إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آيتان وسؤالان؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آيتان وسؤالان؟؟

    آيتان وسؤالان؟؟


    قال الله تعالى:
    (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ
    حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ الله وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِالله شَهِيدًا ) [النساء/78، 79]

    عند التأمّل في هذه الآية والَّتي تليها يتبادر سؤالان الأول:
    كيف جعلت الحسنة والسيئة مِنْ عِنْدِ الله، في الآية الأولى ،وفي الآية التالية جعلت الحسنة من الله والسيئة مِن نفسك؟
    وللجواب على ذلك يقال:
    اختلف المفسرون في معنى الحسنة والسيئة،
    فقيل: الحسنة هي النعمة في الدين و الدنيا فإنها من الله ، والسيئة هي المعاصي فهي من نفسك أي من فِعلكَ
    وقيل: الحسنة ما أصابهم يوم بدر من الظفر، والغنيمة ،فهي من الله تعالى. والسيئة ما أصابهم يوم أحد من الهزيمة، فهي من أنفسهم لما خالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فهزموا.
    و قيل: الحسنة الطاعة و هي باقتدار الله، وترغيبه فيها، ولطفه لها. والتقدير ما أصابك من ثواب حسنة فمن الله، لأنه الذي عرضك للثواب، وأعانك عليها
    والسيئة المعصية وهي بخذلانه على وجه العقوبة للإنسان على معاصيه،
    و التقدير: ما أصابك من عقاب سيئة فمن نفسك، لأنه تعالى نهاك عنها، وزجرك عن فعلها. فلما ارتكبتها كنت الجاني على نفسك. والخطاب للأمَّة أو للإنسان كما ذكرنا سابقاً
    وقوله: (فمن نفسك) معناه فبذنبك
    و قيل: الحسنة النعمة و الرخاء و السيئة القحط و المرض و البلاء و المكاره و الشدائد التي تصيبهم في الدنيا بسبب المعاصي التي يفعلونها.
    روي عن الصادقين (عليهما السلام) أنهما قالا: إن الحسنات في كتاب الله على وجهين: أحدهما الصحة والسلامة و الأمن والسعة في الرزق، والآخر الأفعال كما قال: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) وكذلك السيئات، فمنها الخوف والمرض والشدة، ومنها الأفعال التي يعاقبون عليها.
    فيكون المعنى على هذا : ما أصابك من الصحة و السلامة و سعة الرزق و جميع نعم الدين و الدنيا فمن الله و ما أصابك من المحن و الشدائد و الآلام و المصائب (فَمِنْ نَفْسِكَ)أي: فبسبب ما تكسبه من الذنوب ، (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا) معناه و من الحسنة إرسالك يا محمد، و من السيئة خلافك يا محمد (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) لك و عليك. وقيل: معناه حسبك الله شاهدا لك على رسالتك، و قيل: معناه كفى بالله شهيداً على عباده بما يعملون من خير و شر ، فعلى هذا يكون متضمنا للترغيب في الخير و التحذير عن الشر .

    السؤال الثاني:
    كيف عاب قول المنافقين في الآية الأولى ، لمـَّا قالوا إذا أصابتهم حسنة إنها من عند الله، وإذا إصابتهم سيئة، قالوا هذه من عندك. وقد أثبت مثله في الآية التي بعدها ؟

    وأجيب عن ذلك بجوابين : أحدهما:
    أنَّ ذلك على وجه الحكاية. والتقدير يقولون: ما أصابك من حسنة، فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك. ويكون لفظ (يقولون) محذوفًا، لدلالة سياق الكلام عليه.

    الجواب الثاني:
    ان معنى الحسنة والسيئة في الآيتين مختلف، فالأولى أن المراد بالحسنة النعمة، و السيئة المصيبة و كلاهما عند أكثر العلماء من الله تعالى، فلذلك قال: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله)

    وفي الآية الثانية أن المراد بالحسنة الطاعة،فهي بتوفيق الله والمراد بالسيئة المعصية فهي من العبد فلما اختلف معنى الحسنة والسيئة في الآيتين لم يتناقضا.
    ويكون سبب ذكر هذه الآية عقيب الأولى ألَّا يظن ظانٌّ أن الطاعات والمعاصي من فعل الله، وذلك لما قال في الآية الأولى: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله)
    وفي الآية دلالة على فساد مذهب المجبرة، الّذين يعتقدون بأنَّ الإنسان مُجبر في أفعاله لأنه تعالى قال: (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، فأضاف المعصية إلى العبد ونفاها عن نفسه تعالى.


يعمل...
X