بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
يجب على الاباء والامهات على تعليم ابناءهم الواجبات العبادية من صوم وصلاة
وقراءة القرآن حتى لو لم يبلغو سن التكليف لان ذلك هو تدريب لهم على ان يكونوا
مستعدين الى ممارسة الامور العبادية .
ينقل التاريخ عن السيدة الزهراء عليها السلام أنها كانت تحرص على
أن تحيي ليالي القدر المباركة و خصوصا الليلة الثالثة و العشرين ، ولكن هذا
الإحياء ليس إحياء فرديا خاصا بها ، بل كانت تحرص على أن يحيي أبناءها هذا الليلة ،
وكانت تتخذ اجراءات معينة في النهار كي يتمكنوا من الاستيقاظ طوال الليل ،
وكانت تأمرهم بالنوم نهارا ، و تقدم لهم الطعام بكميات أقل كما تعبر الرواية
( كانت تعالجهم بقلة الطعام ) كل هذا حرصا منها على احياء هؤلاء الاطفال لليلة القدر ،
وهذا عمل مستحب يختلف عن وجوب الصلاة و الصوم ، فأي تربية عبادية راقية
يتلقاها أطفال اهل بيت النبوة عليهم السلام ؟
وهناك الكثير من الشواهد التاريخية التي توضح ان العبادات التي كان يقوم بها الكبار ،
كان للصغار نصيب منها ، وهذا يستدعي أن نقف مع أنفسنا و أبنائنا وقفة تأمل !
فهذا الامام الحسن المجتبى( عليه السلام ) ظل يروي لسنوات طويلة تلك الرواية
المعروفة عن عبادة أمه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، بأنها كانت تقوم في
مصلاها ليلا تدعو، و تدعو حتى الفجر ، فلم يسمعها تدعو لنفسها بل لجيرانها
و للمؤمنين و المؤمنات ، فيسألها عن سبب ذلك ، فتقول له : يا بني الجار ثم الدار.
أترى كانت السيدة الزهراء عليها السلام تصلي و تدعو في مكان منعزل عن الاطفال؟
وكم كان عمر الامام الحسن عليه السلام ؟ ونحن نعلم أن شهادة السيدة الزهراء
عليها السلام كانت في مقتبل العمر و لم يعش الامام الحسن ( عليه السلام ).
و هو أكبر ابناءها معها إلا سبع او ثمان سنوات ، فكانت حالاتها العبادية
و صلاتها و صيامها و قيامها و حتى دعاؤها و ماذا يتضمن هذا الدعاء ،
يصل إلى مسامع الامام الحسن و هو لم يبلغ سن التكليف الشرعي،
و يثير في نفس هذا الطفل أسئلة عن سر هذه العبادة و هذا الدعاء ،
فيتقدم بالسؤال لأمه الصديقة الطاهرة و تجيبه بأروع قيمة تربوية عبادية
أخلاقية اجتماعية تحمل معاني الإيثار و محبة الناس والعلاقة بالله والانقطاع إليه .
تعليق