بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع هناك اتفاق بين الشيعة والسنة على أن أبا بكر وعمر لم يكن منصوص عليهم من رسول الله (صلى الله عليه واله) في الخلافة بدليل
ما ورد في مصادر أهل السنة المعتبرة منها :
ورد عن عائشة قولها : ( لو كان رسول الله مستخلفاً لأستخلف أبا بكر أو عمر) [ قال الحاكم في مستدركه ] ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ) .
مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج 6 ص 63 ؛ المستدرك ، الحاكم : ج 3 ص 78 ؛ وغيرها من المصادر .
و روي عن ابن عباس قال : ( قالوا للنبي (صلّى الله عليه وآله) : يا رسول الله ، استخلف علينا بعدك رجلاً نعرفه وننهي إليه أمرنا ، فإنّا لا ندري ما يكون بعدك ، فقال : إن استعملت عليكم رجلاً فأمركم بطاعة الله فعصيتموه كان معصيته معصيتي ، ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ ، وإن أمركم بمعصية الله فأطعتموه ، كانت لكم الحجّة عليّ يوم القيامة ، ولكن أكلكم إلى الله عزّ وجلّ )
ما ذكره النووي في شرحه لصحيح مسلم : ( سُئلت عائشة : مَن كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مستخلفاً لو استخلفه ؟ قالت : أبو بكر ... ) ، قال : ( وفيه دلالة لأهل السنّة أنّ خلافة أبي بكر ليست بنصّ من النبي (صلّى الله عليه وآله) على خلافته صريحاً .
شرح صحيح مسلم ، النووي : ج 15 ص 154
أقول هذه نصوص صريحة تدل على عدم وجود النص لخلافة أبي بكر وعمر وبما انهم اقروا على عدم النص من جانبهم فنقول لماذا تركتم المنصوص عليه وذهبتم وراء من لم ينص عليه رسول الله (صلى الله عليه واله ) بدليل الآيات الكثيرة والروايات التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه واله) من طرق أهل لسنة المعتبرة فضلا عن طرق الشيعة والتي تقول بان علي بن أبي طالب هو المنصوص عليه بالخلافة والإمامة بعد رسول الله (صلى الله عليه واله )
ومن الآيات الصريحة على وجود النص على إمامة علي (عليه السلام) قوله تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
تدل على أن الولاية المطلقة لله سبحانه و ثم للنبي (صلى الله عليه وآله) و ثم للإمام ( عليه السلام ) بمقتضى هذه الآية في الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وهذه الآية نزلت في الإمام علي باتفاق أهل السنة والشيعة.
يقول الزمخشري في كشافه وإنها نزلت في علي (عليه السلام) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح خاتمه كأنه مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته)
وقد أخرج هذه الآية في الإمام علي علماء أهل السنة ومفسروهم، منهم :
القرطبي في الجامع لأحكام القرآن و الحاكم في شواهد التنزيل، والنيسابوري في أسباب النزول والسيوطي في الدر المنثور،و الفخر الرازي في التفسير الكبير وغيرهم
و اما الاحاديث التي تنص على خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام لرسول الله فكثيرة جدا منها :
حديث المنزلة والوصية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي).
حديث المنزلة وأحاديث الوصية من النصوص الجيلة الدالة على وجود النص على خلافة الإمام علي (صلى الله عليه وآله) وإليك ما أخرجه علماء أهل السنة من وجود شيء من الإضافة لتكون نصا صريحا لنحسم كل خلاف:
أخرج الإمام أحمد في مسنده ( المسند، ج1، ص331).
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي:(أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. قال: قال رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي... قال: من كنت مولاه فإن مولاه علي...)
وهذا الحديث صحيح حتى على راي علماء السلفية بما فيهم الألباني؟
فلا اعلم لماذا أهل السنة يتبعون ممن لا نص عليه من رسول الله وباعترافهم ؟
ولماذا يتركون ممن تواترت عليه النصوص والبينات سواء كان من القران الكريم او السنة الصحية وهو علي بن ابي طالب عليه السلام .
تعليق