من أهم طرق التربية والتعليم طريق ( القدوة الصالحة ) فإساس هذه الطريقة قائم على تحويل المنهج النظري
إلى واقع عملي متجسد أمام الجميع , وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الطريقة من خلال ابراز أجلى مصداق لها إلا
وهو النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قال تعالى : ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) سورة الأحزاب .الآية ( 21 ) .
وإلى هذه الخصلة المهمة أشار الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقوله :
( أقتدوا بهدي نبيكم فإنه أصدق الهدى , وأستنوا بسنته فإنها أهدى السنن )اي علينا ان نقتدي بالنبي
محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) في حياتنا .
وقال ( عليه السلام ) : ( طوبى لمن عمل بسنة الدين , وأقتفى آثار النبيين ) .
فأفراد المجتمع لديهم الأستعداد لمحاكاة الغير وتقليدهم بمجرد التأثر بهم , فالمربي , والمعلم , والمصلح
إذا لم يكن قدوة لغيره فإن علمه لن يثمر , ولن يستطيع أن ينفذ إلى القلوب , ولن يجتذب النفوس .
قال الأمام الصادق ( عليه السلام ) إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا ).
وقال ( عليه السلام ) من لم ينسلخ عن هواجسه , ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها , ولم يهزم الشيطان ,
ولم يدخل في كنف الله وأمان عصمته , لا يصلح له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,
لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمراً كان حجة عليه , ولا ينتفع الناس به ) .
فالإنسان المسلم الحقيقي هو القدوة الصالحة في المجتمع بأفعاله , وأقواله , وسلوكه ,
وهذا ما أكد عليه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) عندما أوصوا شيعتهم بأن يكونوا نماذج يحتذى بها بالقول ,
والسلوك على حدٍ سواء .
فقالوا ( عليهم السلام ) : ( كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ) .
وقالوا ( عليهم السلام ) : ( كونوا لنا دعاة صامتين ) .
فالمسلم الذي يتحلى بصفات الإسلام لا يمكنه النفاق , ولاالمسايرة للركب المنحرف عن طريق الحق والرشاد ,
كما وإن الاتصاف بالأخلاق الفاضلة والانتصار على هوى النفس ما هو إلا خطوة نحو الثورة
الشاملة لجلب قلوب الناس ، لمن اتصف بتلك الصفات ، وإن المرء إذا استطاع ضبط نفسه
وتنظيمها لجدير بأن تنقاد الناس إلى دعوته، ولهذا نجد ان القدوة الحسنة هي افضل طرق التربية باتباع
اساليب اهل البيت ( عليهم السلام )في التربية الصحيحة .
تعليق