في ادب الدعاء ((دعاء الافتتاح))

[امينة الله]

بيسم الله الرحمن الرحيم..أبتدىء بحمده على ما انعم به علي وعلى المؤمنين والمؤمنات من الهداية الى طريق الحق وسبيل النجاة اذ عرفني نفسه بتتابع الآئه وتوالي نعمه فسبحان من ربٍ لايحد كرمه ولاتعد نعمه وصلى الله على سيد انبيائه وخاتم رُسله الذي بعثه بنور وكتاب مبين وعلى آله الطيبين الطاهرين ..ها نحن بين يدي دعاء الافتتاح المبارك نبحر في امواجه القدسية ابحاره سريعة نستكشف بعض اعماقه وبالتحديد بعض من رؤوس الاقلام حول الدعاء وما يحتويه من مفاهيم عامة دون التعرض لغريب الفاظه ..لاننا اذا اردنا ان نتطرق الى ير ذلك لنفذت الاقلام والاوراق وما نفذ الكلام في سطر من فضل هذا الدعاء..وان احمل ما في هذا الدعاء انه من المرويات عن الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) حيث جاء في الكتب المختصة انه كان من دعاء (ابي جعفر بن محمد بن عثمان العمري )احد سفراء الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عُرف بالافتتاح لورود لفظه في اول الدعاء (افتتح )من قبيل تسمية ام الكتاب بالحمد لورود لفظ الحمد في اولها..وهذا الدعاء ليس مختص بليالي شهر رمضان فقط بل في كل ليله مباركة وان دل هذا على شيء فعلى ما لدعاء من اثر خاص يؤهله لان يُقرأ في كل ليلة .1:من اركان الدعاء الحمد لله تعالى .وفيه امور:أ..يبدأالافتتاح بحمد الله تعالى اشارةً الى الحديث الذي فيه الكلام اذا بدا بغير الحمد او البسملة فهو ابتر..ب:ولو انه بدأ بشكر الله لكن من الصعب تحقيق هذا الشرط لقوله تعالى ((وقليل من عبادي الشكور )) فكان الابتداء بالحمد من قبيل التخفيف على الداعي في شروط الدعاء ..ج:لايختص الحمد هنا بأسلوب معين ولابنعمة معينة بل هو حمد بكل ما للحمد من اساليب لقول الامام الحجةعليه السلام) (الحمد لله بجميع محامده كلها ) سوى حمد الاستذكار عظمة الله سبحانه وتعالى (الحمد لله الذي ليس له شبيه يشاكله )او بأستذكار نعمة (الحمد لله على حلمه بعد علمه ) وكذلك لانحدد نعمة معينه نحمده عليها بل (على جميع نعمه كُلها) والتي منها ظهور مجده بكرمه وبسط يده بالجود ..الخ .2:ينحى امامنا (عليه السلام) في دُعاءه منحى ابائه واجداده (عليهم السلام) حيث يبتدأ الدعاء بقرار لله بالقدرة المطلقة في مطلق الاحوال وانه هو الاقدر على الامور ففي موضع الرحمة سبحانه هو الارحم وفي موضع العقاب سبحانه هو الاعظم ..وفي الكبرياء سبحانه هو الاعظم .وفي ثمة استنزال عطف الله تعالى بقوله(اذنت لي في دُعائك ومسألتك ) وهو غاية التأدب في حظرة الرفيق الاعلى جل وعلا فلا يحس دُعاءه الابعد ان تحصل الاذن منه .فكانك تتحدث مع الله سبحانه برضاه تعالى ..3: تحضير ما ندعو لقضاه من امور الدنيا من خلال :.....أ:الاقرار بان حاجاتنا تلك من الرزق وكشف الكرب والاحسان ليست هي الاولى التي يطلب من الله قضاءها (فكم ياالهي من كربة قد فرجتها وهمومً قد كشفتها ) ..ب: من خلال وصف الله تعالى بأوصاف العظمة فما اتفه امور الدنيا لو قورنت بعظمة الله سبحانه جلت قدرته (اللهم اني اسألك قليل من كثير )(غناك عنه قديم )(وهو عليك سهلٌ يسير )..:4:تنبيه الى بعض حالات الداعي في اجمل سبك عرفته الادعية حيث يقول امامنا (عجل الله فرجه) فلم ارى مولى كريماً اصبر على عبدٍ لئيم منك علي يارب انك تدعوني فأولي عنك وتتحبب الي فلا الي فأتبغض اليك...الخ )فمع عدم استحقاقنا لاستجابات الدعاء فتوبته تعالى علينا هي التي اطمعتنا في دُعائه وان نسأله (مالا نستوجبه منك )مع عدم الاستحقاق هذا ومع عتابنا عليه فيما لو أبطأت الاجابة علينا هو بدوره سبحانه الذي يتودد لنا ويتحبب الينا ويرحمنا ويحسن ويتفضل علينا ونحن بدورنا نتبغض اليه ولا نقبل ونتطول عليه ...5:ونجد في هذا الدعاء الكريم اشارة هامة الى ما للصلاة على محمد وال محمد (عليهم السلام) من فضل واهمية خاصة حيث افراد جزء ليس بالقليل لذلك وبتركيز واضح(اللهم صل على محمد عبدك..الخ )ومن هنا ندرك قيمة كل شيء بما يحتويه وكل شيء عظيم بعظمة ما فيه ..وان هذا الدعاء هو دعاء شامل لامور الدنيا والاخرة محتو على جوانب تعظيم الله والاقرار له بالقدرة وتعظيم نبيه واولياءه ومشتمل على الدعاء بالخلاص والفرج بقوله (عليه السلام) ((اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وقلة عددنا ..الخ)) ومماتقدم نعلم ان هذا الدعاء هو مصداق لقول تعالى (ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون).......فالحمد لله الذي اكرمنا برمضان وانزل فيف القرآن ..والحمد لله على تلك النعم التي اعطاها الله تعالى لنا ..

[منهاج المتقين]

اللهم صل على محمد وال محمد

احسنتم اختنا الفاضلة (امينة الله)


فالفضل لله تعالى وحده في تنوير بصائرنا للوصول الى مضمون هذا الدعاء وما له من تجليات فكرية توصف فيه رحمة رب العالمين ومدى احتياجنا الى مغفرته والى اقامة دولة العدل المهدوية
(اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ)

واكمال الدعاء بشرح حالة النفس المعنوية الى عطف الباري عز وجل ورأفته بكل لحظة وكل طرفة عين للوصول الى معنى الكمال الروحي والوجداني


اختي الكريمة وفقك الله لكل خير ونسألكم الدعاء في هذا الشهر الفضيل