إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام موسى بن جعفر حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام موسى بن جعفر حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة

    بسم الله الرحن الرحيم
    اعظم الله اجوركم يامؤمنين بشهادة الامام الكاظم عليه السلام ونرفع تعازينا الى مقام امام العصر والزمان الامام الحجة بن الحسين العسكري عليهما السلام بهذا المصاب الاليم على قلوب شيعة ومحبي اهل البيت عليهم السلام.
    وفي البداية نعطي نبذة عن حياة هذا الامام المجاهد والصابر المحتسب.
    هو موسى بن جعفر بن محمد
    بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو السابع من أئمـة أهل البيت عليهالسلاموخلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإثنى عشر كما جاء في الأخبار الكثيرة والتي ينقلها الفريقان، عليهالسلام: (قد أحصى بعض المؤلفين رواياته ـ أي الخلفاء الإثنا عشرـ فبلغت أكثر من مائتين وسبعين روايــة مأخوذة من أشهر كتب
    الحديث عند الشيعة والسنة بما في ذلك البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود ومسند أحمد ومستدرك الحاكم على الصحيحين)
    فهو السابع من هؤلاء الذين بوجودهم يكون الدين بخير، وكذا الخلائق تكون بخير. ولد عليه السلام في السابع
    من صفر لسنة (128هـ) في الأبواء، أمه حميدة البربرية والملقبة بحميدة المصفاة أي
    التي صفيت وطهرت من الأدناس والعيوب ـ وهذا ديدن أمهات الأئمة عليهم السلام ـ والتي قال عنها إمامنا الصادق عليهالسلام:

    "حميدة المصفاة كسبيكة الذهب مازالت الأملاك تحرسها حتى أدّت لي كرامة من الله والحجة من بعدي"
    عاش في أحضان الإمام
    الصادق والده ما يقرب من عشرين سنة وتسلّم بعده منصب الإمامة الكبرى بعد شهادة
    والده وهو ابن العشرين، واستمر ناهضاً بهذا العبء خمسة وثلاثين سنة حيث رحل عن هذه
    الدنيا مسموماً في سجن السندي بن شاهك في بغداد في حكومة هارون الرشيد في الخامس
    والعشرين من رجب لسنة (183هـ) عن عمر يناهز الخامسة والخمسين.

    والحديث عن الإمام عليه السلام متشعب وطويل وله أبعاد كثيرة ولا يمكن أن تحصر عند حد أو توقف عند أمد، ولكن النقطة التي سوف نسلط الضوء عليها، والتي هي ظاهرة بارزة في حياته وحياة آبائه وأبناءه عليهم السلام، والتي لا تخفى عن أعمى فضلاً عن بصير، والتي تمثل معلماً ومنهجاً في حياتهم، وأعني بها مواجهتهم للظالمين والوقوف في وجوههم والتصدي لظلمهم وأبعاد الناس عنهم بل وزرع الجرأة في
    قلوبهم على مواجهتهم، وهذا هو السبب الذي وعى أولئك الظالمين للانتقام منهم والتضيق
    عليهم وإيداعهم السجون والزنزانات وقتلهم بمختلف الوسائل من السم والسيف
    وغيره.
    وهذا يكشف عن الصدق الذي عاشه هؤلاء فلم يداهنوا ولم يجاملوا وحتى التقية التي كانوا يعيشونها إنما هي أسلوب من أساليب المواجهة للباطل والظالم ونصرة الحق، ولو تدبر الإنسان في كثير من المواقف لانكشفت له الحقيقة. ومواجهتهم للظالمين تكشف عن حقيقة التوكل علي الله والثقة به التي عاشوها بحيث لم يدخلهم خوف من التصدي لهؤلاء مهما ملكوا من القدرات العسكرية والمالية والإعلامية لأنهم يلتجئون إلى قوة الأزل كما قال إمامناالهادي عليه السلام:

    (إن الله علم منا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه ولا نتوكل في الملمات إلاّ عليه وعودنا إذا سألناه الإجابة فنخاف أن نعدل فيعدل بنا).
    ومواجهتهم تكشف عن حقيقة الإعراض عن هذه الدنيا والزهد فيها وعدم الميل إليها والحرص على تحصيلها، حيث
    كلفتهم تلك المواجهة أبسط الحقوق وحرمتهم من كثير من نعيمها الزائل. فها هو موسى بن
    جعفر عليهما السلام يعيش في السجون بعيداً عن أهله وأحبته وكان لا يميز بين الليل
    والنهار إلى أن يموت مسموماً فيها ويضع نعشه على جسر الرصافة ينادى عليه بنداء
    الاستخفاف و··· فلو كانوا يميلون قيد أنملة إلى الدنيا لحصلوا عليها وهم أبصر الناس
    بطرق الحصول عليها، ولكنهم يستحون أن يطلبوها من خالقها فكيف يطلبونها من مخلوق لا يصلح أن يكون نعلاً لعبيدهم:
    الامام الكاظم عليه السلام يستعمل القوة والردع في بعض الاحيان ليظهر قوة الامامة والتنصيب الالهي لهم (صلوت الله عليهم
    جميعا)هكذا الامام الكاظم واسلوبه لردع الظالم أو لردع الناس عن معونته والاغترار بدنياه، وقصة الساحر الذي
    جاء به هارون للاستهزاء بالإمام عليه
    السلام خير شاهد حيث أشار الإمام إلى صورة لأسدين على وسادة بأخذه وقد حصل ذلك، وقام عليهالسلاموطلب هارون من الإمام إرجاعه فقال حتى ترجع عصا موسى ما لقفت أتسلط أعداء الله على أولياء الله " (1). ومواجهة الإمام عليه السلام لأبي حنيفة الذي كان يشيع مذهب الجبر الذي أراد من خلاله أن يبرر للظالمين ظلمهم وأعمالهم وما على الأمة إلا التسليم لهذا المقدر وعليها السكوت وعدم التعرّض لهم لأنه أمر من قبل الله عزّ وجل. إلى غير ذلك من الأساليب التي استعملها عليه السلام في مواجهتهم والتي جعلت الظالمين يشعرون بخطورته عليهم وأنه يهدد ملكهم، خصوصاً وأن الناس تراه هو الأليق بالحكم لما يتصف به من علم وحلم وسماحة وعبادة ورحمة وزهد وإعراض عن الدنيا، فأودعوه السجون تصوراً منهم أن السجون تحد صاحب هذه الهمة العالية والعزيمة الراسخة ، فأدخل الرعب على قلوبهم في سجونهم فعزموا على قتله غيلة وهذه شيمة الجبناءوهذه هي نهاية المجاهدين المخلصين الذي لا يداهنوا في الحق طرفة عين.
    "والسلام على المعذّب في قعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوضة بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف".
    -------
    1- (راجع بحار الأنوار: ج48ص42).

    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي الخزاعي ; الساعة 15-06-2012, 11:16 AM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم





    جزاكم الله خيراً أخي الكريم
    وعظم الله لنا ولكم الأجر بمصاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) باب الحوائج

    تعليق

    يعمل...
    X