين العابدين عن أبيه أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال أخبرني عن قول الله (الحمد لله رب العالمين ) ما تفسيره ؟فقال الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليه جملاً إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين وهم فضل أمته على سائر الأمم :الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوان فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدير كلاً بمصلحته وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على ألا رض آلا بأذنه ويمسك ألا رض أن تنخسف ألا بأمره أنه بعباده لرؤؤف رحيم قال عليه السلام ورب العالمين مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم أليهم من حيث يعلمون ومن الدنيا ليس بتقوى متق بزائدة ولا فجور فاجر بناقصة وبينه ستر وهو طالبه فلو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت فقال عز وجل جل جلالة قولوا الحمد لله على ما أنعم علينا
                  (34)
                  وذكرنا به من خير في كتب آلا ولين قبل أن نكون ففي هذا أيجاب على محمد واله محمد صلوات الله عليهم أجمعين وعلى شيعتهم أن يشكروا بما فضلهم وذا لك أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لما بعث موسى بن عمران و أصطفاه نجياً وفلق له البحر ونجى بني أ سرا ئيل و أعطاه التوراة و ألا لو إ ح رأى مكانه من ربه عز وجل فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي فقال الله تعالى : يا موسى أما علمت أن محمداً صلى الله عليه واله وسلم أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي ؟ قال موسى يا رب أن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في أل ألا نبيا ء أكرم من ألي فقال الله تعالى يا موسى أما علمت أن فضل أل محمد على جميع النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين قال موسى يا رب فأن كان أل محمد كذالك فهل في أمم ألا نبيا ء أفضل عندك من أمتي ؟ ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله يا موسى أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع ألا مم كفضله على جميع خلقي قال موسى : يا رب يا ليتني كنت أراهم فأوحى الله جل جلاله يا موسى أنك لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون أ فتحب أن ا سمعك كلامهم ؟قال نعم ألهي قال الله جل جلاله قم بين يدي وأشد مئزرك قيام ألعبد ألذليل بين الرب الجليل ففعل ذالك موسى فنادى الله عز وجل : يا أمة محمد فا جابوه كلهم وهم في أصلاب أبأهم و أرحام أمهاتهم لبيك الهم لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك قال:فجعل تلك ألا أجا به لشعار الحجاج ثم نادى عز وجل يا أمة محمد أن قضائي عليكم أن رحمت سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي أ ستجب لكم من قبل أن تعوني و أعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لا أله إلى الله وحده لا شريك لك له وأن محمد عبده ورسوله صادقاً في أقواله محقاً بأفعاله وأن علي أبن أبي طالب أخوه و وصيه من بعده و وليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد وأن أ وليائه المصطفين المطهرين المبلغين بعجائب أ يأت الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياء أدخلته جنتي وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال: فلما بعث الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قال (وما كنت بجانب الطور أ ذ نادينا ) أمتك بهذه الكرامة قال عز وجل لمحمد صلى الله عليه واله وسلم قل الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  (1)امال الطوسي ص29
                  (35)
                  ما ظهر له صلى الله عليه وآله شاهدا على حقيته من المعجزات السماوية وإلغرايب العلوية من انشقاق القمر ورد الشمس وحبسها، وإظلال
                  الغمامة، وظهور الشهب ونزول الموائد والنعم من السماء وما يشاكل ذلك
                  زائدا على ما مضى في باب جوامع المعجزات الآيات: القمر ٥٤ اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ١ و ٢
                  تفسير: قال إلطبرسي رحمه الله: " اقتربت الساعة " أي قربت الساعة التي تموت
                  فيها الخلائق، وتكون القيامة. والمراد فاستعدوا لها قبل هجومها " وانشق القمر " قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فلقتين ( ١)، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فلقتين ( ٢)، ورسوله الله صلى الله عليه وآله ينادي: يا فلان يا فلان اشهدوا.وقال ابن مسعود: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله شقتين، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله اشهدوا اشهدوا وروي أيضا عن ابن مسعود أنه قال: والذي نفسي بيده لقد رأيت إلحراء ( ٣) بين فلقي القمر.وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل، وعلى هذا الجبل، فقال أناس: سحرنا محمد، فقال رجل: إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم، وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة، منهم عبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وابن عباس، وجبير بن مطعم، وعبد الله بن عمر، وعليه جماعة من المفسرين إلا ما روي عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال: معناه وسينشق
                  القمر، وروي ذلك عن الحسن، وأنكره أيضا البلخي، وهذا لا يصح، لان المسلمين
                  أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه، ولان اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه، ومن طعن في ذلك بأنه لو وقع لما كان يخفى على أحد من أهل الأقطار فقوله باطل، لأنه يجوز أن يكون الله تعالى قد حجبه عن أكثرهم بغيم وما يجري مجراه ولأنه قد وقع ذلك ليلا فيجوز أن يكون الناس كانوا نياما فلم يعلموا بذلك، على أن الناس ليس كلهم يتأملون ما يحدث في السماء وفي الجو من آية وعلامة، فيكون مثل انقضاض الكواكب وغيره مما يغفل الناس عنه، وإنما ذكر سبحانه " اقتربت الساعة " مع انشق القمر ( ١) " لان انشقاقه من علامة نبوة نبينا صلى الله عليه وآله، ونبوته وزمانه من أشراط الساعة ( ٢) " وإن يروا آية يعرضوا " هذا إخبار من الله تعالى عن عناد كفار قريش، وإنهم إذا رأوا آية معجزة أعرضوا عن تأملها، والانقياد لصحتها عنادا وحسدا " ويقولوا سحر مستمر " أي قوي شديد يعلو على كل سحر، وهو من إمرار الحبل وهو شدة فتله، واستمر قويــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  ١) فرقتين خ ل وهو الموجود في المصدر والفلقتين: القطعتين٢) في المصدر: فرقتينين المصدر: حراء وهو الصحيح ص347١) في المصدر: مما يغفل أكثر الناس عنه، وإنما ذكر سبحانه اقتراب الساعة مع انشقاقه )٢) في المصدر: من أشراط اقتراب الساعة أقول: الاشراط: العلامات

                  يتبع

                  والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا

                  الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

                  تعليق


                  • #10
                    تكملة البحث

                    معجزته في أظهار الآيات:
                    حينما قالوا له :أظهر
                    لنا آية موسى، وهذه تقول: أظهر لنا آية إبراهيم، وهذه تقول: أظهر لنا آية عيسى
                    فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما أنا نذير مبين، آتيتكم بآية مبينة: هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والأمم وسائر العرب عن معارضته، وهو بلغتكم فهو حجة الله وحجة نبيه عليكم وما بعد ذلك فليس لي الاقتراح على ربي، وما على الرسول إلا البلاغ المبين إلى المقرين بحجة صدقه، وآية حقه، وليس عليه أن يقترح بعد قيام الحجة على ربه ما يقترحه عليه المقترحون الذين لا يعلمون هل الصلاح أو الفساد فيما يقترحون؟ فجاء جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام، ويقول:إني سأظهر لهم هذه الآيات، وإنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم، ولكني أريهم ( زيادة في الأعذار وإلآيضاح لحججك، فقل لهؤلاء المقترحين لآية نوح عليه السلام:امضوا إلى جبل أبي قبيس فإذا بلغتم سفحه فسترون آية نوح عليه السلام، فإذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا وبطفلين يكونان بين يديه، وقل للفريق الثاني المقترحين لآية إبراهيم عليه السلام: امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة فسترون آية إبراهيم عليه السلام في النار، فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة وترد عنكم النار، وقل للفريق الثالث المقترحين لآية موسى عليه السلام:امضوا إلى ظل الكعبة فأنتم سترون آية موسى عليه السلام، وسينجيكم هناك عمي حمزة،وقل للفريق الرابع ورئيسهم أبو جهل: وأنت يا أبا جهل فاثبت عندي ليتصل بك أخبار هؤلاء الفرق الثلاثة، فإن الآية التي اقترحتها أنت تكون بحضرتي، فقال أبو جهل للفرق الثلاثة: قوموا فتفرقوا ليتبين) لكم باطل قول محمد، فذهبت الفرقة الأولى إلى جبل أبي قبيس فلما صاروا إلى جانب الجبل نبع الماء من تحتهم، ونزل من السماء الماءمن فوقهم من غير غمامة ولا سحاب وكثر حتى بلغ أفواههم فألجمها وألجأهم إلى صعود الجبل إذ لم يجدوا منجى سواه، فجعلوا يصعدون الجبل والماء يعلو من تحتهم إلى أن بلغوا ذروته وارتفع الماء حتى ألجمهم وهم على قلة الجبل، وأيقنوا بالغرق إذ لم يكن لهم مفر، فرأوا عليا عليه السلام واقفا على متن الماء فوق قلة الجبل، وعن يمينه طفل، وعن يساره طفل، فناداهم علي: خذوا بيدي أنجيكم أو بيد من شئتم من هذين الطفلين، فلم يجدوا بدا من ذلك، فبعضهم أخذ بيد علي، وبعضهم أخذ بيد أحد الطفلين، وبعضهم أخذ بيد الطفل الآخر، وجعلوا ينزلون بهم من الجبل والماء ينزل وينحط من بين أيديهم حتى أوصلوهم إلى القرار، والماء يدخل بعضه في الأرض، ويرتفع بعضه إلى السماء حتى عادوا كهيئتهم إلى قرار الأرض، فجاء علي عليه السلام بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله)يبكون و يقولون: نشهد أنك سيد المرسلين، وخير الخلق أجمعين، رأينا مثل طوفان نوح عليه السلام،. وخلصنا هذا وطفلان كانا معه لسنا نراهما الآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إنهما
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    قصص الانبياء مخطوط والاحتجاج ص18 وص20 وايضاً في بحار الانوارج17ص240
                    (37)

                    سيكونان، هما الحسن والحسين سيولدان لأخي هذا، هما سيدا شباب أهل الجنة
                    وأبوهما خير منهما، اعلموا أن الدنيا بحر عميق،، قد غرق فيها خلق كثير، وأن
                    سفينة نجاتها آل محمد: علي هذا وولداه اللذان رأيتموهما سيكونان، وسائر أفاضل أهلي، فمن ركب هذه السفينة نجا ومن تخلف عنها فرق، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكذلك الآخرة حميمها ونارها كالبحر وهؤلاء سفن أمتي يعبرون بمحبيهم وأوليائهم إلى الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما سمعت هذا يا با جهل؟ قال: بلى حتى أنظر إلى الفرقة الثانية والثالثة. فجاءت الفرقة الثانية يبكون ويقولون: نشهد أنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، مضينا إلى صحراء ملساء ونحن نتذاكر بيننا قولك، فنظرنا السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها، ورأينا الأرض قد تصدعت ولهب النيران يخرج منها، فما زالت كذلك حتى طبقت الأرض وملأتها، ومسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدة حرها، وأيقنا بالاشتواء والاحتراق بتلك النيران، فبينما نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا، وإذا مناد من السماء ينادينا: إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار
                    فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار فرفعنا في الهواء ونحن نشهد جمر النيران ولهبها لا يمسنا شررها، ولا يؤذينا حرها ولا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها، ولا تنقطع الأهداب في أيدينا على دقتها، فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران، ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافا، ثم خرجنا فالتقينا فجئناك عالمين بأنه لا محيص عن دينك، ولا معدل عنك وأنت أفضل من لجئ إليه، واعتمد بعد الله إليه،صادق في أقوالك، حكيم في أفعالك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي جهل: هذه الفرقة الثانية قد أراهم الله آية إبراهيم عليه السلام قال أبو جهل: حتى أنظر الفرقة الثالثة وأسمع مقالتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا: يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي؟ قالوا: لا، قال: تلك تكون ابنتي فاطمة، وهي سيدة النساء إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى من ادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة عليه الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها، فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط، طرف منه بيدها وهي في الجنة وطرف في عرصات القيامة، فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام قالوا: وكم فئام واحد يا رسول الله؟ قال: ألف ألف وينجون بها من النار قال: ثم جاءت الفرقة الثالثة باكين يقولون: نشهد يا محمد
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
                    تكملة الرواية بحارالانوارج17ص242
                    (38)
                    أنك رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، وأن عليا أفضل الوصيين، وأن آلك
                    أفضل آل النبيين، وصحابتك خير صحابة المرسلين، وأن أمتك خير الأمم أجمعين، رأينا من آياتك ما لا محيص لنا عنها، ومن معجزاتك ما لا مذهب لنا سواها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما الذي رأيتم؟ قالوا:كنا قعودا
                    صلى الله عليه وآله: وما الذي رأيتم؟ قالوا:كنا قعودا في ظل الكعبة نتذاكر أمرك ونهزأ بخبرك وأنك ذكرت أن لك آية موسى عليه السلام فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت الكعبة عن موضعها وصارت فوق رؤوسنا فركزنا في مواضعنا، ولم نقدر أن نريمها فجاء عمك حمزة وقال بزج رمحه هكذا تحتها فتناولها واحتبسها على عظمها فوقنا في الهواء، ثم قال لنا: أخرجوا، فخرجنا من تحتها، فقال: ابعدوا، فبعدنا عنها، ثم أخرج سنان الرمح من تحتها فنزلت إلى موضعها واستقرت فجئناك بذلك مسلمين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي جهل: هذه الفرقة الثالثة قد جاءتك وأخبرتك بما شاهدت، فقال أبو جهل: لا أدري أصدق هؤلاء أم كذبوا، أم حقق لهم، أم خيل إليهم، فإن رأيت ما أنا أقترحه عليك من نحو آيات عيسى بن مريم عليه السلام فقد لزمني الايمان بك، وإلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا جهل فإن كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدة تحصيلهم فكيف تصدق بمآثر آبائك وأجدادك، ومساوي أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدق عن الصين والعراق والشام إذا حدثت عنها؟ هل المخبرون عن ذلك إلا دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع لكثيف الذين لا يجتمعون على باطل يتخرصون إلا
                    كان بإزائهم من يكذبهم ويخبر بضد إخبارهم؟ ألا وكل فرقة من هؤلاء محجوجج بما شاهدوا، وأنت يا أبا جهل محجوج بما سمعت ممن شاهد، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الفرقة الثالثة فقال لهم: هذا حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وآله، بلغه الله تعالى المنازل الرفيعة، والدرجات العالية، وأكرمه بالفضائل لشدة حبه لمحمد ولعلي بن أبي طالب، أما إن حمزة عم محمد لينحي جهنم يوم القيامة عن محبيه كما نحى عنكم اليوم الكعبة أن تقع عليكم، قيل وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه ليرى يوم القيامة إلى جانب الصراط عالم كثير من الناس، لا يعرف عددهم إلا الله تعالى، هم كانوا محبي حمزة وكثير منهم أصحاب الذنوب والآثام، فتحول حيطان بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة، فيقولون: يا حمزة قد ترى ما نحن فيه، فيقول حمزة لرسول الله ولعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهما: قد تريان أوليائي كيف يستغيثون بي؟ فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي ولي الله: يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه، واستنقاذهم من النار، فيأتي علي بن أبي طالب عليه السلام بالرمح الذي كان يقاتل به حمزة أعداء الله تعالى في الدنيا، فيناوله
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
                    تكملة الرواية بحار الانوار ج17ص245


                    (39)
                    إياه، ويقول: يا عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وعم أخي رسول الله، ذد الجحيم عن أوليائك برمحك هذا كما كنت تذود به عن أولياء الله في الدنيا أعداء الله، فيتناول حمزة الرمح بيده فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور إلى الجنة على الصراط، ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمأة عام، ثم يقول لأوليائه والمحبين الذين كانوا له في الدنيا: اعبروا، فيعبرون على الصراط آمنين سالمين، قد انزاحت عنهم النيران، وبعدت عنهم الأهوال، ويردون الجنة غانمين ظافرين،ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي جهل: يا أبا جهل هذه الفرقة الثالثة، قد شاهدت آيات الله ومعجزات رسول الله،تمت

                    خاتمة بحثنا هو قولاً لرسول صلى الله عليه واله وسلم يبين مسيرة الرسالة السماوية واستمرارها يكون الولاية المطلقة لحمل الرسالة من بعده لوصيه أمير المؤمنين عليه السلام :روي الصدوق بسنده عن أبي الحسن علي أبن موسى الرضا عليه السلام عن رسول الله قال يا علي أني سألت ربي فيك خمس خصال ف
                    أعطاني أما أولها فسألت ربي أن أكون أول من تنشق عنه الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني ولثانية فسألت ربي أن يقضى عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني وأما الثالثة فسألت ربي أن تكون حامل لوائي وهو لواء الله وأكبر مكتوب عليه المفلحون هم الفائزون بالجنة فأعطاني وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي بيدك فأعطاني وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني فلحمد لله الذي منة علي بذلك000

                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

                    عيون أخبار الرضا ج2ص33ح35 المنا قب للخوارزمي ص293

                    الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وعرفنا طريقه ووفقنا في معرفة وليه وأهل بيته ورزقنا محبتهم ومعرفة علو مقامهم وجعلنا من السالكين نهجهم وأتباع أوامرهم ونواهيهم للوصول لطريق النجاح والفلاح أللهم أجعل جهدنا في خدمة سيد المرسلين ونشر فضائلهم ومكانتهم التي كرمهم الله بها وتسليط الأضواء لكل شبهة يحاول أعدائهم من خلالها المساس

                    بمكانتهم القدسية التي نصبهم الله بها والحمد لله على ما أعطى من التوفيق للخوض في رحاب حبيب الله وخاتم أنبيائه ونلتمس العذر منه وأهل بيته عن غفلة ما جهلناه من علوا مكانتهم عليهم السلام
                    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة وأتم التسليم على محمد واله الطيبين الطاهرين


                    عزيزتي

                    (خادمة المنبر الحسيني أم أركان)

                    وفقها الله بحق الحسين عليه السلام


                    والحمد الله على نعمة الله وفضله علينا


                    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة عبو ; الساعة 19-06-2015, 11:01 PM. سبب آخر:
                    الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود

                    تعليق

                    يعمل...
                    X