بسم الله الرحمن الرحيم
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77) ﴾
صدق الله العلي العظيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين حبيب اله العالمين النبي المصطفى وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
وما زلنا معكم نستمر بحديثنا عن روائع ادعية الامام السجاد عليه السلام في شهر الرحمة والبركة شهر رمضان وقد وصلنا بحديثنا عن دعء ابي حمزة الى:
الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني ، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت.......
وبعد منجاة العبد ربه وذلك بتكرار ومناداة رب الارباب لحين انقطاع النفس ومما يدل ذلك على ضعف العبد الى ربه وهو محتاج الى النفس للعيش ولكنه يقدمه بشكل متواضع وهو ينادي ربه في الوصول الى رحمته، فهنا يبدأ بالحمد لله رب العالمين الذي يجيب عبده عند دعائه ويبين العبد حالته المتفاوتة حيث يستبطئ اذا ناداه ربه حين دعوته اليه ليصل الى درجات الرحمة والعفو، ويستكمل الدعاء بالحمد بالسؤال والاجابة بالعطيات والنعم الكثيرة التي تعدادها يتعب العادين ووفرتها تذهل الحاصين وان كان العبد موصوف بالبخل على خالقه ومولاه عند العطاء من نعم الله تعالى وانما هذا الاستقراض ليس لله بل لعباد اخرين ولكن في وجه سبحانه.
يأكد الدعاء وصف العبد كيف يدعوا ربه وهو في ضيق ومتأزم ويشهد بأنه لا يوجد احد سوا الله تعالى يستطيع قضاء حاجته ويلبي طلبه فهو قاضي الحاجات وسامع المناجاة كلها في ليله ونهاره في حله وترحاله، يبين الدعاء بأن من يدعوا ربه وحده سيجيبه ولن يستطيع احد ان يجيبه غير الله الواحد الاحد، ويجب على العبد التوكل عليه في كل الامور وكل الطلبات وان حاول ان يطلب او يتوكل على غيره لوجد المهانة في اعين الناس لانه عبد مثله ولا يستطيع احد عمل شيء الا بأذن الله تعالى.
الحمد لله الذي تحبب إلي وهو غني عني ، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي .......
وهنى يُكمِل الدعاء بمزيد من الحمد والثناء على الرؤوف الرحيم في وصف كيف انه سبحانه وتعالى بكل ما لديه من قوة وسلطان وبكل ما لديه من قدرة وجبروت الا انه يتحبب الى عباده بالرغم من غناه عنهم ولكن من لطفه وعطفه عليهم، ومبدأ الحلم ايضا يأتي بوصف الحمد على الحلم بعد العلم بذنوب عبده الا انه سبحانه وتعالى يكون حليم على عباده وكأنه خالي من الخطايا والذنوب وكأنه صفحة بيضاء.
فاغفر لنا ياربنا انك انت التواب الرحيم
يتبع .......
تعليق