إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثبات على الايمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثبات على الايمان

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الثبات على الإيمان


    بسم الله الرحمن الرحيم

    "
    وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِالْمَوْعُود وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أصْحَابُ الْأخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِإِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌوَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِيلَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد"1.
    القصه
    من هم أصحاب الأخدود وما هي قصتهم بالتفصيل؟
    هناك العديد من الكلمات في هذا الموضوع، وقد ورد في تفسير القمي في قوله تعالى:"قُتِلَ أصْحَابُ الْأخْدُود"، قال: "كان سببه أن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف وأقام على ذلك حيناً من الدهر. ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى وحكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها فسار حتى قدم نجران فجمع من كانبها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختارواالقتل. فاتخذ لهم أخدوداً وجمع فيه الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثّل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفاً،وأفلت منهم رجل يدعى دوش ذو ثعلبان على فرس له ركضة، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذونواس إلى صنيعه في جنوده".

    الدروس المستفادة من هذه القصة
    الثبات على الإيمان
    الإيمان الحقيقي الذي يدخل إلى قلب الإنسان هو الذي يجعله يقف عند الشدائد موقفاً صلباً، فلا يتنازل ولا يتوانى عن نصرة الحق،وهذه هي قصة أصحاب الأخدود فهم قوم رفضوا الخضوع والخنوع وتحملوا في سبيل ذلك القتل بل وأشد أنواع القتل، ألا وهو القتل بالإحراق بالنار.وقد أورد الله عز وجل هذه القصة في كتابه الكريم تسلية للمسلمين وتثبيتاً لهم على الإيمان في مكة حيث كانوا يتلقون اشد أنواع العذاب من كفار قريش.وأصحاب الأخدود هم الذين ذاقوا حلاوة الإيمان؛ فقد وردفي رواية عن
    رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: "ثلاث من كن فيه ذاق طعم الإيمان:من كان لا شيء أحب إليه من الله ورسوله، ومن كان لئن يحرق بالنار أحب إليه من أن يرتدعن دينه، ومن كان يحبّ لله ويبغض لله"
    2. وهذا الثبات على الإيمان له مصاديقه البارزةفي عصور الإسلام المختلفة، فمن قصة ياسر وزوجته سمية في أيام الإسلام الأولى، إلى قصةالحسين الشهيد، إلى زماننا هذا، قصص كبيرة من الثبات الراسخ على الإيمان

    .
    الإسلام والإيمان
    الإيمان رتبة أرقى ومرحلة أعلى من الإسلام وقد نصّ على ذلك قوله تعالى "قَالَتِ الْأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُواوَلَكِنْ قُولُوا أسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم"
    3.ووردتعريف الإيمان في الرواية عن
    رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: "الإيمان ماوقر في القلوب وصدقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللسان"4.
    خصائص الإيمان
    أ ـ الاقتران بالعمل الصالح
    لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يصدق فعله مايعتقده، فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام: "الإيمان عقد بالقلب، ولفظ باللسان،وعمل بالجوارح"5.وعن رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: "الإيمان والعملأخوان شريكان في قرن، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه"6.
    ب ـ التسليم أمام الإرادة الإلهية
    حقيقة الإيمان هو التسليم أمام الإرادةالإلهية، سواء في ما يرجع إلى الأمور التكوينية وما يحل بالإنسان من البلاء، أو فيما يرجع إلى الأمور التشريعية بالالتزام بأوامره ونواهيه، ولا سيما فيما إذا كان في الامتثال للأمر الإلهي تضحية وبذل للنفوس والأموال. وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: "بينا رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله، فقال صلى الله عليه و اله وسلم: ما أنتم؟ قالوا:نحن مؤمنون، قال صلى الله عليه و اله وسلم: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاءالله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله تعالى، فقال صلى الله عليه و اله وسلم:علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون،ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون"7.
    حسن الخلق كمال الإيمان
    إذا بلغ الإنسان حقيقة الإيمان فإن أثرذلك سوف يظهر على سلوكه في حياته مع الناس، كما أن اهتمام الإنسان بخلقه وسعيه للتحلي بمكارم الأخلاق ومرضيّ الصفات هو من موجبات كمال الإيمان، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم في جواب رجل سأله: أحب أن يكمل إيماني: "حسن خلقك يكمل إيمانك"
    8.
    وعن الإمام علي عليه السلام: "أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا"9.
    درجات الإيمان
    ليس الناس كافة على درجة واحدة من الإيمان بل هم على درجات، ووظيفة من يرقى في الدرجات العليا أن يكون عونا لمن هو دونه؛ وقد ورد في الرواية عن
    الإمام الصادق عليه السلام: "إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم،يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشر، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره"

    10.
    استحباب الدعاء للثبات على الإيمان
    وقد ورد استحباب أن يدعو الإنسان الله عزوجل ليجعله راسخ الإيمان فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام: "إن الله جبل النبيين على نبوتهم فلا يرتدون أبداً، وجبل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبداً، وجبل بعض المؤمنين على الإيمان فلا يرتدون أبداً، ومنهم من أعير الإيمان عارية، فإذا هو دعا وألح في الدعاء مات على الإيمان"11.
    -----------------------
    -الهوامش:
    1- البروج: 1-9.2-الريشهري، ميزان الحكمة،ج1، ص200.3-الحجرات: 14. 4-العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج50، ص208.5-العلامة المجلسي،بحار الأنوار، ج66، ص65.6-الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص 193.7-الريشهري، ميزان الحكمة،ج1، ص 192.8-الريشهري، ميزان الحكمة، ج1، ص196.9-عيون أخبار الرضا، ص 41. 10-الكليني،الكافي، ج 2، ص 45.
    11-الكليني، الكافي، ج 2، ص419.
    sigpic

  • #2
    بسمه تعالى وبه نستعين

    احسنتم اختي آية الشكر على هذا الموضوع القيم جعله الله في ميزان اعمالكم .

    وأما ما ورد من التفاسير تبيان اخر في قوله تعالى { تقول الآية التالية: (قتل أصحاب الاُخدود). والمقصود هم الظالمين لا من القي في النّار، فالجملة انشائية والمراد هو اللعن والدعاء عليهم.
    والاُخدود مليء بالنّار الملتهبة: (النّار ذات الوقود).
    وكان الظالمون جالسون على حافة الاُخدود يشاهدون المعذبين فيها: (إذ هم عليها قعود).
    (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود).
    «الاُخدود»: ـ على قول الراغب في مفرداته ـ : شقّ في الأرض مستطيل غائص، والجمع أخاديد، وأصل ذلك من «خدّ» الإنسان، وهو تقعر بسيط يكتنف الأنف من اليمين والشمال (وعند البكاء تسيل الدموع من خلاله) ثمّ اطلق مجازاً على الخنادق والحفر في الأرض، ثمّ صار معنى حقيقياً لها.
    أمّا مَن هم الذين عذّبوا المؤمنين؟ ومتى؟ فللمفسّرين وأرباب التواريخ آراء مختلفة، سنستعرضها إنشاء اللّه في بحوث قادمة.
    ولكنّ القدر المسلم به، إنّهم حفروا خندقاً عظيماً ووجّروه بالنيران، وأوقفوا المؤمنين على حافة الخندق وطلبوا منهم واحداً واحداً بترك إيمانهم والرجوع إلى الكفر، ومَن رفض اُلقي بين ألسنة النيران حياً ليذهب إلى ربّه صابراً محتسباً! }

    المصدر تفسير الامثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد علاء العوادي ; الساعة 16-04-2013, 10:18 PM. سبب آخر:
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

    تعليق

    يعمل...
    X