بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
إن الماء مركب أساسي لجسم الإنسان، حيث يشكل الماء أكثر من نصف وزن جسم الإنسان مما جعل من المستحيل البقاء على قيد الحياة لأكثر من بضعة أيام أو أسبوع بدون الحاجة للحصول على الماء والسوائل.
وللماء وظائف مهمة، مثل: تنظيم درجة حرارة الجسم، الحفاظ على مرونة المفاصل والأنسجة، نقل المواد الغذائية داخل الخلية.
والماء يساعد-أيضاً- في تسهيل عملية الهضم؛ لأن 75% من أنسجة العضلات تتكون من الماء، والدليل الواضح تماماً أن الترطيب المناسب أمر أساسي لتحفيز الوظائف الحيوية للجسم العادي ورفع مستوى الأداء البدني للمستوى الأمثل.
إن العطش نعمة أنعم الله بها على الإنسان كعلامة ودلالة لاحتياج الجسم للماء، فيستجيب لها الإنسان بتناول الماء أو السوائل لإطفاء الظمأ، وكلما كان الشخص صغيراً في العمر كانت حاجته للماء أكثر وإحساسه بالعطش أكبر، ولوحظ أن الكبار في العمر الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة يفقدون تدريجياً حاسة الشعور بالعطش، وهذا خطر يهددهم بنقص في السوائل والتعرض للجفاف بسبب عدم تناولهم للماء.
وعلى هؤلاء الأشخاص تناول الماء بطريقة منتظمة خلال اليوم، وعلى مرافقيهم تذكيرهم بتناول الماء أو السوائل لتفادي التعرض للجفاف.
ما الذي يسبب الجفاف؟ وما هي خطورة نقص السوائل في جسم الإنسان؟
الأنشطة البدنية، حتى أبسط الحركات، تحتاج إلى الطاقة..وحيث إن الجسم يستهلك الطاقة، فيجب علينا تجديد موارد الطاقة المفقودة الناجمة عن حرق السعرات الحرارية وفقدان المياه.
ومن أجل تعزيز الأداء السليم للجسم، يجب أن تكون المياه المستهلكة من أجل الحفاظ على الوظائف الحيوية صحية لجميع الأعضاء الداخلية.. فالجسم ينظم درجة حرارته عن طريق العرق، وفي الواقع، يمكننا أن نفقد كميات كبيرة من محتوى الماء في الجسم اعتماداً على مدة ومدى الجهد البدني المبذول أو ممارسة الرياضة، وارتفاع درجة حرارة الهواء.
ولذلك..فإن المء يحتاج إلى توخي الحذر، حيث إن انخفاض كمية السوائل وزيادة العرق قد تسبب الجفاف.
والعواقب الناجمة عن الجفاف خطيرة، فهي تشمل التشنجات البسيطة للعضلات، والدوخة أو الدوار، والشعور بالتعب والإرهاق، وفقدان القدرة على التركيز.
وإذا لم يتم معالجة الجفاف في الوقت المناسب، فإنه يمكن أن يؤدي إلى الإنهاك الحراري والسكتة الدماغية، وقد يؤدي في الحالات القصوى إلى الإعاقة الدائمة، وقد تحدث الوفاة أحياناً إذا كان الجفاف بدرجة كبيرة.
تعليق