تويت
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
الغرور
الغرور : هو سكون النفس الى ما يوافق الهوى ، ويميل اليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان ، فاالذي يعتقد انه على خير اما في الاجل او في العاجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور، فان اكثر الناس ظانين بانفسهم خيرا ومعتقدين بصحة عملهم مع انهم مخطئون فية ، فهم مغرورون . الغرور
فمثلا" الذي ياءخذ المال الحرام وينفقة في مصارف الخير ، كبناء المساجد والمدارس والقناطر والرباطات وغيرها ، يظن ان هذا خير له وسعادة ، مع انه محض غرور . حيث ان الشيطان خدعه وصور له ماهو شر بانه خير له .
وكذلك الواعظ الذي غرضه ومطلبه الرئيسي من عمله هو الجاه والسمعة في الدنيا وليس في طاعة اللة . مع انه واقع في بئر المعصية وبغرور وخدعة من الشيطان ، ولاريب في ان سكون النفس الى ما يوافق الهوى ويميل الطبع اليه مركب من امرين اولهما : اعتقاد النفس بان هذا خير لها مع كونه خلاف الواقع .
وثانيهما حب النفس وطلبها باطنا"لمقتضيات الشهوة او الغضب فالواعظ الذي يطلب الجاه والمنزلة معتقدا" انه يجلب به الثواب ، تكون له رغبة الى الجاه واعتقاده بانه خير له ، والغني الذي يمسك بأمواله ولا ينفقها في مصارفه اللازمة ويواضب على العباده معتقدا" انها تكفي لنجاتة وان كان بخيلا" يكون له حب للمال واعتقاد بانه على خير وهو راجع الى نوع من الجهل المركب والذي يوافق الهوى ويكون من رذائل القوى العاقلة ، والحب والطلب للجاه والمال من رذائل قوى الغضب والشهوة . فيكون الغرور من رذائل القوى الثلاث ، القوى العاقلة والغضبية والشهوية او من رذائل العاقلة مع احدهما .
ذم الغرور
الغرور والغفلة منبع كل هلكة وام كل شقاوة لذا ورد فيها الذم الشديد . قال سبحانه وتعالى : ( فلاتغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور)الاية33من سورة لقمان.وقال جل وعلا : (ولكنكم فتنتم انفسكم ، وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور) الاية5 من سورة فاطر.
وقال رسول الله صلى الله عليه واله : (حبذا نوم الاكياس وفطرهم ، كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم ، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين افضل من ملء الارض من المفترين) .
وقال الإمام الصادق علية السلام : (المغرور في الدنيا مسكين وفي الاخرة مغبون) لانه باع الافضل بالادنى .
هذا قليل من كثير مما جاء في ذم المغرور والمغترين باموالهم واولادهم وصحتهم وجاههم وعلمهم .
المصدر : جامع السعادات الجزء الثالث
تعليق