
اللهم صل على محمد وال محمد
أنّ أولياء الله عليهم السلام من النبيّين والمرسلين، والأئمّة الوصيّين، صلوات الله عليهم أجمعين، كانت حياتهم كلّها محاطةً بالطهر الإلهي والنور الربّاني، ومن ضرورات ذلك أنّهم كُمَّلٌ في جميع شؤونهم، حتّى في ولاداتهم عن آباءٍ موحّدين، وأمّهاتٍ نجيباتٍ فاضلات، أي وُلِدوا من أصلابٍ شامخة وأرحامٍ مطهّرة، فهم سلام الله عليهم لم تُنجّسهم الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلْبِسهم من مُدْلهمْات ثيابها، فلم يَرَ الناس فيهم عيباً ولا نقصاً ـ حاشاهم ـ، ولم يعرفوا عنهم أبداً رجساً ولا قُبحاً ـ حاشاهم ـ، فهُم كمالٌ صنعه الله على عينيه، ومن ضرورات ذلك الكمال طهارة الوالدين وإيمانهما، ومن هنا خاطب الله تبارك وتعالى رسوله المصطفى صلّى الله عليه وآله بقوله:


الحديث حول أمّهات المعصومين هو الحديث عن الصفوة مِن بنات حوّاء عليها السلام عبر التاريخ، وإذا كان التاريخ بعناصره المشرقة ونماذجه الحيّة وصوره الرائعة يُمثّل الجذر الممتدّ عبر الزمان، فيجب المحافظة عليه، وتعميقه وتأصيله على أساس الحقّ والعدل؛ لأن كلَّ أمّةٍ بلا جذور قابلةٌ لأن تندرس وتُستأصل بسهولةٍ.
والحديث حول سيرة أمّهات المعصومين ليس من قصص قديم الزمان، وإنّما هو التعرّف على ما ينبغي أن تكون عليه الأمّ المسلمة، إذ لا مَثلَ أعلى في عالم المرأة من أمّهات المعصومين عليهم السلام...
فما كان من آباء الأنبياء والأئمّة وأمّهاتهم إلاّ المؤمنون العابدون، وأحدُ أولئك كانت أمّ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام.
من هي تُكتَم ؟
أمّ الإمام الرضا عليه السلام
كانت تُكتَم للإمام موسى الكاظم عليه السلام أمَّ ولده عليّ الرضا عليه السلام، وكان اسمها ( سكن )النوبيّة، وسُمِّيت: ( أروى ) و ( نجمة ) و ( سمانة ) و ( الخيزران )، و ( تُكتَم ) وهو آخر أسمهائها عليه استقرّ اسمها حين أصبحت عند الإمام الكاظم عليه السلام، قال الحاكم أبو علي: قال الصولي: والدليل على أنّ اسمها ( تُكتَم ) قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام:
قال محمّد بن يحيى الصولي: والدليل على أنّ اسمها تكتم قول الشاعر:
ألا إنّ خيرَ الناسِ نفساً ووالداً ** ورهطاً وأجداداً عليُّ المُعظَّمُأتتنا به للعلمِ والحلمِ ثامناً ** إماماً يُؤدّي حُجّةَ الله تَكتُمُ»
عيون أخبار الرضا 1/25 ح2.
وروي: أنّ الإمام الكاظم(عليه السلام) قال لأصحابه: «والله ما اشتريت هذه الجارية إلّا بأمر من الله ووحيه، وسئل عن ذلك، فقال: بينما أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي، ومعهما قطعة حرير، فنشراها، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثمّ أمرني أبي إذا ولد لي ولد أن أُسمّيه عليّاً، وقالا: إنّ الله عزّ وجل سيظهر به العدل والرحمة، طوبى لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده»
حياة الإمام الرضا 1/21، نقلاً عن الدر النظيم في مناقب الأئمّة، ليوسف بن حاتم الشافعي، من مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، تسلسل 2879، ورقة 210
كانت السيدة نجمة (عليها السلام) في قمة الأخلاق والأدب الإسلامي، وكانت أسوة حسنة للنساء في ذلك.فقد ورد:(أن تكتم كانت من أفضل النساء في عقلها ودينها)
عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج1 ص13 ب2.
جعلنا الله من المتشفعين بها بيوم القيامة
تعليق