عن أنس قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )
إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن شاهداً زاروه ، و إن كان مريضاً عاده .
عن جابر بن عبد الله قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )
احدى وعشروين غزوة بنفسه شاهدت منها تسع عشرة غزوة و غبت عن إثنين ، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيا ناضحي تحت الليل فبرك ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في اخريات الناس يزجي الضعيف ، ويردفه ويدعو لهم ، فانتهى إلي وأنا اقول: يا لهف أُماه ما زال لنا ناضج سوء ،فقال: من هذا ؟فقلت : أنا جابر بأبي وأُمي يا رسول الله قال: وما شأنك ؟ قلت :أعيا ناضحي، فقال: أمعك عصا ؟ فقلت: نعم فضربه، ثم بعثه، ثم أناخه ووطىء على ذراعه وقال: اركب، فركب وسايرته فجعل جملي
يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة خمساً و عشرين مرة، فقال لي: ما ترك عبد الله من الولد ؟يعني أباه قلت: سبع نسوه، قال: أبوك عليه دَين ؟ قلت: نعم، قال:فإذا قدمت المدينة فقاطعهم فإن أبوا فإذا حضر
جداد نخبكم فآذني فقال: هل تزوجت؟
قلت: نعم، قال: بمن؟ قلت: بفلانة بنت فلان بأيم كانت بالمدينة، قال: فهلاَ فتاة تلاعبها وتلاعبك، قلت: يا رسول الله كن عندي نسوة خرق يعني أخواته فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء،
فقلت: هذه أجمع لأمري، قال: أصبت ورشدت، فقال: بكم أشتريت جملك؟ فقلت: بخمس أوراق من ذهب، قال: بعينه ولك ظهره ألى المدينة، فلما قدم المدينة أتيته بالجمل، فقال: يا بلال، أعطه خمس أوراق من ذهب يستعن بها في دَين عبد الله، وزِده ثلاثاً ، ورد عليه جمله قال: هل قطعت غرماء عبد الله؟
قلت: لا يا رسول الله، قال: أترك وفاء قلت: لا، قال: لا عليك فإذا حضر جداد نخبكم فآذني، فآذنته فجاء فدعا لنا فجددنا و أستوفى كل غريم ما كان يطلب تمراً وفاء وبقي لنا ما كنا نجد وأكثر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): أرفعوا ولا تكيلوا، فرفعنا وأكلنا منه زماناَ .
و الحمد لله رب العالمين